عقد حزب الأمة القومي أول أمس الأربعاء مؤتمرا صحفيا تلت فيه الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي بيانا حول القرارات الاقتصادية الأخيرة، وقدم فيه الأمين العام دكتور إبراهيم الأمين عرضا للتطورات في أمانته ومشروع الحزب للسلام ووفده لمصر كما قدم فيه المهندس صديق الصادق المهدي رئيس اللجنة الاقتصادية بالمكتب السياسي تقريرا حول وقراري رفع الدعم عن المحروقات وتعويم الجنيه. وقال الدكتور إبراهيم الأمين، الأمين العام الجديد لحزب الأمة القومي، إن حزبه يسعى لتقديم مشروع مكتمل للسلام ليبلور رؤية قومية عبر مؤتمر السلام الذي يزمع عقده، مؤكدا أن هناك أزمة مركبة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ناتجة عن النظرة الشمولية القامعة، وكشف عن نيتهم إرسال وفد حزبي لمصر لتقديم النصح للثوار والتحذير من استنساخ التجربة الإسلاموية في السودان. وتعرض إبراهيم في كلمته أمام المؤتمر الصحفي الذي عقد بدار حزبه أول أمس لما دار في الإعلام من لغط حول تكوين الأمانة، وقال الأمين العام الجديد إن حزبه يتمتع بحراك وحيوية سياسية ويمثل سياسة وطنية سودانية ما يميزها من التنظيمات ذات الأفكار الوافدة معبرا عن ذلك بمقولة (ضرب في أم درمان). وإنه يجمع بين القطاعين التقليدي والحديث، ويسعى لمحاصرة الانفصال السياسي في الجنوب بالوصال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وإنه يمثل ثورة نضالية وتاريخ سياسي ناصع ما اكسبه خبرات تعبوية وحركية واسعة ويتمتع برصيد فكري وسياسي وله قيادة لها حضور مميز على المستوى القومي والدولي وقاعدة اجتماعية عريضة وتماسك جماهيري متين. وأضاف: اي كلام يقال انه سيحصل في حزب الأمة كذا وكذا –إشارة لتلويح البعض ببوادر انشقاق حزبي- فإنه لن توثر فيه أية زوابع. وتعرض لملابسات اختياره مذكرا بأنه انتخب بالإجماع ومؤكدا بأن الأمين العام هو المسئول دستوريا عن تقديم هيكل الامانة وبرنامجها وتسكين الافراد حيث يقوم باختيارهم وتقديمهم للمكتب السياسي للاعتماد، وقال إنه تم اعتماد هيكل الامانة العامة وبرنامجها ولكن وقعت تحفظات على بعض الأشخاص المختارين للتسكين وإنه حرصا على التوافق الذي تم في الهيئة المركزية فإنه سوف يجري مزيدا من المشاورات لضمان تكوين جهاز تنفيذي متفق عليه. ورفض إبراهيم ذكر الأسماء والتحفظات عليها مؤكدا إنهم يعملون داخل الحزب كأسرة واحدة ويقبلون تعدد الآراء ولا ينقلون الخلافات لوسائل الإعلام مفضلين معالجتها تنظيميا، وشن هجوما على صحيفة (آخر لحظة) التي تعمل بحسبه بشكل ممنهج ضد الحزب وأمانته العامة قائلا: (ولا اقبل ان يكون هناك عمل يدير خلافات الحزب في اخر لحظة او غيرها.) وأكد إبراهيم أنه برغم نيته إجراء مشاورات لتسكين كادر الأمانة فإن الكادر الذي سيتولى العمل التنفيذي يجب ان يكون منسجما ويكون هناك توافق تام. وقال “مع المشاورات الكلمة النهائية للاختيار هي للأمين العام فهو المسئول والمساءل أمام مؤسسات الحزب واي كلام خلاف ذلك لامعنى له”. وردا على سؤال الصحفي عبد الوهاب موسى الذي أشار لأن الاعتراض على اختيار الأمين العام غير دستوري فالأمين العام يقدم الأسماء للمكتب السياسي للعلم فقط، قالت الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي للحزب التي أدارت المؤتمر الصحفي، إن حزبها يرحب بالإعلام ويعتبرونه مرآتهم التي يعكسون بها رؤاهم ونشاطهم مع تعطل صحيفة الحزب مؤكدة أنه لا حرج في مناقشة قضايا المؤسسة إعلاميا فهي مؤسسات مكونة ومدارة ديمقراطيا، وأوضحت إن دستور حزبها يقول إن الأمين العام يقدم طاقمه للمكتب السياسي والمادة 19-2-ج تتحدث عن إجازة للطاقم من قبل المكتب، بينما لائحة المكتب السياسي في المادة 9 تتحدث عن اعتماد الهيكل والتسكين. وأوضحت: اعتماد معناها أنه يمكن الا يعتمد، وبعد تداول الرأي وحدوث خلاف أجري تصويت بين الاعتماد وعدم الاعتماد، والآن