السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثعلب سعد أحمد سعد…ولوثة الريال السعودي!!
نشر في حريات يوم 01 - 08 - 2012

عندما يقرأ القارئ ماذا يكتب وكيل الوهابية فرع السودان …سعد أحمد سعد في صحيفة الغفلة التي لهثت خلف ريالين سعوديين لسنوات وسنوات كأفضل شحاذ إقليمي…حتى سمح لها آل سعود بتوزيع نسخة خاصة بالمهلكة، ولكن ليس قبل أن يثبت مالك الصحيفة إخلاصه لأمراء وشيوخ نجد.. ويغنى ويغرد بدرر بن تيمية، يجزم القارئ أن السودان في وقتنا الحالي يحتاج إلى انتفاضتين – انتفاضة سياسية وأخرى انتفاضة دينية.
الانتفاضة السياسية معروفة لجيلين كبيرين من السودانيين…فالسودانيون حققوا سابقا انتفاضتين سياسيتين، ولكن ماذا عن الانتفاضة الدينية؟
نعم المطلوب انتفاضة دينية في السودان ضد الخط الوهابي وضد كل ما يمت للوهابية السعودية بصلة وهي ضرورة تعادل الانتفاضة السياسية، ونقول بالفم المليان…أن الانتفاضة السياسية الثالثة قد تختلف نوعيا عن أخواتها السابقات، لأن القابضين على مقدرات البلاد الآن هم من صنف الثعالب الدينية الماكرة التي تهوى صيد الديوك – كما كتب الشاعر المصري التركي الأصل أحمد شوقي في دفاعه عن الديك التركي “الملك فؤاد الأول” بقصيدته العصماء في الثعلب الكبير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. برز الثعلب يوما…وإليك القصيدة:
برز الثعلب يوما….في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهدي ……..ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله ……اله العالمينا
يا عباد الله توبوا…..فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير …….إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن ……لصلاة الصبح فينا
فأتى الديكَ رسولٌ …..من إمام الناسكينا
عرض الأمرَ عليه….وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك عذرا……يا اضل المهتدينا
بلغ الثعلب عني ……..عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التيجان…..ممن دخل البطن اللعينا
إنهم قالوا وخير ……….القول قول العارفينا
مخطئ من ظن يوما…..أن للثعلب دينا
الثعالب الدينية تجيد المكر والمراوغة وتحتاج إلى صياد ماهر كالرئيس السوري بشار الأسد الذي يفهم في أبجديات الدين والتاريخ وفن سحق خصومه من الثعالب الدينية المراوغة. ففي ثلاثة ساعات فقط سحق بشار الأسد 3000 ثعلبا سعوديا وعربيا وأجنبيا في مزرعة دمشق. فكم يصطاد في مزرعة حلب، وكم سيحصل بشار بالمجموع من فراء الثعالب؟
لذا أزداد هياج المنظمات والمؤسسات الغربية والعربية والعبرية المنافقة من حماة “البيئة والحيوان” ودقوا الطبول خوفا من انقراض الثعالب في حلب.
كتب أحد ثعالب آل سعود السودانية سعد أحمد سعد التالي:
بالرغم من أن العالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص بدأ يحصد ثمار مجاهدات قرنين من الزمان وأن ثوراته الإسلامية بدأت حقاً في تبديل وجه الأرض وأن بعض ثمار هذه الثورات والمجاهدات كان تشتيت الحزب الجمهوري شذر مذر حتى بدأوا أخيراً يتجمعون بفعل السحر الأمريكي المسمّى بالدولار وبسبب الانكسار والانبطاح الإنقاذي.. ولكن رغم ذلك فنصيحتي للأخ عبد الله النعيم أن دع المعارك الفكرية لا تخرج لبغيتها.. وعش في جامعات أمريكا طاعماً وكاسياً وهانئ البال.
