د.زاهد زيد [email protected] و أنا أتابع مسلسل الفساد في شركة الأقطان ولا أتعجب ! فالحال التي وصل لها الفساد لم تعد خافية ولا موضع تعجب أو استغراب ، لكن ما يدعو للتعجب والاستغراب هو قوة عين وعدم حياء المسئولين وهم ينفون بكل سهولة ما لم يعد خافيا حتي على الأطفال وكأن الناس مخبولين أو مغفلين . والحقائق التي بدأت تظهر ما هي إلا قطرة في محيط الفساد المستشري في جسد الدولة ولن تنفع معه محاولات التغطية ولا حتى مذكرات الإصلاح الوهمية ، فقد بلغ الفساد وغطى كل أركان الدولة ومنسوبيها ومن ليس فاسدا فهو منتفع أو على أحسن الظن متسترا ويعلم من أمر فساد من حوله أضعاف ما يعلمه الآخرون وهؤلاء أخطر من الفاسدين أنفسهم ومسئولون قانونا وأخلاقا وقبل ذلك دينا عن سكوتهم هذا . وفي زمن سكت فيه الرجال بعثت الي مواطنة برسالة تقول فيها ” أرجو نشر رسالتي هذه وايصالها للرئيس أو وزير الخارجية لتجاوزات إدارية ومالية قام بها السفير السوداني السابق لدى باكستان السيد محمد عمر وذلك باستيلائه علي أموال تبرعات للمدرسة السودانية بإسلام أباد دون وجه حق ورفضه ادخال هذه الأموال لحساب المدرسة أو حتى في حساب السفارة حتى غادر لرئاسة الوزارة معززا مكرما ” تستمر المواطنة في رسالتها حيث تذكر أن تصرف السفير هذا والذي أثار غضب واستياء أفراد الجالية هناك لم يحرك أي فرد من أعضاء السفارة كما لم يحرك أعضاء لجنة إدارة المدرسة المعينين من قبله وعلى رأس هذه اللجنة الملحق العسكري نفسه . وتذكر المواطنة في رسالتها أن السفير هذا نفسه هو الذي حل اللجنة المنتخبة من الجالية لإدارة مدرستهم وعين بدلها لجنة من الموالين أو المتعاطفين مع الحكومة . وها أنا ذا استجيب لرغبة هذه المواطنة الغيورة على المال العام ، ولم أتجب أن يصل الفساد الإنقاذي لتلك البلاد البعيدة التي نسمع بها سماعا ولم أتعجب من سكوت أعضاء السفارة فالسفير منهم وإليهم ولم أتعجب من صمت اللجنة فهذا طبيعي ما دام قد خرجت من تحت عباءة السيد السفير , ولن أتعجب طبعا إذا لم يستجب لا الرئيس الذي يتباهى بقانونه في محاربة الفساد ولا وزير الخارجية الذي يرأس هذا السفير . ولكن العجب كل العجب في صمت الرجال .