فإن الأمين العام لديه مزيد من المشاورات للتسكين وايضا هو مسئول من أمانته امام الهيئة المركزية وتنفيذيا مسئول امام المكتب السياسي. وحول مشروع مؤتمر السلام الذي تنظمه لجنة كونها الحزب كشف كل من الأمين وسارة أن اللجنة لا زالت تعقد لقاءات ثنائية مع القوى السياسية وأن القوى التي التقوها حتى الآن هي الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي والحزب الاتحادي الموحد وإنهم عبروا عن استعدادهم للمشاركة في المؤتمر وقد استمع الحزب لرؤاهم، وهو في طريقه لاستكمال الاتصال ببقية القوى السياسية بما فيهاا لمؤتمر الوطني والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني وفي النهاية سوف تكتمل الرؤى حول أجندة المؤتمر ولوجستياته، مؤكدين أن الوقت لا زال باكرا للحديث عن موعد محدد. وقال أمين عام حزب الأمة إن مشروع السلام الذي يسعى الحزب لبلورته هو لتحديد ملامح البديل قاطعا بأن أزمة دول الربيع العربي أنها أنجزت التغيير بدون استعداد لإقامة البديل مؤكدا أن السودان أكثر تأهيلا لإقامة البديل. وحول وفد حزبه المزمع لمصر قال الأمين إنهم سيرسلون وفدا عالي المستوى لمصر بهدف ابراز موقف الحزب المنحاز كليا للشعب المصري وتمييز موقفه وموقف الشعب السوداني من النظام وتعزيز المصالح المشتركة وتقديم النصح وتكوين مجموعة عمل لدراسة المطلوب في دول الربيع العربي وتكوين هيئة علماء اقترحها رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي مؤكدا إنه بحكم رئاسته لمنتدى الوسطية العالمية وغيره من المنابر يستطيع ان يلعب دورا في تكوينها. وذكر إبراهيم أنه شارك مع رئيس الحزب في اجتماعات سابقة مع الثوار بمصر وحذراهم من التجربة الإسلاموية السودانية التي كانت وبالا على البلاد. كاشفا أن رئيس الحزب نشر مقالة مهمة في النصح للمشهد المصري نشرت بصحيفة الأهرام، وأن وفد الحزب سوف يحمل مذكرة تفصيلية تطور ما جاء في المقال وتقدم النصح المطلوب. وقال: “للحزب موقف واضح من دول الربيع العربي وبحكم تكوينه ومواقفه المشهودة يتبنى مصالح الشعوب ويسعى للتغيير السلمي ويتكلم عن علاقة استراتيجية لعلاقتنا مع مصر والإقليم”. وقال إبراهيم إن حزبه أحدث اختراقا في العلاقة مع مصر قاطعا بأن العلاقات بين البلدين كانت مقتصرة في الماضي على ملف الاستخبارات، أو التجارة، أو السلطة الحاكمة قائلا (كانت العلاقة مع مصر محصورة في الماضي في الاستخبارات او بعض التجار او العلاقة مع السلطة ولكن الحزب بدا علاقة شعبية مؤسسة على الندية والحوار مع النخبة ومراكز التفكير والجامعات في مصر وللسيد الامام دور مؤثر جدا هناك حتى أصبح جزء من الحركة الثقافية الفكرية في مصر). وأضاف: (إن علاقة السودان بمصر يجب ان تجد الاهتمام على المستوى المجتمعي لأن مصر تمر بمرحلة عسيرة وقيادة الحزب قادرة بثقة النخبة المصرية فيها ان تقدم العديد من النصائح) مؤكدا أن الثورة المصرية تفتقد القيادة والبرنامج. وقال إن هناك خوف في مصر من سيطرة الاخوان لدى المثقفين والاقباط وقطاع السياحة والمراة المصرية وأضاف: (نريد ان نقدم لهم نصيحة عن التجربة الإسلاموية في السودان وما شابها من أخطاء فادحة). وقدم المهندس صديق الصادق المهدي رئيس اللجنة الاقتصادية للمكتب السياسي لحزب الأمة في المؤتمر الصحافي تقريرا عن قراري رفع الدعم عن المحروقات وتعويم الجنيه (نص التقرير نشر في (حريات) أمس) مؤكدا فيه التخبط وأن القرارين خاطئان وسوف يثقلان على كاهل المواطن وكان يمكن تلافيهما بسياسات أنجع قاطعا بعجز النظام الحالي عن مجابهة التحدي الاقتصادي، داعيا إلى إجراءات اقتصادية معينة وحاضن سياسي يتمثل في نظام جديد. وعلق صديق على ما قاله أمين حسن عمر من أن سعر الدولار سيؤدي لخفض الأسعار بأنه (خم، ولف ودوران) شارحا بأن الدولار عملة للاستيراد فرفع سعر الدعم سوف يزيد سعر السلع للمواطنين وهذا ما نعيشه الآن.