نفى دفع الله حسب الرسول البشير، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني واستاذ التربية بجامعة افريقيا العالمية ما صرحت به الفنانة شيرين عن تأجيل حفلها باستاد الخرطوم الي وقت اخر لاسباب امنية . وقال في حوار مع صحيفة (الصحافة) ان شيرين تم منعها رسميا بإجماع رئيس واعضاء المجلس الوطني ووالي الخرطوم، مدعياً ان وصولها للخرطوم كان سيؤثر سلبا في معنويات الجيش السوداني الذي يقاتل (الاعداء) في هجليج . وقال ان المغني زرياب كان سببا في سقوط الاندلس ، وكوكب الشرق ام كلثوم كانت سببا في هزيمة المصريين امام اليهود ! ودعا قناة (النيل الازرق) الي ايقاف بث برنامج (اغاني واغاني) في رمضان. ونصح الشباب بالتعدد في الزيجات التي تخرجهم من الفقر الي الغني ! ودعا إلى ايقاف الورش والندوات التي تنادي بمحاربة ختان الاناث، متهما الاممالمتحدة بتمرير قانون (سيداو) بالقطاعي ومحاولة مساواة المرأة والرجل في الميراث. وعلق المحلل السياسي ل (حريات) بان آراء دفع الله حسب الرسول في قهر النساء وتعدد الزوجات مما لا يحتاج إلى تعليق ، ولكن الطريف رده الهزائم للغناء ، في تبسيطية واختزال تليق بعقول (المحتسبين) الصغيرة ، فهو لا يسأل نفسه : هل ترى منع اليهود الغناء من أجل الانتصار على مصر في 67 ؟! وأضاف سبق وعزا رجل الدين المصري الباقوري نصر اكتوبر 73 إلى هتاف الجيش المصري ب (الله أكبر) ! مما يمكن اعتباره (تفسير باقوري للتاريخ) – أي يبقر التاريخ بالتبسيط والاختزال ، ولو انه يمكن تفسير الهزائم والانتصارات بمجرد التكبير فكيف يمكن تفسير هزيمة معركة أحد ؟ ! وهذا لا يعني إنكار دور الروح المعنوية العالية – التي يشكل الايمان احد عناصرها – في الانتصارات ، ولكن الروح المعنوية تتويج لعدة عوامل ، منها الايمان بالقضية ، والثقة في القيادة ، والثقة في النفس – التي تحيل الى الإعداد والتدريب والتنظيم وطبيعة الأسلحة وغيرها من شروط الإعداد للمعارك الحقيقية وليس معارك الحلاقيم . وسواء في رفع الروح المعنوية أو في استكمال شروط الانتصار الاخرى ، تلعب اشاعة الحرية والعدالة دوراً حاسماً ، وسبق وقال فقهاء السلفية قديماً ( ان الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة ولا ينصر الدولة المسلمة ان كانت ظالمة) ، ورغم تبسيطية الربط ما بين الظلم والاسلام إلا ان تلك التصورات – قبل عدة قرون – كانت أكثر تقدماً من تفسير (المحتسب) دفع الله حسب الرسول للتاريخ ، وهو تفسير يهتم بأطوال فساتين النساء أكثر من اهتمامه بمدى الرادارات ، ولهذا فان اسرائيل – حيث يباح الغناء – تعربد في الأجواء السودانية دون حتى ان تُعلن حكومة المؤتمر الوطني (التعبئة والاستنفار)!!