تشيلسي يضرب ليفربول بثلاثية ويتمسك بأمل الأبطال    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية يقدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية حول تطورات الأوضاع    الخارجية القطرية: نجدد دعمنا الكامل لوحدة وسيادة استقرار السودان    الاعيسر:استخدمت في الهجوم سبع طائرات مسيرة انتحارية، شكّلت غطاءً لهجوم نفذته طائرة استراتيجية أخرى    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    حزب الأمة القومي: نطالب قوات الدعم السريع بوقف هذه الممارسات فورًا والعمل على محاسبة منسوبيها..!    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    مصطفى تمبور: المرحلة الحالية تتطلب في المقام الأول مجهود عسكري كبير لدحر المليشيا وتحرير دارفور    الجيش يوضح بشأن حادثة بورتسودان    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    بورتسودان وأهلها والمطار بخير    انتر نواكشوط يخطط لتكرار الفوز على المريخ    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معلومات مهمة عن السلفية في حوار (1-3)..
نشر في حريات يوم 21 - 12 - 2010

العناصر العربية والاسلامية التي دخلت البلاد التفت حولنا ومجموعة كمبو 10حرمت التعامل بالعملة الورقية ومزقت الاوراق الثبوتية ..
الظروف الداخلية والخارجية ولّدت الافكار الجهادية وشحن الشباب بالخطب الحماسية جعلهم يلجأون لتصنيع العبوات الناسفة ..
يعد الشيخ محمود عبدالجبار واحدا من أبرز أعمدة وركائز المدرسة السلفية الجهادية وظل مرتبطا بها لقرابة ال13 عاما وأكثر الكوادر المقربة من الشيخ محمد عبدالكريم وأسس معه في منتصف عقد التسعينات ما عرف وقتها ب( الجماعة الاسلامية المجاهدة ) … إلا ان الرجل انفصل عن السلفيين الجهاديين وكون لنفسه تنظيما أطلق عليه ( حزب اتحاد قوي الامة – أقم ) سودانيز اون لاين – جلست للرجل في حوار امتدت لقرابة ال5 ساعات كشف فيه الكثير من الخفايا والتفاصيل المرتبطة بنشوء وقيام السلفية الجهادية منذ دخولها للبلاد وحتي يومنا هذا .. وجاءت الافادات علي النحو التالي …
حوار : الهادي محمد الامين
الشيخ محمود متي التحقت بالسلفيين الجهاديين ؟
في الحقيقة قبل التحاقي بالجماعة السلفية أنا كنت منضويا تحت لواء حزب البعث العربي الاشتراكي بالعراق حينما كنت في بلاد المهجر ببغداد وكان ذلك في العام 1987م تقريبا ودخلت في معسكر خالد بن الوليد بكركوك حينما كانت الحرب العراقية الايرانية في أوجها وطبعا في ادبياتنا ان كل بعثي لا بد ان يكون قد تلقي تدريبا عسكريا متقدما وله قدرة علي حمل السلاح والاستعداد للقتال وقد تدرجت في هياكل الحزب حتي وصلت لمراكز متقدمة وجندت عددا كبيرا من السودانيين ببغداد للانضمام للبعث ووصلني صوت شكر واشادة من القيادة القطرية علي هذا المجهود وقابلت كذلك امين سر حزب البعث العربي – قطر السودان – وقتها الاستاذ بدر الدين مدثر واستمر الحال علي ذلك حتي قيام حرب الخليج الثانية واجتياح العراق للكويت في العام 1990م … طبعا بعدها عدنا للبلاد وظللت منقطعا عن القيادة القطرية بالسودان لأنني كنت أحاول الرجوع للعراق مرة أخري وسافرت الي مصر ومعي زوجتي لتكون القاهرة معبرا ومحطة للعودة لبغداد لكن الكثير من الظروف حالت دون سفري للعراق فطاب لي المقام بالقاهرة الامر الذي دعاني للبحث عن فرصة عمل لأعول اسرتي الصغيرة فعملت في شركة لانتاج ( الثريات ) – النجف وكنت متخصصا في هذا المجال كنت في ( المطرية مساكن شجرة مريم ) وهي واحدة من ضواحي القاهرة
وكيف حدث التحول من العلمانية الي السلفية ؟