يقول الثعلب سعد: مجاهدات قرنين من الزمان..وتبديل وجه الأرض!! لقد صدق الثعلب. فمملكة الوهابية التي زرعتها بريطانيا كمزرعة للثعالب في صحراء الجزيرة العربية عمرها قرنين من الزمان وبدأت بريطانيا تحصد ثمارها من تكاثر وتوالد الثعالب الماكرة التي تلبس لباس الواعظين تماما كسعد أحمد سعد. فالوهابية هي دين الثعالب الجديد.. هكذا قال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي أن الثعالب تتقنع بقناع الإسلام:
بعنوان: “أقنعة إسلامية.. تراهن على خنق الإسلام والقضاء عليه”، كتب البوطي نداءه بعد تفجير مجرمي القاعدة لقطار أسبانيا التالي، أيها الناس:
بوسعي أن أقول لكم – دون تزيد ولا مبالغة – إننا نشهد اليوم استيلاد إسلام جديد لا عهد للقرآن به، ولا علم لمحمد صلى الله عليه وسلم بشيء منه.. إن استيلاده يتم على أيدي أناس هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بلغتنا، ويشدون أزرهم إلى تاريخنا الإسلامي العريق. غير أنهم، في أفكارهم وسلوكهم، ليسوا من الإسلام الذي تنزّل به القرآن في شيء.. إنهم ماضون في نسخه بالبديل الذي تهواه أنفسهم، ويستجيب لرعوناتهم، ويشفي غليل أحقادهم.
الإسلام الذي تنزل به القرآن، صاغه الله رحمة للعالمين، وهذا الذي يستولده أدعياء الإسلام وأعداؤه يراد له أن يكون نقمة وبلاء للعالمين..ونقول نحن: هل هنالك صراحة أكثر من هذه؟
وماذا كان يقول رئيس كبار هيئة الثعالب في المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة؟
كان ابن باز يقول إن عصاي هذه أفضل من قبر رسول الله صلى الله عليه واله ….وجاء أبناؤه ليفاضلوا بين ولي العهر نايف بن عبد العزيز في وفاته وبين وفاة رسول الله أرواحنا فداه.
الثعلب سعد أحمد سعد يمدح الوهابية التي تكفر بمحمد وتحقره على استحياء ولا يأتي بذكرها صراحة على لسانه أو قلمه. سعد يمكر ولا يستطيع مدح الوهابية والإتيان باسمها صراحة، فهي طبيعة الثعالب التي تغلب عليه. وعوضا عن اسم الوهابية صراحة يستعيض الثعلب سعد بخداع قرائه المساكين بمدح نبي الوهابية بن تيمية، ولا يفهم القراء المساكين أن بن تيمية والوهابية شيء واحد. ومع ذلك فالثعلب سعد أحمد سعد يقبض الريالات الوهابية السعودية بيديه ورجليه وأسنانه بخفية تامة، وكثيرا ما وبخهم ووصمهم كبير الثعالب المقبور ولي العهر نايف بن عبد العزيز بالجحود، وكما قال: لا يحفظون جميل المملكة وخيرها عليهم كبير!.
نحن لا ندافع عن الجمهوريين فهم أولى وأقدر بالدفاع عن أنفسهم، ولكننا نقف موقف الناصر للحق الموهن للباطل كما قال الإمام علي. فشيخ الجمهوريين محمود محمد طه الذي أهدر دمه ثعالب آل سعود ظلما لم يدعي يوما أن عصاه أفضل من قبر النبي صلى الله عليه وآله. من أين يحق لسعد أن يطعن فيه أو في تلاميذه أو تنظيمه؟ ألا يحق عليه أن يطعن في الجاهل الأعمى عدو الله ورسوله المقبور بن باز الذي يرى عصاه أفضل من قبر المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة؟
ومما قاله أيضا أمير المؤمنين عليه السلام: ليس كمن طلب الحق فأخطأه، كمن طلب الباطل فحصله!
أشهد الله تعالى ورسوله أنك يا سعد أحمد سعد ثعلب صغير وعلى باطل، وأنك وأرباب نعمتك وشرابك ومطعمك من الوهابيين تطلبون الباطل وعلى علم تام بباطلكم وتفتخرون بحصولكم على الباطل، ولكن هيهات!!
