السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه أمة "صرماية عتيقة" وليست جامعة عربية"

جوزيف أبو فاضل: الأسد لا يقدم على حرب مع إسرائيل لان العرب سيطعنونه
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جوزيف أبو فاضل في حديث لقناة "الجزيرة" أن النظام السوري هو نظام ممانع وكل الأنظمة العربية تدور في فلك أميركا وإسرائيل والرئيس السوري بشار الأسد لا يقتل شعبه إنما (يقتل) هؤلاء "الزعران" في الشارع بدعم من قطر وتركيا وأميركا وإسرائيل هم من يقتلون"، مشيرا إلى أن "جنود الجيش السوري الحر تبين إنهم من الأفغان والليبيين والأتراك ولم يخرج من الجيش السوري".
وأشار إلى أن "الجيش السوري ينظف بعض المناطق ولو كانوا من شعبه وهو جيش ممانع وقاتل في الجولان ودعم المقامة في الجنوب اللبناني ووقف إلى جانب "حزب الله" والعلمنة وهناك في سوريا كنائس تدق أجراسها من دون أن ينزعج احد وليس كما في السعودية وتركيا".
ورأى أن "الشعب السوري شعب حر ولم نر معارضة منحطة بهذا الشكل كمعارضة اسطنبول ومن يطالبون بالإصلاحات ويقفون مع الرئيس هم بالملايين"، متوجها إلى "من يتكلم أن المطار مغلق بالسؤال: كيف انطلقت الطائرة القطرية من دمشق اليوم؟".
وأكد أن "الجيش السوري عدده 500 ألف جندي وإذا خرج منه 1000 ماذا يؤثر عليه؟"، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من المال يدفع في سوريا".
ورأى أن "هذه أمة "صرماية عتيقة" وليست جامعة عربية"، مشيرا إلى أن "الثورة الفلسطينية مندلعة منذ 65 سنة والجميع تخلى عنها إلا سوريا الأسد".
وأكد أن "وضع الأسد بألف خير وهؤلاء العربان الذين تآمروا مع نصف اللبنانيين في حرب تموز، سيتآمرون على الأسد إذا قام بحرب على إسرائيل فهو يعرف أن السكاكين ستطعنه بظهره كما طعنت الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله بظهره في عدوان 2006 التي انتصرت المقاومة فيه في السلاح الإيراني". وأشار إلى أن "الأسد يقدم إصلاحات وكلما قدم المزيد تاجروا أكثر، فالآن من في السعودية يريدون إعطاء الديمقراطية لسوريا؟".
( الثلاثاء 2012/01/31 SyriaNow)
جوناثان ستيل: معظم السوريين يدعمون الرئيس الأسد، لكنك لن تعرف ذلك أبدا من متابعة الإعلام الغربي
ترجمة وتقديم : د. إبراهيم علوش
من تجربة الاتحاد السوفييتي في ظل غورباتشوف، إلى حروب "التدخل الإنساني" و”نشر الديمقراطية” والثورات “البرتقالية” و”البنفسجية” وأخواتها، لم يعد يخفى على أكسل متابع للسياسية الإمبريالية بأن كل تلك الشعارات (مثل حرية، حرية) لم تكن يوماً أكثر من دروع عقائدية لتغطية هجمة حلف الناتو على شعوب الأرض ولتقويض كل النماذج المناهضة للإمبريالية في العالم. فجوهر المعركة في عالمنا المعاصر اليوم هو الصراع الضاري بين الإمبريالية من جهة والقوى والحركات والدول المستقلة من جهة أخرى. أما الإمبريالية فترفع لواء “الحرية” و”الديمقراطية” و”حقوق الأفراد والأقليات”، أما القوى المستقلة فتدافع عن حقوق المجتمعات والأوطان وتحارب ضد الهيمنة الخارجية “الديمقراطية” ذوداً عن الاستقلال والسيادة.
