بشرى الفاضل [email protected] نعم هو المتفائل نفسه عندما يمتلك قدراً كبيراً من المعلومات؛ خصوصاً إذا كان هذا المتفائل من المبشرين طوال عقدين بالدولة القاصدة ، دولة التوجه الحضاري. ومايلبث هذا الشخص المبتسم أن يعبيء وجهه بنقيض البسمة فيصبح وجهه عبوساً قمطريراً وربما يحذف صوت الحاء من عبارة التوجه الحضاري فتصبح العبارة التوجه الضاري وربما يحدف الياء من الكلمة الأخيرة. كتب هذا الكاتب( المتشائل) ، على قول أميل حبيبي، عن وجود شركات وهمية في السودان باعتراف مسئولين حكوميين كبار قائلاً (مدير ديوان الحسابات بوزارة المالية كشف أن عدداً من الشركات الحكومية ليست مسجَّلة لدى المسجِّل التجاري بالرغم من أن عدد الشركات المسجَّلة قارب السبعمائة فكم بربِّكم يبلغ العدد الحقيقي؟! كما كشف عن وجود شركات وهمية مسجَّلة حصل أصحابُها على قروض من البنوك!! تخيلوا بربكم.. شركات وهمية تحصل على قروض من البنوك يا بنك السودان).واكتشف هذا المتفائل أن هذه الشركات الحكومية السبعمائة لا تزال تعمل بالرغم من أن الحكومة أنشأت منذ أكثر من عشر سنوات لجنة للتخلص منها وتساءل: (-أين تكمن العلة يا ترى؟) في نهاية مقالين شهيرين له قام هذا الشخص اللامع المتفائل وقد أصبح متشائماً بالدعوة للثورة على طريقته فقال : (ترى ما الحل؟! هل نثور ونحذو حذو ثورات الربيع العربي التي أتاحت أرضية نظيفة للقادمين الجدد بعد أن تم تفكيك كل ركام الماضي أم نصبر؟! لكن هل يملك حكامنا أن يجنِّبونا مرحلة الاضطرار إلى الثورة؟) هذا الشخص هو المهندس الطيب مصطفى. نعم هو صاحب الانتباهة نفسه ولعله انتبه بكل صدق في مقاليه هذين المدهشين لملف الفساد فاعترف بأنه معقد فهو يقول في ثنايا المقال الثاني في إشارة لهذا التعقيد (خذ مثلاً الأموال المليارية مثل تلك المتعلقة بصناعة النفط والتي كشف المراجع العام أن المقابل المحلي لتلك الأموال والاستثمارات لم يظهر في حسابات الأطراف المعنية ولا يدري أحد مصيرها كما أن مديونيات وزارة المالية المليارية المرصودة في حسابات بنك السودان لا تظهر في حسابات وزارة المالية وسأزيدكم غداً ببعض ما يفقع المرارة في دولة الجمهورية الثانية!). زادنا في اليوم التالي في مقاله الجديد ؛ لكن لم يحدث لمرارتنا ما تمناه لها ذلك لأنه لم تعد لنا مرارات من كثرة ما استوطنت في أحشائنا من مرارات .