معركة حلب هي بداية الناهية لمزرعة الثعالب السعودية الصحراوية على يد الرئيس بشار الأسد…سيطحنكم طحنا، فأبشر بهلاك أخوانك من الثعالب. وبعد حلب لن تقوم لآل سعود بعدها قيامة – بل سيبدأ العد التنازلي لسقوط “المهلكة” سقوطا مدويا. وكأني بك يوما وصندوقك المالي فارغ من الريالات؟ من أين ستأتي بريالات السحت السعودية؟ وأي شريعة بدلا من شريعة آل سعود ستدعم؟
لا أرى في الأفق حلا لك ولصندوقك لدعم الشريعة سوى الدولار الأمريكي ودعم دين “البيت الأبيض” الجديد – وقد مولت واشنطون حملة محمد مرسي الانتخابية ب 50 مليون دولارا.
نعم أيها الشعب السوداني، متى تستفيقوا وتفهموا أن السلفية الوهابية ومشتقاتها ليست من أهل السنة والجماعة!! وإنها الوهابية تستهدف المذاهب الأشعرية الأربعة لمحقها قبل استهدافها الشيعة، وما “التهييج” على الشيعة إلا تكتيك سياسي وديني “خبيث” لمحق المذاهب الأربعة الأشعرية الأربعة وافتراس وإسقاط أهل السنة في حبالها، بينما واقع الأمر بين أن الوهابية لن تستطيع هزيمة الشيعة قط؟
ألا تصدقونني؟
خذوا محمد ناصر الألباني رب الوهابية ومرجعها الرسمي في الحديث يستنكر أن النبي صلى الله عليه وآله أفضل الخلق وهذه صورة مصورة من كتابه: التوسل وألوانه، ص 149، و “الدكتور” المذكور يقصد به محمد سعيد رمضان البوطي.
هذا غيض من فيض وهذه عينة فقط، وهنالك عشرات المئات من الأمثلة للوهابية وآل سعود يحقرون فيها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وتشف عن بغض عجيب!! لا تجد طريقها إلى الإعلام المسيطر علهي خليجيا أو محليا من قبل طوابيرهم الخامسة والسادسة والسابعة الخ. وعلى السودانيين أن يشغلوا عقولهم، ما هو الاختلاف الجوهري الذي تخبئه الوهابية ويستحق عليه المسلم السني الأشعري التكفير أو الذبح؟ على أي شيء تعتمد دفوعات الوهابية في تبرير مذابحها إن لم يكن على تكفير الأشعرية سرا، طبقا لشعارهم الخفي: أن المذاهب الأشعرية تدين بدين غير دين الأنبياء؟
علماء الشيعة وجمهورهم هم الأقدر على هزيمة البقية الباقية من الوهابية في القرن الحادي والعشرين، فإرهاصات المعركة التي تدور رحاها الآن في سوريا هي من العمق الإستراتيجي البعيد تماثل كسر العظام. هذه الحرب هي عنوان لمعركة وجودية ما بين الشيعة والسنة الأشعرية المستبصرة معا ضد الوهابية، حتمية هذه الحرب سببها سقوط ورقة التوت وأقنعة الدين الوهابي المزيفة، ووضوح الرداء الصهيوني الصليبي الحديث الذي يتدثر به آل سعود وأنظمة الخليج عامة. فاستهداف سوريا وعقاب الشعب السوري المقاوم والصامد لتحوله من راية أموية في وعي العرب التاريخي، إلى حالة معاكسة كحاضنة لراية آل بيت محمد، دافعه الرغبة في فك خط المقاومة والرباط الإستراتيجي ما بين سوريا وحزب الله وإيران وسحقهم جميعا إن استطاعوا لصالح دولة إسرائيل التي تحمي هذه الأنظمة الخليجية العميلة.
فهل لا يعلم الثعلب سعد أحمد سعد بكل هذا؟ بلى إنه يعلم، ويعلم أن الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية والتركية والقطرية والسعودية هي التي تجهز الثعالب الحربية التكفيرية على الحدود وداخل سورية بالمال والسلاح والدعم اللوجستي!! ومع ذلك يعاير الثعلب سعد أحمد سعد الدكتور عبد الله النعيم بأمريكا ودولارها؟! فهل غزا الجمهوريون سوريا على الأجنحة الصهيونية والأمريكية؟
كيف علقوا الجرس في عنق عمر البشير؟
بعد تلك الجلسات الخاصة جدا مع عبد الحي يوسف وغيره، الرجل الآن يأخذ دروسا ومحاضرات دينية لدى ما يسمى “مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر” ويحضر ماجستيرا بجامعة الجزيرة في الأنظمة الإسلامية، ومكتبه بالقصر الجمهوري ملئ وليس فيه شيء سوى كتب الوهابية لزوم المذاكرة والإطلاع والتحضير للماجستير الوهابي!!
