الامم المتحدة (رويترز) – وزعت الولاياتالمتحدة يوم الخميس مسودة قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة تهدد السودان وجنوب السودان بعقوبات اذا لم ينفذا مطالب الاتحاد الافريقي لوقف سريع للاشتباكات الحدودية وحل نزاعاتهما الكثيرة. وقالت السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس للصحفيين ان مجلس الامن سيبدأ مناقشة مسودة القرار في وقت لاحق يوم الجمعة وان المحادثات بين الاعضاء ستستغرق بضعة ايام على الارجح قبل تقديمه الي اقتراع. ودعا مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي يوم الثلاثاء الجانبين الى وقف القتال خلال 48 ساعة والانسحاب “غير المشروط” للقوات من المناطق المتنازع عليها وحذر من انه سيصدر قرارات ملزمة اذا فشل الجانبان في التوصل الى اتفاقات بشأن سلسلة نزاعات بينهما خلال ثلاثة اشهر. وتؤكد مسودة القرار -التي حصلت عليها رويترز- مجددا تلك المطالب وتحذر الخرطوم وجوبا من ان مجلس الامن “مصمم على اتخاذ اجراءات اضافية مناسبة وفقا للمادة 41 من الميثاق في حالة عدم تقيد احد الطرفين او كليهما.” وتسمح المادة 41 بالفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة لمجلس الامن بتوقيع عقوبات لفرض التقيد بقراراته. وقالت رايس -التي ترأس مجلس الامن الذي يضم 15 دولة هذا الشهر- للصحفيين “الهدف من المسودة هو توفير دعم سريع وقوي لقرارات الاتحاد الافريقي بالشكل الذي طلبه الاتحاد الافريقي.” وطلب الاتحاد الافريقي دعم مجلس الامن لخطته باصدار قرار يجعل مطالبه ملزمة قانونا لكل من السودان وجنوب السودان. وقالت رايس “كان هناك اعضاء اما يحتاجون مزيدا من الوقت للحصول على توجيهات من عواصمهم او يشككون في الحكمة من الذهاب مباشرة لاصدار قرار … هذا الامر عاجل للغاية.” وقال دبلوماسيون بالمجلس في احاديثهم الخاصة ان الصين وروسيا أبدتا عزوفا بشان تهديد الخرطوم وجوبا باجراءات عقابية. وقال دفع الله الحاج علي عثمان سفير السودان لدى الاممالمتحدة للصحفيين ان اي قرار للمجلس بشان الصراع يجب ان يوجه تهديداته الي جنوب السودان. وقال “اننا الضحية في هذا الاعتداء الاخير” مضيفا ان أي اجراءات للامم المتحدة يجب ان “توجه الي الجاني.. الي المعتدي.. وليس الي الضحية.” ومضى قائلا ان المهل الزمنية الواردة في بيان الاتحاد الافريق ومسودة القرار تحتاج الي تغيير. “الاطار الزمني المنصوص عليه في البيان يحتاج الي تعديل لانه قصير جدا بحيث يصعب التقيد به.” وأدت الاشتباكات على طول الحدود التي لم يتم ترسيمها بشكل دقيق بين البلدين الى معارك بشأن حقل هجليج النفطي بعد ان استولت عليه هذا الشهر قوات من جنوب السودان الذي اعلن استقلاله عن السودان العام الماضي. وناقش مجلس الامن الاسبوع الماضي امكانية فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان اذا لم يتوقف العنف. وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير ان القتال هذا الاسبوع بعد اعلان جنوب السودان سحب قواته من هجليج يرقى الى حد اعلان الحرب من جانب السودان. والثقة غائبة بين الجارتين اللتين تدور بينهما نزاعات بشأن الحدود ومقدار الرسوم التي يجب ان يدفعها جنوب السودان -الذي ليس له سواحل بحرية- مقابل مرور صادراته النفطية عبر اراضي السودان فضلا عن تقاسم الدين الوطني الى جانب قضايا أخرى. والبلدان كلاهما فقيران وخصوصا جنوب السودان الذي يعتبر واحدا من افقر الدول في العالم وادى النزاع بينهما بالفعل الي توقف كل انتاج النفط تقريبا الذي يدعم اقتصادي البلدين.