الأستاذة الفضلي آمال عباس ٭ الشرطة السودانية تؤكد بالشواهد القاطعة التي لا تقبل الجدل ولا يتسرب اليها الشك أنها تنحاز دائماً وفي كل مناسبة لصالح الجماهير العريضة وقضاياها المتجددة، وفي اطار فلسفتها ومبدئها الراسخ (ان الشرطة قوة قومية محايدة) هى اقرب لنبض ووجدان الجماهير وتطلعاتها وطموحاتها، هذا الموقف من الجماهير يتجسد دائماً في شمولية وعمومية مشروعاتها وخططها الاستراتيجية التي تستهدف جل الحراك الاجتماعي وافرازاته دون النظر او الوقوف عند المصالح الضيقة للجماعات والفئات. هذه المشروعات التي تجيء معبرة عن تراث وتجارب وخبرات الامة السودانية وتصطحب عاداتها وتقاليدها الاصيلة ،ومن هنا ظلت مؤسسة الشرطة السودانية العريقة على مر الازمان والعهود محل احترام وتقدير الجماهير وثقتها، وإن أثير أى نوع من الجدل يتجه بالنسبة للشرطة نحو بعض الاخطاء والهفوات التي تقع من بعض منسوبيها وتكون النية الخاصة القاصدة معدومة فيها ولا يتجه الجدل بأية حال من الاحوال نحو اصلها وفصلها بإعتبار الشرطة نتاجاً طبيعياً لتطور الفكر الانساني الذي يسعى لخلق آليات تحافظ على التراث الانساني وفق موجهات وصلاحيات قانونية مدونة، هذا فضلاً عن ان التطور الاجتماعي والتدافع البشري وتطور مصالحه يحتاج الى شيء من الحلقات التي تعني بتحقيق العدالة، وبهذا الفهم فإن وجود الشرطة كفصيل من مكونات المجتمع هو قناعة جماهيرية لا تتعدل ولا تتمحور ولأن العلاقة بين الشرطة والمجتمع زواج كاثوليكي، فإن الشرطة تتفانى في الحفاظ عليها وصيانتها بأساليب وخدمات تستهدف تطوير هذه العلاقة من خانة التربص والرصد الى علاقة انسانية تسمو بقيمة احترام القانون وتسمو بالعلاقة الى مصاف الشراكة والمشاعر الوطنية التي تقرب الشقة الى الجماهير وتلغي كل الفواصل وتذوب المواقف الجامدة لدرجة الالتحام في بوتقة المقاصد النبيلة التي تعلي من قيمة الوطن. ما دعاني لهذه المقدمة هو تبني الشرطة لمشروع النجدة النابع من الإرث السوداني في نجدة الملهوف وابو مروة وسلوك النفير ومقنع الكاشفات وخال فاطنة واستصحاب قيم ديننا في التراحم ونصرة الاخ ظالماً ومظلوماً. جاء مشروع النجدة في إطار استكمال دور الشرطة في الأمن الداخلي وتطور مفهوم الأمن التقليدي الى استيعاب مفاهيم جديدة في حقوق الانسان التي لا يمكن تحقيقها إلا بوجود شرطي يعي دوره وواجبه وبآليات فاعلة تستجيب لنداء الانسان أين كان موقعه ومتى كان نداؤه. والخلفية التاريخية لمشروع النجدة في الشرطة تقول ان أعمال النجدة قد بدأت مع إنشاء قوة البوليس وكانت تتبع لبوليس العاصمة، وفي تطور لاحق تحت مسمى المرور والنجدة تتبع لشرطة العاصمة القومية، ثم النجدة والعمليات تتبع لولاية الخرطوم في العام 5002م صدر قرار وزاري قضى بفصل إدارة النجدة من العمليات وفصلت كإدارة متخصصة ذات مهام محددة. تعتمد إدارة النجدة في عملها على ركيزتين اساسيتين هما وجود غرفة الاتصالات المزودة بأحدث التقنيات وتتلقى شكاوي المواطنين على الرقم المعروف 999. الركيزة الثانية هى: التواجد الشرطي الميداني بعربات الشرطة في كل أنحاء ولاية الخرطوم للتعامل مع حالات الطواريء فضلاً عن وجود حقيبة إسعافات أولية في العربة. اختم مقالي بحيوية إدارة النجدة في التعامل مع حالات الطواريء بالذات الانسانية منها واروي في هذا المقام قصة طريفة لاحدى السيدات وضعت طفلتها داخل عربة النجدة التي كانت تسعفها للمستشفى كرمت هذه الاسرة شرطة النجدة بأن أسمت هذه الابنة (نجدة) نسأل الله أن يوفق القائمين بأمر النجدة وقادة الشرطة في التواصل مع هذه الابنة في كل المناسبات لأنها مثال حي على عمق العلاقة بين الشرطة والمجتمع. محمد علي عبد الجابر سنجة- محلية أبو حجار