الذئاب السعودية والقطرية لا تقبل فقط بهذا الماجستير…خاصة لو كان من جامعة غير معترف بها مثل جامعة الجزيرة، يريدون المزيد…مثلا جامعة محمد بن سعود!! هذا بالرغم من أن ثعالب الوهابية المحليين سيطروا على كافة مفاصل السودان ودولة المؤتمر الوطني بل على كل شيء تقريبا، حتى فحص ومنع الكتب في مطار الخرطوم وانتهاءا بغلق الانترنيت على كتب كبار علماء الإسلام من لا يرغبون فيهم وجميعهم كشف زيف بن تيمية والوهابية؛ مثل كتب ومقالات وفتاوى حجة الإسلام الشيخ الأزهري العلامة يوسف الدجوي 1870-1948م المتخصص في أصول العقيدة، ويكفي أن تعلم أن له كتابا بعنوان: «صواعق من نار في الرد على صاحب المنار» – طبعة القاهرة 1354ه/ 1935م، حتى يغلقوا على الكتاب وصاحبه!! وصاحب المنار المذكور في عنوان الكتاب ليس سوى العميل المشهور لآل سعود محمد رشيد رضا.
تغلق الهيئة القومية السودانية على يوسف الدجوي؟ يا لفضيحة المؤتمر الوطني؟!
وهنا علينا أن ننتبه لنقطتين!! يوسف الدجوي قطعا ليس شيعيا – وما يثبت عظمة هذا الرجل وعبقريته أمران. إنهم أي ثعالب الوهابية لا يأتون بذكر أسمه أو سيرته قط – مقارنة بهجومهم المتواصل على محمد عبده وطه حسين الخ- حتى لا ينتبه المسلم التقليدي والاعتيادي لهذه الشخصية المفكرة العظيمة التي دافعت عن عقيدة الإسلام الصحيحة ودحض الوهابية ومزقها تمزيقا. وثانيها، عندما يميل مذهب ما مثل المذهب الوهابي وأتباعه من الثعالب إلى الحيل والخدع لحجب الخصوم الفكريين أو حجب كتبهم، فهو مذهب غير جدير باعتناقه أو إتباعه. فكيف بالله يعتنقه رئيس جمهورية السودان الذي ما زال يأخذ دروسا في الدين من عبد الحي يوسف، ومع ذلك يرغب في الحصول على ماجستير في كيفية بناء دولة سلفية وهابية؟
عندما تقرأ ليوسف الدجوى تتكشف وتتعرى لك كل شيطنة الوهابية وسفاهاتها العقيدية.
أما الكاتب عبد الغني بريش اليمي لا شك أنه سقط ضحية المدعو ارنو نقوتلو لودي الذي ربما يكون غواصة للمؤتمر الوطني.
فقصة ال 20 دبابة قطرية هي أضغاث ظلوط!! إشاعة دخانية أطلقها المؤتمر الوطني للتمويه – لأن العلاقة ما بين السودان وقطر هي في الحضيض، ولا يرغب المؤتمرجية أن يكشفوا إنهم معزولين إقليميا وأترك دوليا!! فالعلاقة مع قطر شبه مقطوعة وفي درجة الصفر وربما دون الصفر أي بالسالب. لم تفهم المعارضة السياسية بعد أن المؤتمر الوطني يجيد اللعب بإطلاق الإشاعات والحيل الإعلامية. السودان الآن معزول من قبل النظام المصري، والفلسطيني (حماس)، والتونسي، والليبي..وحتى الجزائر التي لا تعتبر ضمن “الربيع الإسلامي” رفضت أن تمد السودان بقروض. بتعبير مختصر، لا المؤتمر الوطني ولا الشعبي مرغوبان من قبل أنظمة “الربيع الإسلامي” بتحريض من قطر وجوزيف القرضاوي.