وعندما يكون المطروح في الوطن العربي مشروع هيمنة خارجية ومشروع تفكيك داخلي، فإن خط الدفاع يصبح تلقائياً هو مشروع الوحدة والدولة المركزية القوية، وعلى أرضية مثل ذلك المشروع فقط، وبعده، وليس قبله أو معه، يمكن الحديث عن أي ديمقراطية وحرية وحقوق أفراد وأقليات. أما الحديث عن انتخابات رئاسية وتعددية حزبية، ناهيك عن مراقبين دوليين، في ظل هجمة مشروع التفكيك واختراق السيادة، هذه الهجمة العسكرية والسياسية والإعلامية الشرسة، فلم تطبقه دول الغرب على نفسها عندما تعرضت لمثله، ولسنا ملزمين بتطبيقه على أنفسنا سواء طبقه الغرب على نفسه، في ظل الظروف نفسها، أم لا.
لذلك، وبالرغم من حديث جوناثان ستيل أدناه، عن ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وفرض تعددية ورقابة دولية، تحت وطأة الهجمة الخارجية والداخلية الضارية على سوريا، بمشاركة دول لم تعرف مثل تلك الانتخابات في حياتها، ولا يحميها من النقد إلا تبعيتها للغرب، فإن شهادته عن الوضع في سوريا والدور التركي وبعثة الجامعة العربية في سوريا، والأهم شهادته عن الاستفتاء القطري الذي يقول بأن 55 بالمئة من الشعب السوري يريد بقاء بشار الأسد رئيساً، هذا الاستفتاء الذي عتمت وسائل الإعلام عليه، هو ما دفعنا لترجمة هذا المقال.
نص ترجمة مقال جوناثان ستيل من الغارديان البريطانية:
شعبية الأسد، مراقبو الجامعة العربية، والتورط العسكري للولايات المتحدة: كلها قضايا شوِهت في حرب الغرب الدعائية
فلنفترض أن استطلاعاً رصيناً للرأي قد وجد بأن معظم السوريين يؤيدون بقاء بشار الأسد رئيساً، ألا يفترض أن يكون ذلك خبراً رئيسياً في الإعلام؟! خاصة أن مثل تلك النتيجة تذهب عكس الرواية السائدة حول الأزمة السورية، مع العلم أن الإعلام عامةً يعتبر ما هو غير متوقع ذو أهمية إخبارية أكبر مما هو واضح وبين؟!
لكن للأسف، لا تنطبق هذه القاعدة على كل حالة. فعندما لا تعود الدراما المتكشفة منصفة، وتتحول إلى سلاح دعائي، فإن الوقائع غير المريحة يتم إخفاؤها. وهكذا تم إخفاء نتائج استفتاء للرأي قامت به شركة YouGov Siraj، وهي شركة تسويق بريطانية المنشأ، حول سوريا مؤخراً، بتكليف من منبر" مناظرات الدوحة Doha Dialogue" الذي تموله "مؤسسة قطر" (التي ترأسها الشيخة موزة بنت ناصر المسند – المترجم). وقد نحت العائلة الحاكمة في قطر أحد أكثر التوجهات تشدداً ضد الأسد، فالأمير دعا للتو لتدخل قوات عربية في سوريا، ولذلك كان أمراً جيداً أن ينشر منبر "مناظرات قطر" مثل ذلك الاستفتاء على موقعه على الإنترنت. والمؤسف أن ذلك الاستفتاء قد تم تجاهله من قبل كل المنافذ الإعلامية تقريباً في كل بلد غربي دعت حكومته الأسد للرحيل.
وقد كانت النتيجة الرئيسية لذلك الاستفتاء بأن أغلبية العرب خارج سوريا يشعرون بأن الرئيس يجب أن يستقيل، فيما كانت المواقف في سوريا نفسها مختلفة. فحسب الاستفتاء نفسه كان حوالي 55% من السوريين يريدون الأسد أن يبقى، يحركهم الخوف من الحرب الأهلية، وهي ليست مجرد شبح نظري كما هي الحال بالنسبة للذين يعيشون خارج حدود سوريا. الخبر الأقل جودةً بالنسبة لنظام الأسد هو أن ذلك الاستفتاء وجد أيضاً أن نصف السوريين الذين يقبلون باستمراره في السلطة يعتقدون بأنه يجب أن يشرع بانتخابات حرة في المستقبل القريب. الأسد يزعم بأنه على وشك القيام بذلك، وهي نقطة كررها مراراً في خطاباته الأخيرة. ولكن من المهم أن ينشر قانون الانتخاب بأسرع ما يمكن، وأن يسمح بالأحزاب السياسية، وأن يقدم التزاماً بالسماح لمراقبين مستقلين أن يراقبوا الانتخابات.
