اعتدت الأجهزة الأمنية على طلاب جامعة الخرطوم بالضرب واقتحمت الداخليات ونهبت وحطمت ممتلكات الطلاب واعتقلت (71) منهم واقتادت آخرين إلى أمكنة مجهولة . وعقد طلاب الجامعة مؤتمرا صحفياً بمباني كلية الطب بجامعة الخرطوم رووا فيه تفاصيل الأحداث بالجامعة حيث امتنع الطلاب عن الجلوس للامتحان وأعلنوا اعتصامهم تضامنا مع المناصير واحتجاجا على تصرفات السلطة الوحشية إزاءهم. وقال طالب من كلية العلوم فضل حجب اسمه ل(حريات) ان بعض الطلاب مفقودون وعذبوا من قبل جهاز الأمن وأودعوا المستشفيات أو ألقي بهم في الشوارع، ولدى سؤال (حريات) عن عدد أولئك الطلاب أجاب الطالب بأنه لم يتم حصرهم بعد، ولكنه على الأقل يعرف أن هناك طالب من كلية العلوم كسرت ترقوته وأن أحد الطلاب من أصل جنوبي ضرب حتى أغمي عليه. ونفى الطالب ما نشر في بعض الصحف من أن بعض الطلبة دخل بعصي وسيخ وطردوا الطلبة من الامتحانات، قال: هذا ليس صحيحا، والصحيح أن بعض الطلاب استجابوا للاعتصام ورفضوا دخول الامتحانات أصلا، والبعض الآخر دخل ومزّق ورقة الامتحان وخرج للاعتصام ولم يقم أولئك بفرض الاعتصام على الآخرين. وقال إن كلية العلوم رفعت الامتحانات بقرار إداري من الكلية وبررت ذلك بأن الجامعة غير قادرة على حماية الطلاب. وانتقد الطالب بيانا أصدرته ادارة الجامعة أدانت فيه الطلاب بدلا عن الشرطة التي استباحت حرمة الجامعة لأول مرة منذ 2002م فقد حرص المديرون على مدى تسع سنوات على رفض دخول الشرطة للحرم الجامعي وملاحقة الطلاب، وإدان الطالب مدير الجامعة بشدة وقال إن الشرطة لا تستطيع الدخول بدون تصريح من الإدارة، واعتبر أن بيان الإدارة يظهر ضعفها وتواطؤها ويفضح وجهها السيء. وكشف الطالب عن تضامن عدد من الأساتذة في مختلف الكليات مع قضية الطلاب، وقال إن عدد من الأساتذة تم اعتقالهم ذاكرا بالاسم الدكتور ناصر محمود دكود الأستاذ بكلية العلوم الرياضية والذي تم إطلاق سراحه وقال هناك كذلك أساتذة من التربية متضامنين مع الطلاب وعدد من عمداء الكليات . وكانت الأوضاع تصاعدت في في جامعة الخرطوم لليوم الرابع، بعد قمع قوات الشرطة لطلاب الجامعة صباح الأحد على خلفية دعوة للإعتصام دعا لها مجموعة من الطلاب احتجاجاً على إقتحام قوات الشرطة لداخليات الطلاب الخميس. وأسفرت مظاهرات الأمس عن إصابات متفاوتة وسط الطلاب وتم إعتقال عدد من الطلاب والطالبات . ويٌظهر شريط فيديو حصلت عليه صحيفة (التيار) مطاردة الشرطة للطلاب داخل حرم الجامعة عقب عودتها مرة أخرى بعد الإشتباك الأول بين الطلاب والشرطة الذي اجبر فيه الطلاب قوات الشرطة على الإنسحاب . ويقول طلاب من الجامعة انهم استولوا على جهاز اتصال وعصي تتبع للشرطة . ولكن الشرطة اعادت إقتحام الجامعة مرة اخرى ونجحت في تفريق الطلاب الذين أضطروا للخروج عبر بوابة الإدارة المطلة على النيل وطاردتهم واعتقلت بعضهم . واعقب ذلك إعتقالات واسعة وسط الطلاب والطالبات . وفي الطرق القريبة من الجامعة كان دخان الغاز يملأ الجو وعدد كبير من طلاب الجامعة متفرقين هنا وهناك . مجموعة من قوات الإحتياطي المركزي تقف اعلى النفق شرق الجامعة . اصوات طلقات البمبان تسمع من بعيد . تكدس مروري بسبب احتلال قوات الإحتياطي المركزي لجزء من شارع الجامعة حيث منعت العربات الخاصة من المرور وتم توجيهها في إتجاه شارع القوات المسلحة . وتحدثت صحيفة (التيار) مع الطالب عمر الفكي كلية الأداب فقال : ما يحدث هو إنعكاس لاحداث الخميس الخاصة بالتضامن مع قضية المناصير وما تم فيه من إعتقالات وإقتحام الشرطة لداخلية الوسط وما اسفر عنه من اصابات وسط الطلاب ونهب لممتلكاتهم . وما حدث اليوم هو اعلان إعتصام عن الدراسة والامتحانات . ولكن تدخل الشرطة وإقتحامها للحرم الجامعي أدى لتصاعد الاحداث . وتعرضت طالبات للإعتقال . ويضيف عمر ان الإصابات وسط الطلاب متفاوتة وتم نقلهم لحوادث الخرطوم ومستشفى بحري . وبدات تظاهرات جامعة الخرطوم الخميس بتضامن مع مناصير الشمال وتصاعدت الاحد 25 ديسمبر بالتزامن مع اعلان اغتيال الدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ، ومع الوجود الكثيف لقوات الشرطة في مواقف مواصلات الخرطوم ، فهمت في سياق إضطرابات في مختلف انحاء السودان بدأت بالمناصير وتصاعدت تحت ظلال الأنباء الواردة من شمال كردفان .