يواصل الخبير السوداني بالهيئة العربية للإنماء الزراعي الكتابة ل(حريات) عن الجريمة الكبرى التي ارتكبت في حق الإستثمار الزراعي بالبلاد ، بتواطؤ وتغطية من المفسدين الطيب مصطفى أبوقناية وعبد الله حسن أحمد البشير . ويوضح في مقاله أدناه المشاريع التنموية الهامة التي كانت تنفذها الهيئة العربية بالسودان ، ويدعم مقاله بصور فوتغرافية تثبت ذلك . وقد توقفت جميع هذه المشاريع التنموية بقرار من رئيس الهيئة علي سعيد الشرهان . وأوقفت المشاريع (…ليس لقلة المال أو حتى الحاجة له أو غياب الكادر البشري، إنما لأغراض دنيئة أقلها السمسرة في الأراضي المقامة عليها هذه البرامج والمشروعات لمصلحة قادمين جدد عقب إنسحاب الهيئة العربية من السودان وإغلاق مشاريعها وبيعها إما لقادمين جدد من الخارج أو لصوص الداخل وليذهب مواطن دارفور وكردفان والنيل الأزرق والخرطوم والبطانة والجزيرة ونهر النيل إلى جهنم.. المهم هو العمولة والإكرامية والسفر مع زوجاتنا.. المهم هو ما يمكن أن يعود حتى ولو كان عبر أثداء نسائنا!!) ، مشيراً بذلك للرشاوى التي يقدمها الشرهان إلى (ابوقناية) وعبد الله حسن أحمد البشير وزوجته نور الهدى ، التي سبق ونشرت وثائقها في (حريات). (نص المقال أدناه) : في إطار تحقيق أهدافها العامة والأساسية (الاستثمار والتنمية) أنشأت الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي عدداً من المحطات البحثية لرعاية وتنفيذ برامجها التنموية كهدف أو شق ثاني أساسي أنشئت من أجله الهيئة، فمن اسمها يمكن استكشاف مراميها (أي الهيئة) وهما شقين أساسيين أولهما الاستثمار بغرض تحقيق الربح، وثانيهما التنمية وأيضاً تحقق في المحصلة الربح. وفي واقع الأمر، فإن نجاحات الهيئة الاستثمارية (في مشروعاتها القائمة بنحو عام وفي السودان بوجه خاص) نبعت في الأساس من أنشطة وتجارب بحثية بمراحلها المختلفة (تجارب معملية وحقلية، تطبيق شبه تجاري ثم التطبيق التجاري)، مما يؤكد أهمية هذا النشاط. بخلاف أن المساهمة في البرامج التنموية لا سيما في الريف العربي بصفة عامة وفي الدول العربية الأعضاء في الهيئة بوجه خاص ضرورة بل هدف أساسي من أهداف الهيئة تم تثبيته في وثائق تأسيسها القانونية والفنية. وخلال مسيرتها الطويلة في العمل الاستثماري والتنموي، شهد النشاط البحثي للهيئة العربية تطورات كبيرة ومشهودة بدأت بتجارب لأغراض معينة (كما أوردنا أعلاه) ثم تطور الأمر لوحدات وأقسام فإدارات متخصصة لرعاية هذا النشاط الهام والاستفادة من نتائجه الكبيرة التي أتاحها للهيئة. وبصفةٍ عامة، توزعت محطات الهيئة البحثية بجانب السودان (دولة مقر الهيئة) على عدد من الدول العربية الأعضاء في الهيئة أهمها موريتانيا وجيبوتي واليمن (جزيرة سقطرى) بالإضافة إلى جزر القمر المتحدة (جزيرة إنجازيجا)، هذا بخلاف برنامج الزراعة بدون حرث الذي بدأ بالسودان وتحديداً منطقة أقدي بولاية النيل الأزرق – جنوب الدمازين) ثم انتقل إلى عدد من الدول العربية الأعضاء بالهيئة كاليمن وتونس وسورية والجزائر والعراق