توصل السودان وجنوب السودان الى حل لخلافهما حول قضية النفط التي توتر علاقاتهما بعد سنة من استقلال جوبا وذلك بعد ساعات من زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت بالاتفاق قائلا انه “يفتح الباب امام ازدهار اكبر لشعبي البلدين” كما ورد في بيان اصدره البيت الابيض. ومن لندن وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت الاتفاق بانه “اختراق سيكون حافزا لاقتصاد البلدين” مرحبا “بروح التسوية” لدى الطرفين. واعرب اوباما عن “امتنانه” لجهود الاتحاد الافريقي بقيادة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي الذي تولى الوساطة بين البلدين. واشادت كلينتون ب”شجاعة قادة جمهورية جنوب السودان في اتخاذ هذا القرار”. واضافت الوزيرة الاميركية “كان ينبغي تجاوز هذا المأزق من اجل مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته الى مستقبل افضل في ظل تحديات اخرى مقبلة”. وبعد ساعات من زيارة كلينتون الى جوبا، اعلن مبيكي ليلة الجمعة السبت ان السودان وجنوب السودان توصلا الى حل لخلافهما النفطي الذي كاد ان يتسبب في اندلاع حرب بينهما الربيع الماضي. وقال مبيكي ان “الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، ولقد تم الامر”. واعلن استئناف انتاج النفط في جنوب السودان بعد انقطاعه في كانون الثاني/يناير بدون تحديد جدول زمني. ورحبت كاثرين آشتون، الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي بالاتفاق الذي توصل اليه السودان وجنوب السودان لحل الخلاف بشأن النفط. وقالت آشتون في بيان صدر يوم 4 اغسطس إن “هذا الاتفاق سيساهم في الديمومة الاقتصادية لكلا البلدين وفي صالح رخاء شعبيهما”. وهنأت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي حكومتي جوبا والخرطوم على “روح التوافق” التي تحلتا بها والتي بفضلها تم التوصل إلى هذا الاتفاق”، معربة عن أملها في أن تتسع هذه الروح لتشمل مسائل هامة أخرى بينها الحدود ومنطقة ابيي المتنازع عليها والترتيبات الأمنية. وأشادت آشتون كذلك بعمل الاتحاد الاوروبي والوساطة التي قام بها رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. وفضلا عن قضية النفط هناك خلافات بين السودانيين حول ترسيم الحدود ووضع المناطق المتنازع عليها فضلا عن تبادل البلدين الاتهامات بدعم حركات تمرد على اراضيهما. وكانت المفاوضات بين الطرفين برعاية الاتحاد الافريقي في اديس ابابا متعثرة حتى الان، حتى ان البلدين تجاوزا الثاني من اب/اغسطس وهي المهلة التي حددها مجلس الامن الدولي لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات. واوضح مبيكي ان امام البلدين مهلة تنتهي في 22 ايلول/سبتمبر لحل هذه المسالة التي ما زالت عالقة وحدد لقاء في ايلول/سبتمبر بين رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير لمناقشة وضع ابيي المتنازع عليها. وقال الوسيط الافريقي “تم التوصل الى اتفاق مع حكومة السودان في ما يتعلق بايصال المساعدات الانسانية الى النيل الازرق وجنوب كردفان، ما يعني اننا احرزنا تقدما حول هذا الملف”. وفي هاتين الولايتين، تسببت مواجهات متكررة بين القوات السودانية وفصائل متمردة بازمة انسانية خطيرة لدى الاف الاشخاص، وفق الاممالمتحدة. حتى ان كثيرين لجأوا الى جنوب السودان. واشاد اوباما بهذا الاتفاق داعيا الى “تطبيقه فورا لتقديم مساعدة انسانية الى الاشخاص في تلك المناطق”. وقال اوباما “اشجع الاطراف على الافادة من الاندفاعة الناتجة من هذا التقدم في محاولة لحل النزاعات المتبقية على الحدود والمسائل الامنية”، لافتا الى ان الولاياتالمتحدة ستواصل دعم الجهود من اجل “سلام دائم” بين السودانين.