قال مسؤولون بالاممالمتحدة ومسؤولون بجنوب السودان ان الجنوبيين يفرون من القرى الحدودية خوفا من الهجمات الجوية التي قد يشنها جيش شمال السودان وان 1500 شخص فروا من ديارهم بعد هجمات وقعت مؤخرا. ومن المتوقع أن يقرر الجنوبيون الانفصال عن شمال السودان في استفتاء يجرى في يناير كانون الثاني واعلان دولتهم التي ستكون أحدث دولة أفريقية في التاسع من يوليو تموز كما ينص اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب عام 2005 والذي أنهى حربا أهلية اودت بحياة مليوني قتيل. وتصاعد التوتر خلال شهر نوفمبر تشرين الثاني بينما بدأ الجنوبيون تسجيل أسمائهم في كشوف الناخبين. ووقع هجوم بطائرة هليكوبتر على قاعدة للجيش الجنوبي أسفر عن اصابة جنود ومدنيين في نفس المكان الذي شهد قبل ذلك “قصفا غير مقصود” شنته قوات شمالية. ونفت حكومة الشمال وقوع الهجوم الثاني لكن سكان الجنوب الذين يعيشون في المواقع النائية على الحدود بين الشمال والجنوب في ولاية شمال بحر الغزال يفرون من ديارهم بأعداد كبيرة. وقال جيوفاني بوسكو رئيس مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في جنوب السودان “تأكدنا من أن مجموعة أولى من 1500 شخص غادروا المنطقة الحدودية (في شمال بحر الغزال) بين 16 و22 نوفمبر تشرين الثاني.” وأضاف بوسكو انه ليست هناك معسكرات رسمية معدة لاستقبال هؤلاء النازحين لكن الاممالمتحدة تساعد السكان المحليين في توفير الطعام لهم وقال “الناس يغادرون قراهم بسبب التوتر العسكري في المنطقة.” ويقول مسؤولون في المنطقة انهم استقبلوا “مئات” النازحين الجدد في الايام القليلة الماضية بينما تشير تقارير أخرى الى أن عدد النازحين أكبر من ذلك بكثير. وقال فيليب أقور المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان “التقرير الذي تلقيناه يقول ان 2500 شخص نزحوا في المنطقة.” ولم يتح الحصول على تعليق من مسؤولي الحكومة في الشمال على هذه التقارير. ويقول الجيش الشعبي ان القوات الحكومية ما زالت تحلق بطائراتها المقاتلة على الحدود لتثير الذعر بين سكان القرى الجنوبية. وقال أقور لرويترز “الخرطوم حصلت مؤخرا على طائرات صينية تحلق بها في المنطقة… انهم يحاولون اثارة الفزع وعرقلة الاستفتاء.” وتنذر العلاقات بين شمال السودان وجنوبه بالاشتعال قبل الاستفتاء المنتظر. ويعتمد الاقتصاد السوداني على النفط الذي تتركز حقوله في الجنوب وتريد الخرطوم الاحتفاظ بهذا المورد الهام تحت سيطرتها .