والأردن والمغرب. ثمة حقيقة هامة جداً تميز برامج الهيئة العربية في محطاتها البحثية أعلاه، وهي أن الميزانيات المالية المخصصة لهذه المحطات يتم صرفها بالكامل على العمل الميداني مع سرعة وكفاءة التطبيق والتنفيذ خلافاً لما هو متبع في أسلوب عمل المنظمات والهيئات الدولية النظيرة والتي يذهب من ميزانياتها نحو 80% على الأعمال الكتابية والزيارات وغيرها وهذا ما يميز برامج الهيئة عن غيرها من المنظمات الدولية. بصفةٍ عامة حققت أنشطة الهيئة البحثية والتنموية مجموعة من الإنجازات نلخص أبرزها في ما يلي: وبالنسبة للتراكيب المحصولية للمحطات البستانية العاملة في السودان (توقفت الآن للأسف) فيمكن تلخيصها كما يلي: 1- محطة أم دوم البستانية: (أ) المحاصيل التقليدية (أي المعروفة أصلاً لدى أهل السودان): تشمل الطماطم (شتوي)، البطاطس (شتوي)، الفلفل الحلو (شتوي)، الكوسة والخيار (شتوي)، الفراولة (شتوي)، الفاصوليا والبسلة (شتوي)، الكرنب والقرنبيط والخس (شتوي)، الجزر والبنجر والثوم الصيني (شتوي). وجميع هذه المحاصيل كانت تغطي حاجة السوق المحلي وأسعارها في متناول الجميع وفي مستوى عالي من الجودة لم يكن يتجاوز سعر كيلو الطماطم والخيار الجنيه ونصف (القديم) وجميعكم تشهدون الآن عقب توقف نشاط هذه المحطة أن سعر الطماطم بلغ (20) جنيهاً (بالجديد)!! (ب) المحاصيل غير التقليدية (أي التي يعرفها المستهلك المحلي وتم جلبها من الخارج لتزرع في السودان): الذرة السكرية (شتوي)، البروكولي (شتوي)، الفجل الياباني (شتوي وصيفي)، شمام الأناناس (صيفي)، شمام الكناري (شتوي)، كرنب السلطة الأبيض والأحمر (شتوي)، الكرنب أبو ركبة (شتوي وصيفي). (ج) محاصيل نجحت الهيئة في إنتاجها خارج البيوت المحمية لأول مرة في السودان: بالإضافة إلى الفلفل والبامية والباذنجان الذي يتم إنتاجهم صيفاً في السودان، نجحت الهيئة في إنتاج محاصيل خضر أخرى بالحقل المكشوف صيفاً (حيث درجة الحرارة العالية التي تمنع إنتاجها بالسودان إلا أن الهيئة نجحت في ذلك لأول مرة) وشملت هذه المحاصيل البصل (بالرغم من أنه محصول شتوي أساساً (حيث بلغ أقصى سعر للجوال منه زنة 90 كجم نحو 7$ بما يعادل 35 جنيهاً سودانياً بسعر الصرف اليوم وأنظروا أسعار البصل الآن!!)، وهناك الفلفل الحلو والكوسة والشمام واللوبيا والفجل الياباني وجميعها محاصيل شتوية نجحت الهيئة في زراعتها صيفاً بالسودان مما أسهم في تغطية حاجة السوق المحلي بالسودان وبأسعار في متناول الجميع مع تحقيق أرباح مقدرة للهيئة نظراً لانخفاض التكاليف الإنتاجية تبعاً للأساليب العلمية والفنية التي اتبعتها الهيئة في الإنتاج، مما يصعب معه أي تبرير بإيقافها!! واسمحوا لنا بعرض موجز لمحطات الهيئة العربية البحثية بالسودان، وذلك كما يلي: أولاً: محطة أم دوم البستانية: تأسست المحطة في عام 2007 وبالتالي تمت زراعة أول موسم شتوي 07/2008 وأول موسم صيفي 2008 وموسم شتوي ثاني 08/2009 وموسم صيفي ثاني 2009. وسيتم عرض النشاط الإنتاجي لمحطة أم دوم في الموسم الشتوي