لان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان ملولا فإنه لحكمة يعلمها الخالق البديع لايقنع بحاله وهذا شعور ايجابى يدفعه للبحث عن الافضل سواء في عمله بتجويده أو في مجال اخر إذا تيسر له ذلك. حال الصحافة في هذه الايام لايسر عدوا ولا صديقا وجاءت تداعيات الازمة الاقتصادية لتزيد حالها تعقيدا واصبحت مواجهة بتحديات صعبة تهدد إستمرارها أو حسن انتشارها بسبب الكلفة الباهظة المتزايدة لمدخلات طباعتها. صحيح هناك مشاكل أخرى لاتقل خطورة عن مستقبل الصحافة لاسباب داخلية تتعلق بالاداء المهني والامتثال لدواعى التوزيع و…الخ وبعضها لاسباب خارجية تجسدها الاجراءات الاستثنائية التي تطال الصحف حتى بعد الطباعة والتدخل غير المبرر في العملية التحريرية. لقد سعدنا بالزيارة التي قام بها وفد مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حامد البله ل(السوداني) قبل أيام في إطار حراكهم الذي وأن جاء متأخرا إلا أنه وضع المجلس أمام مسؤولياته تجاه الصحفيين والمؤسسات الصحفية، دون أن يمنعنا ذلك من التعبير عن رأينا في المجلس وتشكيله، ولكنه بحكم الأمر الواقع ينبغى أن يتحمل المجلس مسؤوليته في حماية الصحفيين والمؤسسات الصحفية والمساهمة في محاصرة الاختناقات القائمة ومعالجتها مع الجهات المعنية لتوفير المناخ المعافى للاداء الصحفي. أن عملية انتقال المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية الى المؤسسات الصحفية والاستماع لرؤساء التحرير وقيادات المؤسسات الصحفية للوقوف على تحديات الواقع العملي والمشاكل التي تواجه الصحافة والصحفيين بل والشروع في معالجة بعض التحديات خطوة ايجابية نقدرها ونطمع في استمرار هذا الاسلوب الايجابي. استمع وفد المجلس لملاحظات مهمة من رئيس التحرير الاستاذ ضياء الدين ومن قيادات “السوداني” في شتى مجالات تخصصهم، استمعنا إلى ملاحظاتهم وتمت الاجابة على استفساراتهم، ولم يخل اللقاء من مصارحة ومكاشفة نراها ضرورية من أجل تحسين بيئة العمل والمساعدة في معالجة التحديات والضغوط الخارجية. ننتهز هذه السانحة لنقدم تحية مقدرة لكل الناشرين في المؤسسات الصحفية الذين تبنوا بشجاعة وصبر مسؤولية إصدار الصحف وتحمل كل تبعاتها ونقول لهم اننا من جانبنا نتحمل معهم أمانة هذه المهنة الرسالة وعلينا جميعا في كل المستويات الادارية وفي كل أقسام التحرير تكثيف الجهود من أجل ترقية وتجويد الاداء الصحفي المهنى. هذا أيضا يتطلب المزيد من التحرك الايجابي من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية ومن كل المعنيين بهذه المهنة الرسالة لإماطة الأذى عن طريق الصحفيين والمؤسسات الصحفية وتعزيز الحريات خاصة حرية التعبير والنشر.