اعترف المشير عمر البشير بتلقي الخدمة المدنية ضربات بسبب سياسات التطهير والتمكين. وأعلن لدى لقائه بالخرطوم بقيادات الخدمة المدنية أمس ، ترفيع لجنة الاختيار للخدمة المدنية إلى مفوضية وإعادة كل الصلاحيات و(الهيبة) لوكلاء الوزارات لممارسة سلطاتهم بالخدمة المدنية. وقال ان التعيين في المرحلة المقبلة لن يتم إلا عبر المفوضية، وقال (ما في تعيين في أجهزة الدولة إلا عبر المفوضية بعد الإعلان عن الوظائف) وأضاف: (لا نرغب في خدمة مدنية بوساطة أو محسوبية وحزبية، والوظيفة للأجدر). واعتبر شكوى بعض الولاة من وزارة المالية ولجوءهم الى الإعلام قبل رفع الشكوى له مباشرة أو وزير المالية امرا غير مبرر. وقال إن حكومته إقتنعت بعدم جدوى الوعود الغربية ولذلك اتجهت للاعتماد على مواردها الذاتية ، قائلاً ان الغرب ابقى على حصاره (السودان الذي اوفى بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي والاتفاقيات التي وقعها في الوقت الذي رفع فيه العقوبات عن دولة جنوب السودان). وعلق محلل سياسي ل(حريات) بان الخدمة المدنية (المهنية) التي يرغب بها عمر البشير وحكومته أشار اليها في نفس الجلسة وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر (الاتحادي) حين نوه بدور الخدمة المدنية في فضح ومقاومة المحكمة الجنائية الدولية (المعادية للسودان) ! وأضاف بانه رغم انتقاد عمر البشير اللفظي لتخريب سياسة التمكين للخدمة المدنية لم يشر إلى اية اجراءات محددة لتفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن والمواطن ، كأنما يعني انه بعد اكتمال (التمكين) سيتم العمل وفق الأسس المعتادة ! كما المثل السائر ( راسمال المال والتوبة) ، أي (التوبة) بعد اكتمال نهب رأس المال ! في حين تشترط التوبة الحقة رد المظالم اضافة إلى ايقاف ارتكاب الجرائم والندم عليها والاصرار على عدم تكرارها . وقال ان (الغرب) الذي يقول عمر البشير انه يواصل حصار حكومته ، هو الذي شرع في مناقشة اعفاء الديون وفي رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب ، ولم تتراجع مثل هذه الخطوات الا بضغوط منظمات المجتمع المدني في الغرب والتي ألبها استمرار حماقات النظام تجاه المدنيين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ، ومع ذلك وللافلات من هذه الضغوط اقترحت حكومات الغرب – خصوصاً الادارة الامريكية – في مفاوضات أديس ابابا الأخيرة على حكومة الجنوب اعطاء حكومة عمر البشير(4) مليار دولار لعبور الأزمة الاقتصادية الحالية ، و(35) ألف برميل يومياً من بترول الجنوب ! وحين رفضت حكومة الجنوب العرض الغربي غير المبرر ، تقدمت حكومة قطر لقرض حكومة عمر البشير (2) مليار دولار ! وما من عاقل يرى بأن حكومة قطر يمكن ان تقرض حكومة البشير بدون موافقة ورضا الغرب ! ولا أحد يعرف طبيعة (الالتزامات) الموكولة لحكومة عمر البشير حتى تدعمها قطر بهذا السخاء !!