الأول (جدول 1) والصيفي الأول (كمثال توضيحي سريع لما كان عليه حال المحطة وإثبات أو تأكيد ربحيتها رغم عدم حاجتنا لذ1لك، فمنتجات الشركة العربية واضحة للعيان ولا ينكر وجودها إلا مكابر). جدول (1): النشاط الإنتاجي لمحطة أم دوم في الموسم الشتوي الأول (07/2008) ثانياً: محطة عطبرة البستانية: بدأ النشاط بها في الموسم الشتوي لعام 2008 (نفس عام استلام السيد/الشرهان لرئاسة الهيئة) بزراعة 43.8 فدان بطاطس تحت نظام الري المحوري بالرش. وكان التركيز على صنفين هما صنف Zafira وهو صنف مبكر يحصد بعد 90–100 يوم من الزراعة وتم حصاده وحقق 8.0 طن/فدان بسعر الطن 10000 دولار/طن. وهناك الصنف Diamant وهو صنف متوسط النضج يحصد بعد 100-110 يوم من الزراعة وتم إيقاف العمل بالمحطة بناءاً على توجيهات السيد/الشرهان (دون مبررات) قبل حصاد هذا الصنف وكان متوقعاً أن يحقق إيرادات عالية جداً لكونه قابل للتخزين أكثر من الصنف الأول بما يتيح بيعه بأسعار مجزية خارج موسم الإنتاج ولكن ماذا نقول؟!. ثالثاً: محطة نيالا البستانية: في سابقة هي الأولى (بل تعتبر الهيئة العربية رائدة في هذا الخصوص وسبقت جامعة الدول العربية والمؤسسات التنموية الدولية والإقليمية)، قامت بتأسيس هذه المحطة خلال 2008 على مساحة 15 فدان جميعها تروى بنظام الري بالتنقيط. وسندع الصور المرفقة لتتحدث عن حال المحطة وأراضيها (قبل وبعد تأسيس المحطة وزراعتها) لتعرفوا ما تم هناك، وهي إنجازات ساهمت كثيراً في تنمية وتطوير المنطقة سواء عبر تشغيل الأيادي العاملة أو توفير السلع والاحتياجات الغذائية الضرورية لسكان المنطقة. لم نتحدث عن محطة أبحاث الزراعة المطرية (بأقدي – جنوب الدمازين) لأنني سأفرد لها مساحة خاصة عند الحديث عن تجارب المحاصيل الحقلية وعوائدها الاستثمارية الكبيرة بخاصة نشر وتوطين تقانة الزراعة حرث وتدريب وتأهيل الخريجين الجدد وغيرها وذلك في مقالة منفردة تماماً ومدعومة بالصور. كما سأفرد مساحة أخرى لبرامج صندوق الأمانة (القروض الدوارة) الذي شمل عدداً من ولايات السودان الوسطى والغربية والشرقية وهي الأكثر حاجة للدعم، وذلك كله بالصور وغيره. أحبتنا بعد هذا العرض الموجز والسريع المدعوم بالصور الفوتوغرافية وما رآه الجميع عياناً، يؤسفنا القول بأنها توقفت تماماً.. توقفت بأوامر من السيد/علي سعيد الشرهان وتواطؤ حكومة المؤتمر الوطني!! توقفت ليس لقلة المال أو حتى الحاجة له أو غياب الكادر البشري، إنما لأغراض دنيئة أقلها السمسرة في الأراضي المقامة عليها هذه البرامج والمشروعات لمصلحة قادمين جدد عقب إنسحاب الهيئة العربية من السودان وإغلاق مشاريعها وبيعها إما لقادمين جدد من الخارج أو لصوص الداخل وليذهب مواطن دارفور وكردفان والنيل الأزرق والخرطوم والبطانة والجزيرة ونهر النيل إلى جهنم.. المهم هو العمولة والإكرامية والسفر مع زوجاتنا.. المهم هو ما يمكن أن يعود حتى ولو كان عبر أثداء نسائنا!! تابعونا وسنواصل معكم .. واسمحوا لي بتكرار الشكر لحريات والقائمين عليها.. كونوا معنا.