التغطية الإعلامية المتحيزة ما برحت أيضاً تشوه بعثة الجامعة العربية في أورويا. فعندما أقرت الجامعة منطقة حظر الطيران في ليبيا الربيع المنصرم، كان هنالك مديح كبير في الغرب لمثل تلك المبادرة. أما قرارها بالتوسط في سوريا، فكان الترحيب فيه أقل من قبل الحكومات الغربية، ومن قبل مجموعات المعارضة السورية البارزة، التي باتت تدعم أكثر وأكثر حلاً عسكرياً بدلاً من الحل السياسي. لذلك فإن خطوة الجامعة العربية بالتوسط في سوريا تم إلقاء ظلال الشك عليها فوراً من قبل القادة الغربيين، ورددت معظم وسائل الإعلام الغربية صدى ذلك الخط. فشُنت هجمات على أوراق اعتماد رئيس البعثة السوداني. وتم إبراز انتقادات أحد أعضاء البعثة المكونة من 165 شخصاً في العناوين الرئيسية. وتم طرح مطالبات بسحب البعثة من سوريا لصالح تدخل دولي.
وقد خاف النقاد على الأرجح بأن المراقبين العرب سيقصّون بأن العنف المسلح لم يعد مقتصراً على قوات النظام، وبأن صورة الاحتجاجات السلمية التي تُقمع بوحشية من الجيش والشرطة هي صورة خاطئة. فحمص وبعض المدن السورية الأخرى باتت مثل بيروت في الثمانينات وسراييفو في التسعينات، فيما المعارك تدور بين الميليشيات عبر خطوط التصدع الطائفية والعرقية.
أما بالنسبة للتدخل العسكري الأجنبي، فقد سبق أن بدأ في سوريا. وهو لا يتبع النمط الليبي بما أن روسيا والصين غاضبتان من خديعة الغرب لهما في مجلس الأمن العام الماضي. فهما لن تقبلا قراراً للأمم المتحدة يسمح بأي استخدام للقوة. لذلك فإن النموذج المتبع للتدخل هو أكثر قدماً، ويعود إلى فترة الحرب الباردة، قبل تطوير مفاهيم “التدخل الإنساني” و”مسؤولية الحماية" وإساءة استخدامهما. هل تذكرون دعم رونالد ريغان (الرئيس الأمريكي الأسبق في الثمانينات – المترجم) لعصابات الكونترا التي سلحها ودربها في سعيه للإطاحة بساندينيي نيكارغوا من خلال قواعد في هندوراس المجاورة؟ إذن بدلاً من هندوراس اقرأ تركيا، الملجأ الآمن الذي تم فيه تأسيس معسكرات "الجيش السوري الحر".
صمت الإعلام الغربي دراماتيكي هنا أيضاً. فلم يتابع المراسلون مقالة فيليب جيرالدي المهمة مؤخراً، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يكتب حالياً في مجلة “الأمريكي المحافظ” الشهرية، وهي مجلة تنتقد المجمع العسكري-الصناعي الأمريكي من موقع محافظين جدد مثل رون بول، الذي حل ثانياً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيو هامشير الأسبوع الماضي. وقد صرح فيليب جيرالدي بأن تركيا، عضو حلف الناتو، قد أصبحت وكيل واشنطن وبأن طائرات غير معلّمة لحلف الناتو راحت تصل للإسكندرونة أرض عربية سورية محتلة – المترجم) قرب الحدود السورية، لإيصال المتطوعين الليبيين والأسلحة المستولى عليها من مخازن معمر القذافي. وقد كتب فيليب جيرالدي: "إن مدربي القوات الخاصة الفرنسيين والبريطانيين موجودون على الأرض لمساعدة المتمردين السوريين، فيما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والقوات الخاصة للولايات المتحدة تقدم معدات الاتصالات والاستخبارات لمساعدة قضية المتمردين، مما يمكن المقاتلين من تجنب نقاط تركيز الجنود السوريين"..
