(1) الطيب مصطفى: طالعت ما كتبه الطيب مصطفى أمس الأول في زاويته (زفرات حرى) بالانتباهة ورأينا كيف ابتهج الطيب مصطفى بما كتبناه هنا قبل أيام عن الحادثة أو الحوادث المختلفة التي حدثت بفاريانق ولاية الوحدة ورأينا كيف أنه نسب ذلك الذي حدث الى شريعة الغاب التي كما قال تنتهجها الحركة الشعبية في الجنوب، وبالتالي حذّر الشماليين من مشروع السودان الجديد كما يفعل ذلك دائماً وكان منطقه هو شهد شاهد من أهله والحقائق التي يجب أن تقال هنا هي أنّ مثل هذه الأحداث موجودة في الجنوب وفي الشمال شريعة الغاب هذه ولكن الفرق أنّ الذي يحدث في الجنوب يصل إلى الإعلام، ويتحدث عنها الكل، وتتم المحاسبة فيها أي هناك شفافية في تناول مثل هذه الأمور فالمحافظ الذي أمر جنوده بقتل شخص ما في ولاية البحيرات قبل سنتين الآن يقبع في سجن رمبيك مداناً كما فعل هو وحراسه الذين نفذوا أمره.. والمحافظ الحالي بفاريانق الذي قُتل شخص أمامه.. سينتظر مصيره هو وجنوده طال الزمن أم قصر.. خاصة وأنّ هناك بلاغات مفتوحة الآن.. وهي قضية سوف تنتهي بالنهايات المنطقية.. وهي وقوف المتهمين أمام القضاء.. هذا ما سوف يحدث.. أخي الطيب.. “الما طيب” ولكن هناك أسئلة مشروعة هل يحدث مثل هذا عندك هنا في الإنقاذ الذي أتت بك أو أتيت بها؟؟ هل الذين قتلوا الطالب الدارفوري.. تعرف عنهم شيئاً.. هل قدموا إلى المحاكمات؟؟ هل الذين قتلوا وعذبوا الدكتور على فضل الدارفوري تمّ تقديمهم للمحاكمات..؟؟ هل الذين قُتلوا على أيدي المسؤولين الحكوميين تمّ فتح بلاغات ضدهم؟ هذا يحدث هنا في الخرطوم.. في الخرطوم القاعدين فيها دي (محل الطيارة تقوم والرئيس ينوم) خلي دارفور وأطراف الشمال المختلفة؟ هل أخي الطيب.. “الما طيب” تستطيع أن تتحدث عن تلك الانتهاكات..؟؟ هل تستطيع أن تعلق أو تكتب كلمة واحدة بس وما أكثر..؟؟ هل تستطيع أنت أو حتى كل صحافة المؤتمر الوطني أو الشمال فعل ذلك…؟؟ من يستطيع أن يفعل ذلك..؟؟ لا أحد.. لماذا يا ترى..؟؟ هل لأنّ هنا بفمكم ماء..؟؟ أم جبن..؟؟ أم مداراة للحقيقة حتى لا ينفضح الحال..؟؟ أمّا نحن وأفهم نحن كما شئت- لا نسكت إذا سرق الشريف منا أو أخطأ ناهيك عن الإجهاز على روح شخص!! ولكن هل تستطيع أن تفعل أنت ذلك مع أهلك وعشيرتك المسيطرين على البلد..؟؟ (2) الشرطة: طالعتنا الشرطة ببيان عن أحداث زالنجي كالآتي: “.. أنّ الطلاب حصبوا الأجهزة الأمنية التي كانت تؤمن اللقاء بالحجارة في محاولة للتعدي على أفراد القوة رغم محاولات الشرطة ضبط النفس وتهدئة الأحوال إلا أنّ الطلاب واصلوا التعدي على الشرطة والأجهزة الأمنية مما دفع القوة إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء في محاولة للسيطرة على الموقف نتج عنها مقتل الطالب بكلية التربية عبدالله محمدين يونس، كما أصيب التاجر عبد الحليم أحمد هواري بطلق طائش أدى الى مصرعه وجرح (6) طلاب و (3) من الشرطة جراء إصابتهم بالحجارة” هذا ما ورد في بيان الشرطة بالأمس الأول المنشور في صدر صحيفة الأحداث، عليه لدينا أسئلة نرغب في أن نجد إجابة لها: أولاً: قالت الشرطة أن الأعيرة التي “أطلقت في الهواء نتج عنها مقتل الطالب” كيف يستقيم هذا؟؟ هل الطالب الشهيد عبد الله محمدين يونس كان معلقاً في الهواء..؟؟ كيف تكون أعيرة أطلقت في الهواء والتي يعني أنّها أطلقت على (فوق) هل الطالب كان سابحاً أو طائراً في الهواء..؟؟ ولماذا أصلاً يتم إطلاق أعيرة نارية حيّة طالما كان الطلاب يقومون بالهتافات أو حتى حصب الشرطة بالحجارة..؟؟ هل الحجارة تقابلها أعيرة نارية..؟؟ ألم يكن لديكم غاز مسيل للدموع أو حتى خراطيش مياه لتفريق الطلاب.. طالما لم يكن في أيديهم إلا الحصى.. كما أنني لم أستطع استيعاب هذه الجزئية “كما أصيب التاجر عبد الحليم أحمد هواري بطلق طائش أدّى لمصرعه وجرح (6) طلاب..” كيف يعني طائش هل خرج لوحده.. دون توجيه.. ولماذا يطلق الطائش في موقع أحداث كهذه..؟؟ هل الأعيرة عصت أوامر من أطلقها فبدلاً من أن تذهب إلى الهواء فوق ؟ أعصت أمر مطلقها وخرجت متجهة إلى المواطنين..؟؟ هي أسئلة كثيرة وعديدة كان يمكن أن نسأل عنها ولكن الصحيح أنّ هناك أخطاء حدثت أخطاء في تقدير الموقف الصحيح إن كان ذلك من قائد القوة أو الذين نفّذوا أوامره.. وهذا البيان الذي خرجت به الشرطة بيان في تقديري لم يتسم بالحساسية المعقولة للحدث، فلماذا لا تعترف الشرطة بأنّ الطالب والتاجر قتلا برصاص الشرطة.. “فل استوب” وأنّ الشرطة سوف تفتح تحقيقاً إدارياً أو جنائياً في الأمر لمعرفة أين يكمن الخطأ.. أم تعتبر الشرطة موت مواطن ليس بخطأ..؟؟ أمّا الاتهامات المجانية التي وردت في بيان الشرطة فهي غير مقبولة فلإنسان دارفور الحق في أن يرفض منبر الدوحة أو “منبر الجن الأحمر ذاتو” فلا يمكن أن تتهمهم بأنّهم مناصرو عبد الواحد محمد نور، فليس كل من يرفض حلول الحكومة يعني أنّه مناصر لعبد الواحد.. ونفترض حتى أنّهم كذلك هل يعطينا ذلك حق استعمال الذخيرة أمام حصى..؟؟ هذا البيان غير كاف وغير دقيق.. والجميع في انتظار بيان آخر.