بمناسبة يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان اليوم 10 ديسمبر تمر علينا ذكري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الشخصية و الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية التي تشكل اساس مكونات حرية و كرامة الإنسان و حقه في الحياة الكريمة . و إذا جاز لنا ان نأخذ راهن اوضاع ولاية النيل الأزرق كمثال مادي ملموس ينسحب علي مجمل الاوضاع في السودان بعد ثلاثة وستون عاماً من الإعلان نجد الاتي : حرب شاملة الإفرازات السالبة مع تفلتات امنية وتوطين للخوف وتوسع لاثار تلك الإفرازات بتوسع قاعدة التصعيد السياسي تجاه تغذيتها وازدياد اشتعالها . عشرات الالاف من اللاجئين بدول الجوار (اثيوبيا) وجنوب السودان جراء هذه الحرب . عشرات الالاف من المشردين من قراهم ومساكنهم و الهائمين علي وجوهم في الادغال وكراكير الجبال يتصيدهم خطر الموت من كل الجهات (خوفاً وجوعاً وقتلاً ولدغاً … الخ). حالة طواريء معلنة منذ 2 سبتمبر الماضي شكلت حالة تراجع مريع في الحقوق والحريات العامة بتحجيم ايَ نوع من انواع النشاط والحراك السياسي والمجتمعي . خروج الولاية من الموسم الزراعي جراء التفلتات الامنية المسلحة بالمشاريع الزراعية القريبة اما المزارع البعيدة فقد خرجت اصلاً منذ إندلاع الحرب . شبه شلل في الحركة التجارية بين حاضرة الولاية وبقية مناطقها الجنوبية والجنوبية الغربية . تعطيل الدراسة في جميع مناطق العمليات وممرات القوات المتحاربة . تواجد السلاح بايدي كتائب المواطنين المستنفرة بواسطة المؤتمر الوطني عقب إندلاع الحرب (لواء النيل الأزرق مثالاُ) . حالة نفسية متكونة نتيجة تشتت العديد من الاسر وعدم معرفة البعض لمصير البعض الاخر وانتظار يائس يتناقص حياله الأمل في الطمأنينة والتئام الشمل مع ضغوط التمدد الزئبقي المتصاعد في اسعار السلع الضرورية . وبينما السودان يعيش في هكذا اوضاع معقدة بفعل فاعل تتقدم (شول) المؤتمر الوطني لحكومة المؤتمر الوطني بمشروع دستور للسودان المتنوع في كل شيء حسب رؤيتها المحدودة المغبشة . نحن في الحزب الشيوعي السوداني نطالب بالأتي : ضرورة ايقاف الحرب فوراً ومحاولة معالجة اثارها السالبة علي الوطن والمواطن . الغاء حالة الطواريء المعلنة واطلاق حريات العمل السياسي . الإعداد لقيام مؤتمر جامع لجمع مكونات مجتمع الولاية دون اقصاء لاي عنصر او حركة لمناقشة جذور النزاعات ووضع الحلول لها وإجراء المصالحة الوطنية التي تتجاوز المرارات و تنهي تراكمات اسباب النزاعات التاريخية . التحقيق العادل والمحايد حول التصعيد الاخير من جانب شريكي الحكم والذي ادي الي انهاء ست سنوات من السلام النسبي والذي كان يجب ان يطور وفق بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة ثنائياً في 2005م والمشهود عليها دولياً . نؤكد علي حق شعب النيل الأزرق خاصة والسودان عامة في معرفة المتسبب عبثاً في كوارث الحرب الحالية التي تحمّل ويتحمّل نتائجها الفظيعة نفسياً وبدنياً واقتصادياً المواطن المسالم والتي اضافت الي المجتمع اعداد من الفاقد التعليمي مجهولي المستقبل والنفع للاسرة والوطن . ابداً ما هنت ياسوداننا يوماً علينا عاش نضال الشعب السوداني الأبي الحزب الشيوعي السوداني – جنوب النيل الأزرق 10 ديسمبر 2011م