على شرف الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال السودان السياسي اود ان أسوق لقراء (صدى) الآتي:- ٭ أعد نفسي من اكثر الناس اهتماماً بقراءة التاريخ لا سيما تاريخ السودان والمناداة باعادة كتابته.. وعندما اهداني الدكتور موسى عبد الله حامد كتابه (استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية) احتفيت به ايما احتفاء واقبلت على قراءته بنهم شديد واستمتعت وافدت كثيراً مما قرأت. ٭ الكتاب صدر ضمن ما اصدرت الامانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية 5002 اهداه الدكتور موسى الى أرواح رواد الاستقلال كلهم وكتب في مقدمته: في البدء اقول ان كاتب هذه السطور لا يزعم انه عالم تاريخ بالمعنى الذي تضفيه على الانسان الاجازة الاكاديمية في هذا الفرع من فروع المعرفة ولكنه يستطيع ان يزعم انه مولع بدراسة التاريخ وله بعض اطلاع على احداثه في مظانها المدونة وغير المدونة وليس بكثير على من كان هذا شأنه ان يسرد احداث التاريخ كما استبانها في مظانها وان يدلي برأى في تقييمها أو تفسيرها أو في صحة او عدم صحة ما قال به آخرون عنها في حكمهم عليها.. فلست اجد في هذا الذي اكتب ما اعتذر عنه إلا ان يكون فيه اساءة لاحد زل بها القلم ولم اقصد اليها ابداً او ?خطر على بال. وعن الاسباب التي دفعت الدكتور موسى لوضع هذا الكتاب كما اوردها في مقدمته يقول عنها (لقد دفعتني الى تسطير هذا الكتاب ثلاثة امور رأيت انها تستحق بذل هذا الجهد أولها محاولة دراسة تاريخ فترة الحكم الاجنبي للسودان بين عامي 5581-5591 وتتبع الاحداث التي وقعت في خلال هذه الفترة عموماً ومحاولة تقييم هذه الاحداث يحسب ظروف زمانها ومن بين هذه الاحداث تلك الانتفاضات الشعبية المسلحة التي استعانت بها أو قللت من شأنها كثير من كتب التاريخ ، وثانيها محاولة تقييم الدعوة لوحدة وادي النيل كوسيلة لخلاص البلاد من الحكم الاجنبي ون?لها لحريتها وذلك ايضاً في اطار تلك الظروف وذلك الزمان.. وثالثها تقييم دعوة الاستقلال ومحاولة انصاف قادتها في طليعتهم الامام عبد الرحمن المهدي زعيم الانصار وذلك لأن كثيراً من مراجع التاريخ التي صاغها مؤرخون سودانيون تطلق عبارة الحركة الوطنية على دعوة الاتحاد أو الوحدة بين السودان ومصر دون غيرها.. ويذهب بعضها الى ان دعوة الاستقلال كانت تعني او كان يراد بها تكريس بقاء الاستعمار البريطاني في السودان والى ان شعار السودان للسودانيين الذي رفعته الحركة الاستقلالية وتمسكت به حتى النهاية لا يعدو ان يكون كلمة حق اريد?بها باطل.. وعندي ان مثل هذا الزعم ظلم جسيم. ٭ جاء الكتاب في 276 صفحة من الحجم الكبير في طباعة انيقة ومزينة بالصور.. احتوى على عشرة فصول. كل فصل اشتمل على عناوين جانبيه كلها تصب في الوقفة المتأنية مع تاريخ السودان في تفاصيله.. الفصل الاول تناول كرري.. عهد ونجت رودلف سلاطين.. ونجت اليمني.. مصائر الاسرى المهدويين اسرى خارج السجون.. مقاومة الاحتلال.. ود حبوبة 8091 ود السيد حامد 9191.. نيالا 1291.. زالنجي 7291.. سياسة المهادنة واندلاع الحرب الكونية الاولى.. زيارة لندن. ٭ في مصائر الاسرى جاءت الفقرة الآتية: وبحلول عام 6191 لم يبق في السجن من امراء المهدية سوى علي عبد الكريم والذي ظل حبيساً بسجن حلفا حتى وافته المنية في عام 1491 وعثمان دقنة الذي ظل رهن الحبس حتى رحيله الى دار البقاء في 7 ديسمبر عام 6291 اثر داء عضال في غدة البروستاتا ، والعجيب ان السلطات الحاكمة زعمت بأنها ما ابقته في الحبس إلا خوفاً على حياته من اهالي مديرية البحر الاحمر الذين حقدوا عليه منذ عهد امارته على منطقتهم خلال سني المهدية.. وهو الذي تغنى ببطولاته وبطولات رجاله الشاعر البريطاني (كبلنج) Kipling فقال في قصيدته الشهيرة المسماة فزي وزي Fuzzy wuzz : لقد احتربنا عبر البحار مع رجال كثيرين بعضهم كانوا شجعاناً وبعضهم لم يكونوا منهم البابثانيون والزولو والبورميون ولكن الفزي وزي كانوا اروع المقاتلين على الاطلاق هكذا كنتم أيها الفزي وزي في وطنكم السودان اواصل مع تحياتي وشكري