وفيما يزداد خطر الحرب واسعة النطاق، يستعد وزراء خارجية الجامعة العربية للقاء في القاهرة في نهاية هذا الأسبوع للتباحث في مستقبل بعثة الجامعة في سوريا. ولا شك بأنه ستكون هناك تقارير إعلام غربية تسلط الضوء على تعليقات أولئك الوزراء الذين يرون بأن تلك البعثة قد "فقدت المصداقية"، وتم خداعها من "النظام"، أو أنها "فشلت في إيقاف العنف". أما الحجج المضادة فسوف يتم الانتقاص منها أو تجاهلها.
وبالرغم من الاستفزازات من كل الجهات فإن الجامعة العربية يجب أن تصر على موقفها. فبعثتها في سوريا رأت تظاهرات سلمية مع النظام وضده. ولقد شهدت، وفي بعض الحالات عانت من العنف من القوى المتضادة. لكنها لم تحظى بوقت كافٍ بعد أو بفريق كبير بما يكفي لمخاطبة مدى أوسع من اللاعبين السوريين وللخروج بمجموعة واضحة من التوصيات. وقبل كل شيء، لم تبدأ البعثة بعد بالوفاء بذلك الجزء من تفويضها الذي يتطلب منها أن تساعد بإنتاج حوار بين النظام ونقاده. بالبعثة تحتاج للبقاء في سوريا لا أن تتعرض للبلطجة لإخراجها منها.
العرب اليوم
(الأحد 2012/01/29 SyriaNow)
لماذا يرتجف حكّام الخليج أمام الأزمة السورية؟ .. بقلم خالد العبود
هناك ملاحظة مهمة جداً، وذات دلالات واسعة وأساسية، وهي أن حكام الخليج العربي، وتحديداً فيما يسمى (المملكة العربية السعودية) ثم قطر، يرتجفون كلما اقتربت الأزمة السورية على نهايتها، ويبدو أن هناك علاقة وثيقة بين عروشهم وهذه الأزمة، إذ إن جملة ملاحظات مهمة يمكن أن تدلل على ذلك، لكن ما الأسباب الحقيقية وراء هذا الرجفان، وما الأسباب الرئيسية التي تجعل هؤلاء يذهبون إلى نهاية النفق في علاقتهم مع القيادة السورية؟
هل صحيح أن هذه الحكومات، بكل ما تختزنه وتختزله من فردية وديكتاتورية وشمولية وفساد ومحسوبيات وظلم وسرقات أنها تدافع عن حقوق السوريين؟ وهل صحيح أنها تسعى جاهدة إلى ترسيخ مبدأ الديمقراطية ووجود قانون أحزاب، وأنها تريد لسورية ولشعبها أن ينعم بالحياة الرغيدة والحرية الواسعة، وأنها ترمي إلى العمل على تداول السلطة بين قوى سياسية سورية اشتكت لها أمرها؟!!..
لا نعتقد أن مثل هذا الكلام مقبول، وخاصة أن الواقع الذي تعيشه شعوب هذه البلاد، أو هذه الجغرافيا، لا ترتقي الحياة السياسية فيها إلى أدنى الحيوات السياسية لأي من شعوب المعمورة، ولا نعتقد أن من يعيش عقلاً سياسياً يقوم على الفردية وحكم العائلة الواحدة، ومن يسيطر على كامل طاقات البلاد ويختزنها، أو يختزلها، ويعتبر أن المواطنين رعايا لا يمتلكون حقّ التدخل في شؤون البلاد، ومن يرفض أن يشارك الناس معه حتى في إعطاء الرأي في أبسط حقوقه الفردية، وأنه يمارس الحكم بتفويض من الله، لا نعتقد أن كل من فعل ويفعل هذا الفعل يمكنه أن يكون المدافع الحقيقي والرئيسي عن حقوق السوريين، ناهيك عن المقارنة بين الحياة السياسية التي يعيشها السوريون في ظل نظام سياسي حالي وبين الحياة السياسية التي ترزح تحتها شعوب أبناء منطقة الخليج العربي اليوم.
