بينه وبين المايكرفون عشق أبدي امتد منذ سني عمره الأولى، تعرف وهو لازال طفلاً على كبار المذيعين الذين يأتون لزيارة شقيقه الأكبر صلاح أحمد.. كان يقوم بخدمتهم والابتسامة تعلو وجهه، لا يكل، ويركض بكل قوته ليأتي لهم بطلباتهم من الدكان الذي يجاورهم.. في هذه الجو نشأ الإذاعي عبدالرحمن أحمد، فشبّ وحلمه أن يصبح مذيعاً لامعاً، وكان له ما أراد ليعطر أثير اذاعة هنا أم درمان ردحاً من الزمان قبل يتعرض لكسر، وهو في الاستديو، يودي عمله؛ جعله يلزم الفراش الأبيض إلى أن غادر دنيانا الفانية نهار الجمعة الماضية.. علاقته مع الإذاعة بدايه الإذاعي الأشهر عبدالرحمن أحمد الذي أغمض إغماضته الأخيرة يوم الجمعة الماضي، كانت في العام 1961م، عندما كان تلميذاً في مدرسة الأحفاد من خلال الإشراف على الإذاعة المدرسية، إضافة إلى علاقة أخرى مع الإذاعة عن طريق شقيقه الأكبر صلاح أحمد، المذيع المعروف، الذي كان يقدم برنامج حقيبة الفن، وسهل الأمر قرب منزلهم من الإذاعة وصداقة صلاح محمد صالح فهمي وعلي شمو.. وغيرهم كان هؤلاء يأتون كل يوم لمنزلهم يقضون وقتاً طويلاً بمعية صلاح. ركن الاطفال كان عبدالرحمن معجباً بهؤلاء الإذاعيين، ويشعر بالسعادة، وهو يقضي لهم احتياجاتهم من الدكان، بجانب ذلك كان منزلهم أيضاً قبلة للفنانين، على رأسهم الفنان عثمان حسين، وكان شقيقه صلاح يأخذه إلى الإذاعة لحضور برنامج ركن الأطفال الذي كان يقدم فيه حكاية أو نشيد، وكان همه الأول أن يحصل على صندوق البسكويت الذي تقدمه أسرة البرنامج لهم كنوع من التحفيز. خمسة أصوات فترة الإذاعة المدرسية كانت بالنسبة لصاحب لقب المذيع الأشهر فترة تدريبية إستطاع من خلالها أن يكتسب عدة أشياء أنه بعد مدرسة الأحفاد ذهب إلى الإذاعة لإجازة صوته بالإذاعة. وكان من أصعب الأشياء هي إجازة الصوت؛ وذلك لصعوبة الامتحان الذي تقدمه اللجنة التي تمتحن المتقدمين، وتقدم في تلك الفترة ستين شخص للامتحان واللجنة لم تقل إن المتقدم للامتحان هو أخ صلاح لتغض الطرف عن أخطائه، على العكس عاملونه كما عاملوا بقية الممتحنين لتختار اللجنة خمسة أصوات فقط هم المذيع عبدالوهاب أحمد صالح.. محمد سليمان ضو البيت رحمة الله عليه، وآخرين لتنضم إليهم فيما بعد مجموعة أخرى، وهي الإذاعي علم الدين حامد.. عمر الجزلى صاله العرض أول برنامج قدمه الإذاعي عبدالرحمن أحمد كان صالة العرض وتولاه من بعده الأستاذ علم الدين حامد بعد أن سافر أحمد إلى القاهرة ليكون خيرخلف لخير سلف، واستطاع أن يحقق عبره نجاح لازال يذكره مستمعي إذاعة أم درمان ليقدم بعدها برنامج أمسيتي معكم، وذلك كان في العام 1986. نشرات الأخبار عرف عبدالرحمن كمذيع لنشرات الأخبار في وقت كان من الصعب فيه أن يصبح المرء مذيعاً لنشرات الأخبار بيد أنه مكث لمدة سته اشهر كمذ يع ربط وسنة كاملة كان يقرأ فقط الأخبار المحلية فترة، وطل خلال خمسين عاماً هي عمر عمله بالإذاعة يعمل مذيعاً لنشرات الأخبار لم يقف إلا من جراء المرض الذي حال بينه و مايكرفون هنا أم درمان. الاهتمام باللغة العربية (فقدت الإذاعة علماً بارزاً من اعلامها) بهذه العبارة ابتدر مدير الهئية القومية للإذاعة الاستاذ معتصم فصل حديثه مع (الأحداث). وزاد عبدالرحمن أحمد يعتبر من الذين قدموا عطاء وفيرا، وكان رحمه الله متفردا في الأخبار والبرامج السياسية، فهو مدرسة متميزة في قراءة نشرات الأخبار، بجانب نقله للفعاليات السياسية على مدار الأربعين عاماً، لذا كان يطلب من قبل الرؤساء الذين يرافقهم في رحلاتهم الداخلية والخارجية، وهذا يدل على حبهم له، وامتد عطاؤه إلى برامج المنوعات، وعمل أيضاً على تدريب الشباب الذين يوصيهم بالاهتمام باللغة العربية، والأداء، ومضى فضل بالقول: عبدالرحمن دائما يعتبر أن الاستدويهات هي بيته؛ لذا كان بارا بالإذاعة السودانية فالتعازي لزوجته الإذاعية سعاد أبو عاقلة. نقي وفاضل زامل الإذاعي علم الدين حامد الإذاعي الأشهر عبدالرحمن أحمد وقال عنه أمس ل(الأحداث): هو رجل نقي وفاضل، ولم يحدث أن بادر بعداء أحد، ومحب للاذاعة السودانية. ويعتبر عبدالرحمن من الجيل الرابع بهنا أم درمان، والذين عرف عنهم حبهم الشديد للإذاعة، نترحم عليه بقدر ما قدم لها.