ويمكن الاستنتاج أن محادثة الترابي التلفونية مع راشد الغنوشي هي لفك هذه العزلة المضروبة على حكومة السودان وربما قدم الترابي “تنازلات” لشروط راشد الغنوشي من كل نوع ووعد ب “إصلاحات” تطالب بها قطر ومؤسسات القرضاوي وجميعهم يقود “الربيع الإسلامي” – لذا زيارة البشير الحالية لقطر هي بناءً على هذه المحادثة لفك العزلة. الترابي في كل الأحوال تحدث ضمنا نيابة عن المؤتمرين الوطني والشعبي.
ما هي هذه الشروط القطرية الغنوشية؟ أولها وكما بشرنا بها علي كرتي قبل عام في حضور الأسد في بدء الأزمة السورية وعند تجميد عضويتها بجامعة نبيل العربي، قال كرتي للأسد في حضوره: «إن التفاوض مع الغرب هو الطريق الأسلم للخروج من أزماتنا»، فقال احد أعضاء الوفد السوري «إن التفاوض أدى إلى اقتطاع جنوب السودان ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه». في نظر دولة قطر لا يكفى التفاوض أو التفاهم – بلغة الرقص “الوطني”، المطلوب التطبيع مع الدولة الصهيونية والتحالف مع واشنطون بشكل صريح مثلما تركيا ومثلما كشفت مؤخرا دول الخليج عن وجهها الصهيوني الأمريكي.
وتأتي في قمة الشروط القطرية وسعودية والخليجية عامة على حكومة السودان إبداء العداء السافر ضد الشيعة وضد إيران بشكل قوي وفعال وصريح – هذا الشرط الدونكشوطي غريب، فكل دول الخليج بها مواطنين شيعة وكل دول الخليج لها علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية بإيران القوية. فلم يمنع السودان نفسه ما هو حلال لهم؟
ولعلنا نقول، حتى لو تحالف السودان مع إسرائيل ووضع قواعد عسكرية أمريكية على أراضيه فلن ترضى واشنطون عن المؤتمر الوطني. ورغم أن عمر البشير ورجال حزبه يلهثون لرضا واشنطون، ولكن ما يحيرهم ولا يفهمونه هو عداء واحتقار واشنطون الثابت لهم. بمنطق السياسة المجردة، المؤتمر الوطني هو أفضل نظام في نظر واشنطون، ففضلا عن كونه “أزمة” تحيل دولة السودان وشعبه إلى رجل مريض، يلعب المؤتمر الوطني لهم دور الآلة الصماء لمزيد من تقسيم السودان – بعلمه أو غير علمه. ولحسن حظ السودانيين وإحباط واشنطون أن الأقاليم الثلاثة الملتهبة لم تعلن الانفصال – وخذ معها الإقليم الرابع شرق السودان الذي يتململ ضد المؤتمر الوطني. ومع ذلك يهول المؤتمر الوطني وصحفه عن رئيسهم ويطلقون الأكاذيب على أنه هو الضمانة لوحدة السودان.
أما غضب دولة قطر الفعلي -ودول الخليج بشكل عام- على دولة المؤتمرجية يعزى ليس إلى لصوصيتها وشغفها لنهب المال فحسب، وإنما أيضا لذبذبتها وعدم ثبات القرار السياسي فيها ولكون عمر البشير وجوقته يرقصون على كل الحبال. لذا من منظور إستراتيجية الهيمنة الخليجية البحتة فكل التنازلات التي قدمها عمر البشير للسعودية ولقطر (الدولة السلفية الوهابية الثانية بعد السعودية) من أجل “وهبنة” و”سلفنة” السودان لا تعد تكفي في نظرهم وحتى لو تحصل عمر البشير على ماجستير أو دكتوراه في كيفية إنشاء دولة إسلامية سلفية. ما لا يدركه الخلايجة أو غيرهم، يعزى “فقه الرقص على الحبال” إلى عقلية السمسرة في المشروعات والنهب المصلح في شرع المؤتمرجية، وتعتبر القروض والمشرعات الأجنبية عبر الاستثمار المباشر هي المفضلة لديهم ويسيل لها لعابهم.
