قال المشير عمر حسن البشير أمس السبت 7 يوليو ان دستور السودان الجديد سيكون اسلاميا بنسبة مئة في المئة ليكون مثالا للدول المجاورة والتي شهدت بعضها فوز احزاب دينية بالسلطة بعد انتفاضات شعبية. وفي كلمة لزعماء الطرق الصوفية في الخرطوم اشار البشير الى ان دستور السودان الجديد خلال فترة ما بعد الانفصال قد يساعد في توجيه التحول السياسي بالمنطقة. وقال عمر البشير انه يريد ان يقدم دستورا يمثل نموذجا للدول المجاورة واضاف ان هذا النموذج واضح فهو دستور اسلامي بنسبة مئة في المئة. وقال عمر البشير الذي يواجه تظاهرات تدعو الى اسقاطه انه سيتم تشكيل لجنة تضم كل الاحزاب والطوائف الدينية والصوفية لاعداد دستور. ويبدو ان هذه خطوة لتهدئة استياء احزاب المعارضة الاخرى والتي مازال كثير منها تهيمن عليه شخصيات اسلامية بسبب احجام البشير عن تخفيف قبضته على حزب المؤتمر الوطني الحاكم. ولم يحدد موعدا للدستور الجديد. وعلق محلل سياسي ل (حريات) إن الشريعة الإسلامية كان منصوصا عليها أصلا في الدساتير الإنقاذية منذ دستور 1998 ودستور 2005 الانتقالي الذي نص على أن شمال السودان (أي السودان حاليا) يحكم بالشريعة الإسلامية، ولكن البشير رجع ووصف تلك الشريعة التي طبقوها بأنها دغمسة في خطابه بالقضارف قبل عامين حيث جعل الشريعة في تدابر وتضاد مع التنوع الثقافي واعتبر أن الشريعة غير المدغمسة سوف تقضي على حديث التنوع، مع أن الدين الإسلامي يجعل التنوع من آيات الكون (ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم) وهذا التضاد في تصور البشير بين الدين والتنوع هو الذي أدى لتفجر الحروب في دارفور ثم جنوب كردفان ثم النيل الأزرق وهو الذي ينذر بأن استمرار خطابه الجهول الحالي معناه تمزق البلاد الحتمي. وقال المحلل: وللأسف هذا الخطاب الضار غير صادق فهو مستخدم للتغطية عن العجز وابتزاز المشاعر الدينية للعامة، ولكن خطأ سياسات وفساد الإنقاذ لا يمكن التغطية عليها بدعاوى الحفاظ على الشريعة الإسلامية، فحديث الدستور الإسلامي خرقة مسحت بها الإنقاذ الأرض على مدى 23 عاما وصارت بالية ولن تستطيع التغطية على الفشل الذريع في كافة الملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية مما جعل البلاد تتصدر قوائم الدول الفاشلة والفاسدة والمقيدة للحريات، وأضاف: إن الشعب السودانى لن تنطلى عليه هذه الخدع والنموذج (الإسلامي) الذى قدمته الإنقاذ للمنطقة جعل رئيس مصر يتبرأ منها ويطمئن ناخبيه بانه لن يدعم الإنقاذ ويكفى أن سياسات الإنقاذ التى تدعى الذود عن الاسلام والعروبة دفعت بالشباب والأسر السودانية لإختيار إسرائيل وطناً لهم فالسودان ثانى بلد للهجرة غير الشرعية الى إسرائيل.