كما أننا لا يمكن أن نصدّق بتلك المقولات التي تضخها هذه القيادات وهؤلاء الحكام الخليجيون دفاعاً عن دماء السوريين، وهم الذين يمارسون القتل في أكثر من مكان وأكثر من جغرافيا على مستوى بلادهم، وهم الذين يقفون إلى جانب ملك البحرين في وجه شعبه الذي خرج عليه، وهم الذين ناصروا هذا الملك بآلاف من الجنود لضرب الثورة عليه، بغية الدفاع عن النظام وما يمثله، وهم الذين يقفون في وجه تطلعات أبناء اليمن ويعبثون به، في محاولة منهم لترتيب الداخل اليمني على مقاسات أطماعهم وثبات عروشهم.
كما أن هناك من يحاول القول إن موقف حكّام الخليج يندرج تحت مقولة الدفاع عن أهل السنة في سورية، باعتبار أن هناك من يدعي أو يريد أن يصوّر على أن المشكلة في سورية هي مشكلة طائفية، طبعاً أن مثل هذا القول قد يبرره البعض، وقد يعجبه، وقد يدفعه كي يتبناه، إن كان ذلك جهلاً عن دراية أو غير دراية، غير الأمر في كينونته ليس كذلك، باعتبار أن هذه الفرضية لو كانت صحيحة لكان واجباً على هذا الحكومات الخليجية أن تدافع عن السنة الذين نكّل بهم في أكثر من مكان، والذين مورس بحقهم العدوان وقتّل منهم الكثير، وعلى سبيل المثال وليس الحصر لم نجد منظومة النهب الخليجية تدافع عن سنّة العراق، عندما كانت هذه الطائفة تحاصر وتضرب وتقتل من قبل الاحتلال الأميركي، وحين وافقت وسهّلت هذه الحكومات العائلية لدخول الأميركي إلى العراق، حيث دعمته في أقوى ضرباته على أحياء ومناطق السنة فيه، وهي المناطق التي واجهت الاحتلال الأميركي، والمناطق التي جابهت وقاومت هذا الاحتلال!!
فحكام الخليج هم أولئك الذين شرعنوا للاحتلال الأميركي قتل السنة في العراق، ودفعوا به كي يمارس في حقّهم أبشع أنواع السجون والتنكيل والتعذيب، ولم يعترضوا عليه عندما كان يدك المدن والضواحي والقرى التي يقطنها أهلنا من هذه الطائفة، على العكس تماما، فقد كانت هذه المنظومة الخليجية تعطي الشرعية لهذا الاحتلال كي يكون أقوى وأشرس، من أجل أن يبسط نفوذه على العراق وأهل العراق..
كما أنه علينا أن نتذكّر دائماً أن هذه المنظومة الخليجية هي التي كانت وراء التآمر على أهلنا في فلسطين، وهي التي شرعنت العدوان الإسرائيلي على غزة، وساهمت في الدفاع عن مبارك الذي حاصر غزة، ولم نسمع لأحد منهم موقفاً إيجابياً واحداً دافع فيه عن أهل غزة خلال العدوان عليها، علماً أن أهلنا في فلسطين وغزة هم من رأس السنة العرب في المنطقة.
إذاً.. لا نعتقد أن الأمر مرهون بمثل هذا التفسير أو هذا التعليل، بمعنى أن حكام الخليج غير مشغولين لا بحقوق السوريين ولا بحقوق السنة من السوريين، فهؤلاء الحكّام يمتلكون تاريخا، كما بينا سابقاً، لا يمكن له أن يتطابق مع مثل هذه المقولات، أو مثل هذه الأسباب التي يتحدث عنها البعض، أو الذين يعتبرونها هم على أنها أسباب رئيسية لمواقفهم من الأزمة السورية، ناهيك عن دعمهم لهذا الحراك الداخلي السوري، ودفعه كي يمارس القتل ويستبيح الدم، ويكون في مواجهة المنجز حتى اللحظة.
نحن نعتقد أن هناك أسبابا سياسية خالصة، ليس لها علاقة بمنظومة القيم، وليس لها علاقة بجملة تلك الأوهام التي يصدرونها للعالم، فهم في الحقيقة يعملون على رئيسية مختلفة تماماً، هذه الرئيسية هي ثابتهم المهم، وهي النقطة التي يتمسكون بها جيداً، بغية الحفاظ على عروشهم..
