مللنا متابعة المفاوضات التي مازالت متعثرة بين وفدي حكومتي بلدي السودان في ظل التشاكس القديم المتجدد بين الحزبين الحاكمين في البلدين وتداعيات النزاعات المفتعلة بينهما على اقتصاد وامن البلدين والمواطنين البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه النزاعات مع ذلك لم نييأس من امكانية التوصل لاتفاق بينهما كما حدث من قبل بعد الاستفادة من الاخطاء التي صاحبت اتفاقية نيفاشا التي يحاول البعض تحميلها كل اوزار ما يجري حاليا بين البلدين رغم براءتها براءة الذئب من دم ابن يعقوب،وان اثمها يقع على عاتق الحزبين منذ ان كانا شريكين في الحكم وحتى بعد ان اصبح كل حزب في طريق في دولتين منفصلتين ليس الوقت وقت تلاوم بينهما ولا حتى مماطلة في امر بات يهدد السلام والاستقرار في البلدين بعد ان القى بظلاله السالبة على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية لذلك فاننا نساند كل خطوة تقود الى عودة المفاوضات بين الطرفين ومحاصرة التداعيات الامنية والاقتصادية والاجتماعية السالبة على البلدين لذلك نبارك الجهد المقدر الذي تقوده الوساطة الافريقية بقيادة رئيسها الحكيم ثامبو امبيكي الذي يقود حاليا حراكا مكثفا بين الخرطوم وجوبا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين اللذين كانا يمكن ان يكونا وفدا واحدا كما قال باقان في الخرطوم اذا صدقت النوايا وجد العزم مع دفع المساعي التي بدات تثمر لعقد قمة نراها ضرورية بين الرئيسين البشير وسلفاكير. مرة اخرى نرحب بعودة المفاوضلت السودانية السودانية في اديس الايام القادمة بعد اكتمال التشاور مع القيادة السياسية حول مقترح الوساطة الافريقية لصالح تعزيز الحراك الايجابي الذي اثمرخطوات طيبة نحو التهدئة واستكمال ذلك باتفاق يستوعب اسس معالجة الخلافات حول تطبيقات نيفاشا ودفع استحقاقاتها لذلك نرحب باعلان الحزب الحاكم المؤتمر الوطني على لسان امينه السياسي حسبو محمد عبد الرحمن الذي اكد فيه ان الحوار مع دولة جنوب السودان ما زال مستمرا وان وفد السودان لم ينسحب وانما طلب مهلة من الوساطة الافريقية لدراسة مشروعها مع الاجهزة السياسية والامنية اننا اذ نبارك هذه الروح الايجابية ندفع بها من اجل وقف النزاعات القائمة والبناء على ماتم الاتفاق عليه لان ما يجمع بين بلدينا ومواطنينا امر حتمي لايمكن تجاوزه والقفز على الواقع الجغرافي والبشري والاقتصادي والسياسي والامني الذي يتطلب الاسراع باعادة العلاقات السودانية السودانية الى طبيعتها بعيدا عن النزاعات الفوقية المفتعلة.