فمثلا ما كاد يجف توقيع أحمدي نجاد على بروتوكولات مشاريع اقتصادية مشتركة بين البلدين في زيارته الأخيرة، حتى ظهر “الشبح القطري” و”جواسيسه” ومسح بسبورة مخ البشير bashier`s tabula rasa، فكانت “وصلة رقص” وضعت على أثرها هذه البروتوكولات الإيرانية السودانية على الرف!! إفهم السر، الإيرانيون لا يسمحون بالنهب المصلح!! ولكن هل تفي قطر بوعودها مقابل تعطيل البروتوكولات الاقتصادية الإيرانية؟ قطعا لا. الابتزاز القطرائيلي للسودان هو ابتزاز حربائي يهودي شايلوكي طويل النفس..لا يكتفي فقط بقطعة اللحم أو دم الضحية، بل لا يتركها حتى تصبح جثة هامدة. وأترك جانبا الملاحظة السابقة حين تضغط السعودية والإمارات وقطر والبحرين الخ على بقية الدول العربية لكي لا تقيم علاقات من أية نوع مع إيران، بينما علاقات دول الخليج الدبلوماسية وبشكل خاص العلاقات الاقتصادية قوية وضخمة مع إيران. فأهل الخليج المنعمين لا يستطيعون مثلا الاستغناء عن الفستق الإيراني أو شيوخهم عن الكافيار الإيراني اللذان يعتبران الأفضل في العالم!! واسأل عمر البشير وأين مصلحة السودان ولماذا لا يستفيد السودان من إيران؟ هل يمكن مقارنة التقدم الإيراني على كافة المجالات والأصعدة بدول الخليج – التي هي دول مستهلكة فقط؟
عموما الخلايجة يجيدون الرقص ويتفوقون على فيفي عبده ويرقصون على كل الحبال، ولكنهم لا يحبون غيرهم أن يرقص!! المطلوب خليجيا من دولة السودان أن تقطع علاقتها بإيران كلية مثلما فعل عميلهم حسني مبارك، وأن تركب دولة السودان مثلا سرج الحرب الدائرة ضد سوريا فعلا وبحق وحقيق وليس لفظا يتيما لعلي كرتي الخ ومع ذلك لن ترضى عنهم لا دول الخليج ولا أمريكا!!
وماذا كانت محصلة رقص المؤتمر الوطني على كل الحبال؟
لا شيء، فقدوا ثقة إيران وسوريا وثقة شعوب المنطقة المنحازة لكتلة المقاومة عربيا وأفريقيا بينما كتلة روسيا والصين “البريك” لا تأخذهم بجدية، وانتهى رئيسهم مطاردا دوليا بجريمة العنصرية والتصفية العرقية، ورائحتهم وشهرتهم في نهب المال العام والفساد تزكم الأنوف إقليميا ودوليا، وانتهى حالهم كفريسة سهلة أو رهائن في مستنقع املاءات الدول الخليجية الساقطة في حضن الصهيونية، حتى دول “الربيع الإسلامي” الحليف الإستراتيجي لدول الخليج تبرؤوا منهم.
هل كل ذلك لا يعرفه الثعلب سعد أحمد سعد؟
بلى يعرفه. نقول له أترك الكتابة لخبازينها وأترك المؤتمر الوطني في حاله فلا أنت معارض له ولا أنت مؤهل لكي تحكم السودان مستقبلا، واسمع لنصيحة الزعيم عادل إمام بعد الذي حدث ويحدث في سوريا وانكشاف الدور السعودي القطري الصهيوني وهم أرباب نعمتك… وأرباب ما تطعمه في جوفك من مال سحت..لأنك لن تقنعنا بنفاقك وبمقالاتك الفجة والضعيفة.. لذلك خذ نصيحة عادل إمام “اتكل على الله واشتغل …رقاصة”..
شوقي إبراهيم عثمان
العبارة الأخيرة لعادل إمام مستلفة من نارام سرجون من مقالة جيدة له ستأتيكم لاحقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.