انتقل الى رحمة الله الإذاعي والإعلامي الفذ عبدالرحمن أحمدمحمد صالح وقد شيعته الى مثواه الأخير بمقابر احمد شرفي جموع غفيرة من زملائه وبكته بدموع غزيرة وهو الرجل الذي لم يفارق المايكرفون وحوش الاذاعة سنين عددا وكان محبا لعمله ولوطنه وهو ينتمي الى أسرة عريقة بامدرمان العاصمة الوطنية ووالده قد نظم النشيد الوطني وقد احتسب المدير العام للإذاعة القومية والمديرالعام للتلفزيون القومي والعاملون بالجهازين عند الله تعالي الهرم الاعلامي الكبير صاحب البصمات الإذاعية المتميزة. يعد الراحل من جيل الإذاعيين الذين رسخوا دعائم العمل بالإذاعة السودانية وكان صاحب مدرسة متميزة في فنون التقديم البرامجي وقراءة النشرات الإخبارية وبرع في تنفيذ قوالب العمل الإذاعي كافة وولد في امدرمان حى الشهداء العام 1941م . درس الأولية بمدرسة الهداية لمؤسسها الشيخ الطاهر الشبلى ثم الموردة الأولية بعد السنة الثانية ظهرت مواهبه فى الإلقاء الشعري بالمدرسة الوسطى التى درسها بالأميرية بامدرمان فكان أحد فرسان الجمعية الثقافية و درس الثانوية بالأحفاد الثانوية التى ترأس فيها الجمعية الثقافية وأصبح ناضج الرؤية ومثقفاً لغوياً. شارك الراحل منذ أيام دراسته المرحلة الأولية كمتعاون بالإذاعة إذ كان أحد الأطفال المشاركين فى تقديم فقرات ببرامج الأطفال الذى كان يعده الأستاذ اسماعيل المليك وكانت حوافز المشاركة حينها بسكويت وكان لوجود شقيقه صلاح أحمد محمد صالح الإذاعي المعروف واستفادته منه وبل مصاحبته له بالمنزل وبصحبته أصدقاؤه الإذاعيون والفنانون حينها ،والتحق للعمل بالإذاعة فتم تعيينه فى أبريل 1961م لتبدأ رحلته مع الإذاعة،ومن خلالها كان أولاً قارئاً لنشرات الأخبار بعد فترة تدريبية استمرت سته أشهر ، و قرأ أول نشرة أخبار بتاريخ 24 أكتوبر 1961م ومنها انطلق نحو تقديم وإعداد البرامج، فأعد وقدم عددا من البرامج التي ثبتت في الخارطة البرامجية للإذاعة أبرزها برنامج (صفحات مسموعة) و (صالة العرض) إضافة الى برنامج (حقيبة الفن) ،كما انه أعد وقدم كذلك برنامج (أمسيتي معكم) الذى استمر لفترة طويلة ،وقام فى العام 1972م بنقل جلسة الأممالمتحدة للإذاعة السودانية من مقرها بنيويورك ،و ترأس وفد الإذاعة السودانية لعدد من الدول مرافقاً لوفود رئاسة الجمهورية والدولة لكل من الكويت 1973م والصين 1970م ،وبسبب حبه لأثير الإذاعة وعشقه للمايكرفون رفض العديد من العروض التي قدمت له وكان أبرزها من وزارتي الإعلام الصينية والكويتية وتقاعد فى العام 2002م وكان يشتهر بصوت قوي ينتظره المستمعون لأثير هنا ام درمان في نشرات الأخبار وخاصة نشرتي أخبار الحادية عشرة من كل جمعة .والراحل زوج الإذاعية سعاد أبوعاقلة ووالده الشاعر الذي نظم النشيد الوطني احمد محمد صالح . ووثقت الإذاعة والتلفزيون للإذاعي الراحل في عدد من البرامج . أسرة (الرأي العام) تعزي أسرة الفقيد وزملاءه داعية الله عز وجل ان ينزله مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وان يلهم آله الصبر الجميل..(إنا لله وإنا اليه راجعون).