ذكرت دراسة حديثة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي بأن السودان يحتل ثاني (الطيش) في تصنيف (أفضل السياسات الإقتصادية) ل (17) دولة عربية خلال العام 2011. وإحتلت السعودية المرتبة الأولى، والإمارات المرتبة الثانية، وقطر الثالثة، وعمان الرابعة، حيث إستغلت هذه الدول فائض الإيرادات في تحسين حجم نفقاتها على الاستثمارات الداخلية في البنية التحتية والقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم، إضافة إلى رفع مستوى معيشة سكانها، بعدما أقرت غالبية هذه الدول زيادات مهمة في أجور عامليها، وهي نفس الأسباب التي وضعت الكويت في المركز الخامس متبوعة بالعراق ثم الجزائر، وفقاً لمجلة (فوربس – الشرق الأوسط). أما دول كالمغرب الذي احتل بامتياز المركز الأول بين الدول غير المصدرة للبترول في المرتبة الثامنة ضمن القائمة، بعد أن حقق معدل نمو في ناتجه المحلي الإجمالي قارب ال4.6%، وموريتانيا في المركز التاسع، التي تحاول جاهدة الخروج من دائرة أفقر الدول عالمياً محققة معدل نمو 5.1%. وجاءت الأردن في المركز العاشر، حيث تسعى أجهزته الاقتصادية إلى إيجاد سياسة مالية تنقذ الدولة من مديونية تجاوزت ال (19) مليار دولار وتحسين معدل نموها الذي وصل إلى 2.5%، هذه الدول استفادت نسبياً من استتباب أمنها الداخلي وعدم وصول رياح الربيع العربي إلى شواطئها حتى الآن. وعلى النقيض، تأثرت سوريا وتونس ومصر والبحرين كثيراً من الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها بلدانها، ومن ارتفاع أسعار النفط بصفتها دولاً مستوردة، وهو ما كان وراء تراجع معظم مؤشراتها الاقتصادية كاحتياطات النقد الأجنبي والاستثمارات الأجنبية لتحتل على التوالي المراتب بين ال (11) وال (14). أما لبنان الذي احتل المركز ال (15) ، فقد تأثر كثيراً بما يحصل عند حدوده السورية، الأمر الذي جعل “بلد الأرز” يحتكر بامتياز وصف “سيد الديون”، بعد أن بلغت نسبة دينه العام 126% من ناتجه المحلي. وفي السودان، خسرت حكومة الخرطوم أكثر من نصف مواردها النفطية بسبب الانفصال. وتخصص الحكومة غالبية مواردها في الصرف على الأجهزة الأمنية والدعاية والصرف السياسي والإداري خصماً على التنمية والخدمات. وأدت العزلة عن العالم خصوصاً بعد إتهام المحكمة الجنائية الدولية لرئيس النظام بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة، الى هروب الإستثمارات ورؤوس الأموال والى ضعف تدفق المنح والإعانات والقروض. ويأتي اليمن في المركز الأخير، وتحتكر حكومة البلد الأفقر عربيا، وصف الأداء الأسوأ على صعيد منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا. وشمل البحث الذي تم بالتعاون مع صندوق النقد الدولي 19 دولةً عربيةً، 17 منها كانت حاضرةً، وذلك بعد استبعاد كلٍّ من ليبيا لعدم توفر البيانات الكافية، وفلسطين بسبب أن مصرفها المركزي لا يمد الصندوق ببياناته المالية السنوية. وقالت خلود العميان رئيس تحرير مجلة فوربس إن الاقتصاد العربي حقق ناتجاً محلياً إجمالياً في العام 2011 بما مقداره 1.05 تريليون دولار، محققاً معدل نمو قارب 3.7%.