نظمت مجموعة ( سائحون ) – احدي تشكيلات الدفاع الشعبي – لقاءا ل ( مجاهدي ) الحركة الاسلامية مساء السبت 14 يوليو بقاعة شركة النيل بالمقرن في الخرطوم . وضم الملتقي اكثر من 500 مجاهد , من ابرز الذين قاتلوا في الجنوب ,ومن تياراتهم الرئيسية الثلاثة ,تيار الذين انضموا للمؤتمر الشعبي , والذين ظلوا في المؤتمر الوطني , واولئك الذين قاطعوا الطرفين ( وهم الاغلبية ) . وقال مصدر مطلع ل ( حريات ) ان مناخ اللقاء كان مشحونا بالمشاعر ورافضا للاوضاع التي الت اليها البلاد من فساد وتخريب تحت ظل سلطة الانقاذ . وتحدث في اللقاء ابرز رموز ( المجاهدين ) منتقدين للاوضاع القائمة .وقال الناجي عبد الله – امير المجاهدين في المؤتمر الشعبي - (إن لقاء المجاهدين لا ينبغي أن يكون للبكاء على الماضي من دون النظر لمستقبل الحركة الإسلامية، ونحن نريد من مجموعة (سائحون) أن تتقدم بمبادرة لحل المشاكل ). وقرر المجتمعون عقد لقاء اخر بعد شهر يضم المجاهدين من الولايات ويبلور موقفا سياسيا مشتركا . وفيما يتوقع بعض المراقبين اعتقال المجموعة التي تنظم اللقاء خلال هذا الشهر , رأي اخرون ان مثل هذا الاجراء الذي تفضله الاجهزة الامنية ربما يؤدي الي عواقب وخيمة علي سلطة الانقاذ . وسبق ووقع عدد من حضور الملتقي مذكرة عرفت في الاعلام بمذكرة الالف مجاهد تدعو لاصلاحات شاملة في البلاد ,ورغم طابعها المحافظ وتأييدها لانقلاب 30 يونيو 89 الذي ادي الي الفساد والانحطاط الشاملين ,الا ان المذكرة في المقابل دعت بوضوح الي قبول النظام الديمقراطي التعددي . وعلي صدي هذه المذكرة تقدم مثقفون اسلاميون بمذكرة اخري اكثر جذرية دعت الي المفاصلة مع سلطة الانقاذ والعمل مع الاخرين لاسقاطها واستعادة النظام الديمقراطي . وعرفت محموعة ( سائحون ) في الدفاع الشعبي في التسعينات باعتبارها الاكثر اخلاصا ومبدئية ,وقيادتها باشخاص يناقشون القضايا السياسية والاجتماعية ولا يكتفون بتلقي الاوامر , ولهذا استهدف متنفذو الانقاذ المجموعة وشتتوا قياداتها ووزعوا افرادها . ويعتبر التئام المجموعة من جديد ودعوتها للقاء السبت تطورا هاما وحاسما في مسيرة نظام الانقاذ , فلم يعد يستطيع المتاجرة ب ( الجهاد ودماء الشهداء ) لاستمرار فساده واستبداده , حيث يعترض ( اخوان الشهداء ) من المجاهدين علي الاوضاع القائمة , ومن الجانب الثاني فان الاكثر مبدئية وسط الاسلاميين بدأوا يميزون صفوفهم عن الانقاذ ,ولم يتبقي للنظام سوي الانتهازيين والطامعين وهؤلاء يولون الدبر في لحظات المواجهة الحاسمة . هذا وسبق وابدي ضباط القوات المسلحة وضباط الشرطة في اجتماعات متعددة ومذكرات تذمرهم مما الت اليه الاوضاع في البلاد ,خصوصا من تفشي الفساد وسيطرة المفسدين علي المفاصل السياسية والادارية بالقوات النظامية . وتوفر هذه التطورات فرصة لبلورة اجماع وطني لازم لانجاح الانتفاضة و اسقاط النظام واستعادة الديمقراطية .