إذاً.. ما هذه النقطة؟ وما السبب الرئيسي الذي يدفع حكّام الخليج كي يقفوا هذا الموقف من الأزمة السورية؟ للجواب على هذا السؤال علينا أن نربط هذا الموقف بأكثر من مفصل على مستوى المنطقة، وأكثر من واقعة أو حالة أو ظاهرة، وعلينا أن نتصوّر معاً العلاقة بين هذا الحاصل على مستوى هذه المفاصل وبين الحاصل في بعض هذه الكيانات الخليجية، إذ إننا نرى أن هناك رابطاً حقيقياً وموضوعياً بين كثير من الحاصل على مستوى هذه المفاصل ومستقبل هذه الكيانات.
إن حكّام الخليج يرون أن الحاصل على المستوى السوري إنما هو ورقة مهمة في أيديهم، وهي ورقة تساهم في حلّ جملة أمور ساخنة في أكثر من مفصل خليجي، لهذا يعتبرون أن الأزمة السورية تشكل عنصر ضغط وإضعاف للمنظومة التي سورية جزء منها، ونعني بها إيران وسورية والحركات العربية المقاومة، ويرون أن القدرة على التأثير في هذا المفصل سوف تساهم في الضغط على هذه المنظومة كي يجبروها على الدخول في مساومات مع ما يحصل على مستوى مفاصل خليجية بعينها، فهم يرون أن الضغط على سورية، وتثقيل الملف السوري باتجاه الضغط على القيادة لسورية، وإشغالها، ثم إضعافها، يدفع هذه القيادة كي تدخل في بازار المقايضة على دور إيراني مفترض يساهم في تسخين مفاصل خليجية بعينها.
فحكام الخليج يرون أن إيران هي المسؤولة عن جملة الحاصل على مستوى جغرافيا الخليج، ويعتبرون أن الحاصل في البحرين إنما هي حركة احتجاج طائفية غير مشروعة تدعمها إيران، ويرون أن هذا الحراك يؤسس لدور ضاغط باتجاه مفصل خليجي يتم الاشتغال على إسقاطه ثم الخروج من خلاله على المنظومة الخليجية، كما أن الدور الذي تلعبه إيران في اليمن سوف يدفع باتجاه أن تكون الأخيرة على مضيق (باب المندب)، إضافة إلى الحركة الشعبية الصاعدة في شبه جزيرة العرب التي تستهدف (آل سعود) والتي سوف تساهم في إعادة إنتاج المنظومة من جديدة، ومن ثم فإن هؤلاء الحكّام يرون أن الضغط على سورية والتآمر عليها سوف يؤدي إلى أحد احتمالين:
أولا.. إما سقوط الكيان السوري وتفتيته وانكفاؤه على نفسه، ثم ضرب التحالف الإيراني السوري، وردع إيران عن إمكانية التأثير الصاعد في الخليج!!..
ثانيا.. وإما التضييق على سورية من أجل جرّها مع إيران على الدخول في صفقة جديدة، يضمن حكّام الخليج من خلالها ضمانات إيرانية بعدم التدخل في الخليج، وفي تركيبته الحالية.
لكننا نعتقد في هذا السياق أن السوريين منذ اللحظات الأولى لم يقبلوا أن يدخلوا في إمكانية المقارنة بين الحاصل على أرضهم، والحاصل في بعض رؤوس كيانات الخليج، كما أنهم رفضوا أن يؤسسوا لمثل هذه الصفقات، ويرون إلى الحاصل في أجزاء من كيانات الخليج على أنه شأن داخلي ليس بمقدور أحد أن يتدخل فيه، أو أن يكون بازاراً لقوى إقليمية أو حتى عربية، وفي الآن ذاته كانوا يبدون مقاومة هائلة ونجاحاً باهراً وهم يكشفون عن هذه الأدوار والتطلعات التي مارسها حكام الخليج، بغية الحفاظ على عروشهم ولو كان السبيل إلى ذلك دماء السوريين جميعاً.
خالد العبود- الوطن (الاثنين 2012/01/30 SyriaNow)
خدمة صحيفة: مقالات مختارة: شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.