إستقال والي ولاية القضارف كرم الله عباس من منصبه مساء أمس الجمعة 4 مايو . وكانت لجنة من المؤتمر الوطني برئاسة الشريف أحمد عمر بدر اجتمعت مع الوالي بالقضارف وخيرته بين ثلاثة خيارات ، الاعتذار أو الاستقالة أو إعلان الطوارئ واقالته . وأفاد مصدر مطلع من القضارف (حريات) ان الوالي رفض في البداية الخيارات الثلاث ، وهاجم اللجنة متهماً اياها بالفساد ، وقال ان الانقاذ فاسدة ، و(اذا كنا في السابق نقول ان المعارضة يجب ان تغتسل سبعة مرات ، فان الانقاذ يجب ان تغتسل ثلاثين مرة من الفساد ) . ولم تتوفر معلومات عن كيف غير الوالي رأيه وقبل الاستقالة . وظل كرم الله منذ شهور يشكو من عدم دفع استحقاقات الولاية ، ويكرر انتقاداته لوزير المالية الاتحادي . وقال كرم الله أول أمس ان حرمان الولاية من الموارد أدى إلى تدهور كبير في الخدمات وجعل قطاعات واسعة تعاني الفقر وسوء التغذية والسل والكلازار . وأضاف ان وزارة المالية الاتحادية تفتقر للمؤسسية والمهنية ، وان بعض وزراء الحكومة الاتحادية جاءوا إلى السلطة وهم ( بلا تاريخ) . وأكد انه لن يلجأ للتمرد المسلح ، ولن يستقيل أو يهرب ، ولكنه لن يساعد في بناء ( دولة المفسدين) . وحل كرم الله حكومة الولاية وأعلن عن تشكيل لجان مجتمعية ، ودعا أحزاب ( الأمة ، الاتحادي ، الشعبي ، الشيوعي ، البعث) للانضمام لها . وقال انه بالتعاون مع مجتمع الولاية ورجال الأعمال سيبني القضارف بدون دعم المركز . ووجه رسالة إلى رئيس الجمهورية ونائبيه ومساعديه يدعوهم إلى إقامة ميزان العدل ( حتى لا يسألوا أمام الله يوم القيامة عن الفقر وسوء التغذية) . وقرر كرم الله مساء أمس بصورة مفاجئة الإستقالة . واصدر المشير عمر البشير مرسوما جمهوريا بتعيين الضو محمد الماحي واليا مكلفا لحين اجراء الانتخابات .