أعلن عرب المسيرية العجايرة الرحل على لسان زعيمهم الناظر مختار بابو الأحد 5 ديسمبر إدارة موازية في مدينة أبيي وهي قضية ملتهبة ما بين الشمال والجنوب اعتبرت مفتاح حل أزمة السلام في السودان. قال الناظر “إن ناسنا على الأرض أعلنوا حكومة جديدة كرد فعل على ثلاثة تصرفات اتخذها المسئول الأول في إدارة أبيي”، وأضاف: “لقد عين مفوضا جديدا بدون استشارة أحد، ثم قال إنه سينظم استفتاءه الخاص، وأخيرا أعلن الدينكا نقوك إنهم سوف لن يسمحوا للمسيرية بالعودة لبحر العرب”. وهدد المسيرية الذين يستخدمون الأراضي في منطقة أبيي للرعي الموسمي بأنهم سيقومون بعرقلة الاستفتاء اذا لم يتم منحهم حقوق التصويت مثلهم مثل قبيلة دينكا نقوك من المزارعين المستقرين والذين من المتوقع أن يصوتوا للانضمام الى الجنوب. المسيرية ، الذين يهاجرون في كل موسم جفاف إلى بحر العرب – الذي يسميه الجنوبيون نهر كير – يخافون من حرمانهم من الوصول للمياه إذا انضمت أبيي للجنوب. وتقع أبيي في الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب يحدها من الجنوب ثلاث ولايات هي الوحدة وشمال بحر الغزال ووراب ومن الشمال ولاية جنوب كردفان، وقد خصص لها بروتوكول في اتفاقية السلام الشامل نص على أن يجرى لها استفتاء متزامن مع استفتاء الجنوب على تقرير المصير المقرر في 9 يناير 2011م على أن تستفتى أبيي ما بين الانضمام للجنوب أو البقاء ضمن الشمال. وكانت أبيي قد ضمت في 1905 وفق قرار إداري إبان الاحتلال الثنائي. على صعيد آخر أفصح تقرير مجموعة الأزمات الدولية في 23 نوفمبر أن شريكي الحكم اتفقا على تجاوز استفتاء أبيي بأن تضم للجنوب بمرسوم رئاسي ويعطى المؤتمر الوطني شيئا لقاء ذلك لم يحدد التقرير ماهيته. وقال التقرير إن أبيي ليست “غنية بالنفط” كما هو شائع فبعد قرار محكمة التحكيم الدولية بلاهاي لم يعد بأبيي أكثر من 0.6% من النفط السوداني. وانهارت محادثات بين الشمال والجنوب حول أبيي في اثيوبيا الشهر الماضي مما دفع المسؤولين الشماليين القول إنه سيكون من المستحيل الآن اجراء التصويت ، فقد تبقى شهر فقط بينما مفوضية استفتاء أبيي لم تعين حتى الآن. وما زال الطرفان منقسمان بشأن أهلية الناخبين. وقد أثار زعماء الجنوب بمن فيهم مسئول أبيي أروب كول دينق غضب المسيرية بدعوتهم للتنازل عن المنطقة للجنوب بدون تصويت إذا لم يتم إجراء التصويت في وقته. وفي ذات السياق سيّر منبر منظمات المجتمع المدني بأبيي مسيرة تندد بتصريحات المشير عمر البشير حول إشراك المسيرية في استفتاء منطقة أبيي وسلم المتظاهرون مذكرة لممثل بعثة الأممالمتحدة بمنطقة أبيي. وعبّرت المنظمات في مذكرتها عن رفضها لتصريحات الرئيس البشير، وطالبت بضرورة الإسراع في تكوين مفوضية استفتاء منطقة أبيي، وشددت المذكرة على الالتزام بقيام استفتاء المنطقة متزامناً مع استفتاء جنوب السودان. وقال رئيس منظمات المجتمع المدني بأبيي انهم لن يسمحوا بدخول المسيرية في حدود أراضيهم في حال لم يتم تنفيذ بروتوكول أبيي وتطبيق قرار لاهاي وقانون استفتاء منطقة أبيي، واعتبر راو منيل راو بأنّهم طلاب سلام وزاد ( لكننا للحرب مستعدون إن أرادوا) وأشار إلى أنّ ما حدث في الرابع عشر من مايو في 2008م لن يتكرر اليوم. وأكد راو منيل مقدرة سكان منطقة أبيي على الدفاع عن حقوقهم وإجراء تقرير مصيرهم بأي شكل من الأشكال المتاحة أمامهم، واعتبر راو تكوين حكومة المسيرية حسب ما جاء في الأنباء بأنّه حل لحكومة البشير، وحمّل مسؤولية الحرب لحكومة المؤتمر الوطني، وحذّر من أي محاولات للتلاعب بقضية أبيي، وشدد على أن استفتاء أبيي لا يقبل القسمة على اثنين وزاد” إنّ الأمر خاص بدينكا نقوك” وقال إنّ رئيس الجمهورية ليس أميراً للمسيرية ورددت الجماهير (يا بشير إنت رئيس ولست أمير المسيرية ). وشددت نساء أبيي في المذكرة أمام الجماهير المتحشدة بميدان شوين أياك وسط مدينة أبيي على عدم ترك أراضي الدينكا للمسيرية .