في معرض نفيه للشائعات وبثه التطمينات لمواطني ولاية الخرطوم في أعقاب مقتل خليل زعيم حركة العدل والمساواة، قال الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم بلغة شعبية مبينة، الخرطوم آمنة «وما في أي شخشخة»، والشخشخة لغةً من شخشخ يشخشخ شخشخةً فهو مشخشخ، وشخشخ القش ونحوه سُمع له صوت، وشخشخ الصبي أي لعب بالشخشيخة، وشخشخة الورق حفيفه، وشخشخ الراديو ساء صوته وتحشرج، وما في شخشخة عند الشباب تعني أن الامور كلها ديجتال، أما عند الشماشة فمعناها ليس هناك أي «شنكبة أو عنكبة» لما تتمتع به الحكومة من عضلات تبش، لا أعرف لماذا إخت?ر الوالي هذه المفردة دون غيرها من مفردات شعبية سودانية أو عربية قحة، ربما أنه أراد لإشارته أن تبلغ كل المستويات، ولكن هل صحيح أن الخرطوم «ما فيها أي شخشخة» وأن قاطنيها بعد أن نعموا بالأمن والسلام والرفاه ورغد العيش راحوا يغطون في نوم عميق له شخير، وهنا قد نتفق معه بقدر ونختلف معه أيضاً بقدر، نتفق معه لحد في حالة النوم ونختلف معه جذرياً في السبب الذي لن يكون بأي حال ما ذكره الوالي ولم ينفك عن ذكره الموالون وبقية الركب الميمون…. الصحيح أن الخرطوم شهدت «شخشخة» ومن شدة خوف السلطة من هذه الشخشخة أنها تعاملت معها بقسوة وقوة مفرطة الحقت الاذى بالكثيرين من الطلاب العزل بجامعة الخرطوم في سابقة فريدة وخطيرة لم تشهدها هذه الجامعة منذ تأسيسها على يد المستعمر، وذلك حين إقتحمت قوة من الشرطة حرم الجامعة وداهمت داخلياتها بل وطاردت الطلاب داخل غرفهم بصورة منكرة انكرها واستنكرها حتى الطلاب والتنظيمات الطلابية المحسوبة على الحزب الحاكم، ومن سخريات القدر أن يحدث هذا التعدي الصارخ غير المسبوق على حرمات الجامعة في عهد من كانوا يرغون ويزبدون وتنشرخ حل?قيمهم بالصراخ محذرين ومنذرين ومتوعدين كل من تسول له نفسه من عسس نظام مايو وأمنه وسياسييه من الاقتراب قيد أنملة من حرم الجامعة وأسوارها عندما كانوا طلاباً بذات الجامعة، ولعل عبد الرحمن الخضر نفسه الوالي الحالي والطالب السابق بكلية البيطرة والعضو الملتزم بالاتجاه الاسلامي كان من بين عضوية التنظيم التي علا هتافها وشقت تكبيراتها عنان السماء عندما كان خطيبهم المفوه على عهد مايو يحذر قوات الشرطة والأمن ويتوعد السياسيين المايويين من مغبة الدخول إلى الجامعة عبر الخطاب الناري الذي كان يلقيه وحشده بعبارات من شاكلة «?و إمتد إصبع إلى داخل سور الجامعة لبترناه»، ولو حاول فلان من القيادات الشبابية بمايو ذكره بالاسم دخول الجامعة لانتزعنا شاربه شعرةً شعرة، والجامعة لا تُدخل بالدبابة وإنما ب «البوكسنق» إلى آخر هذا الكلام الذي وضح الآن أنه لا مبدئي ومجرد كلام مجاني مقارنة بنقيضه الذي يحدث الآن للجامعة، ولا عجب فليالي الانقاذ ما زلن حبالى يلدن كل عجيب