.. وفي يوم من الايام مر علينا ضيف ملتح بلحية كثيفة ووضح لاحقا انه شقيق صاحب الشركة ( مخدمي في العمل ) فدخل معي في حوار مطول عن الدين واليمين واليسار وللحقيقة وقتها لم تكن لي علاقة بالدين ولم أكن أصلي وكنت أتعاطي الدخان ( علماني عديل ) فدعاني الرجل لاداء صلاة الجمعة معهم بالمسجد وكنت أفتكر ان صلاة الجمعة عبار ة عن لعب وللحقيقة تفاجأت من حديث الخطيب الذي أدهشني كلامه فلأول مرة أسمع خطاب سياسي يتناول قضايا الناس مربوطة بالدين ويتحدث من منظور إسلامي فنحن كنا نعتقد انه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين قضايا حقوق الانسان مثلا كنا نعتبرها من صميم منهج العلمانيين وليس للدين فيها نصيب لكن خطاب الشيخ عبدالراضي امين وهو من كبار السلفيين.. لكن ما زاد من حيرتي حينما خرجت من المسجد فوجدت البلد ( برة ) كلها حكومة فالشرطة والامن بقواته مطوقان المسجد ومحاصر بسيارات تحمل السلاح .. فعلي طول عرفت ان هناك خطبا ما طالما ان القوات الامنية تقوم بهذا الاجراء فكان هذا الموقف بالنسبة لي مبعث استفهام لم أعرفه إلا بعد فترة لاحقة !! المهم بعدها انخرطنا في حلقات التلاوة والدروس المسجدية ووجدت ان علماء مصر متقدمين للغاية في فهمهم وفي طريقة دعوتهم فهم علي سبيل المثال يرتدون البدلة والكرافته ووجدت كذلك علماء أفذاذا مثل وجدي غنيم الذي ألقي لنا محاضرة قيمة وكذلك دروس الدكتور جمال عبدالهادي وذلك قبل اعتقاله حينما فكر في تكوين حزب الوسط وهو رجل متخصص في السيرة النبوية والتاريخ الاسلامي وله القدرة في ربط أحداث الماضي بوقائع الحاضر وكيفية الاستفادة من الفكر الحركي في تحول الامة والتقيت خلال هذه الفترة بفوزي السعيد وتعرفت علي الشيخ محمد عبدالمقصود وسرعان ما وجدت نفسي بعدها ضمن المنظمومة السلفية خلال 7 شهور …
وبعدها ماذا حدث لكم ؟
طبعا تزامن ذلك مع حادثة اغتيال الدكتور فرج فودة علي ما أذكر في العام 1992م كانت الصحوة الاسلامية في اوج عظمتها وانتظمت كافة البلاد العربية والاسلامية خاصة في الخليج العربي ومصر وكانت حركة الصحوة عارمة وقوية في القاهرة ووسط الشباب المصري تصادف ذلك ان تعرفنا علي الشيخ أحمد انور في محافظة القليوبية حيث تم اعتقالي من قبل قوات الامن العام حيث تم استجوابي والتحري معي هم كانوا يسألونني باعتبار أنني من أتباع الدكتور الترابي وأرسلوني لمصر من أجل التجسس عليهم وظنوا انني حركة إسلامية وأنا استغربت لهذا الربط حيث لم تكن لي أي علاقة بالاخوان المسلمين ولا بالدكتور الترابي وأوضحت لهم ذلك لكنهم لم يقتنعوا وبعدها عرفت أنني مراقب من قبلهم فنصحني البعض بأن أذهب للسفارة السودانية لأن عائلتي معي وبالفعل التقيت بطاقم السفارة وشرحت لهم ابعاد القضية فنصوني بمغادرة مصر والرجوع للسودان ان لم يكن خوفا علي نفسي فعلي الاقل علي أسرتي (زوجتي وبنتي ) وبالفعل بدأت اجراءات السفر والاستعداد للمغادرة وقبلها قابلت السلفيين الذي ركزوا علي نصحي بضرورة نشر الفكر السلفي في السودان فعدت عن طريق القطار من القاهرة الي اسوان عبر الباخرة من اسوان إلي حلفا القديمة …
وحينما عدت للبلاد هل بدأت في نشر الفكر السلفي ؟
طبعا فور عودتي كنت متشوقا للبحث عن عمل يشابه ما اعتنقته من أفكار سلفية وجدت أنصار السنة لكن وللحقيقة لم أحس بأنهم مطلبي ومبتغاي وجاءني إحساس انهم ليسوا من تتطابق أفكارهم مع أفكاري وفي أحد الايام قابلني كمال محمد عبدالله من جماعة أنصار السنة وقال لأي بالحرف الواحد : ( انت ما سمعت بالمناظرة القوية التي تمت بين الشيخ حسين عشيش ومحمد عبدالكريم ؟) قلت له : لا ..ومن وقتها بحثت عن محمد عبدالكريم والتقيت به في الكلاكلة المنورة في العام 1994م فالرجل رحب بي واستقبلني وبعدها جاء الشيخ مدثر أحمد إسماعيل وكان معهم ولد صغير في السن عرفت أنه أبو الهمام محمد علي عبدالله الجزولي وتحدثنا في ذلك المجلس عن الحاكمية وتطرقنا للاوضاع السياسية تلي ذلك التحاقي بالخلوة الملحقة بالمسجد ووجدت ان هناك الكثير من الجهاديين العرب والمسلمين من بلدان متعددة موجودون بفناء المسجد وبعضهم متحلق حول الشيخ محمد عبدالكريم …
وما هي جنسياتهم بالضبط وإلي اي التنظيمات كانوا ينتمون ؟
طبعا من جنسيات عربية متعددة بعضهم كانوا من الجماعاتة الاسلامية وآخرون ينتمون للجماعة الجهادية مثل طلائع الفتح والجماعة الليبية المقاتلة والجزائرية وبعض الشوام الغريب في الامر ان هؤلاء جاء بهم النظام لكنهم التفوا حول الشيخ محمد عبدالكريم …
لماذا في رأيك جاءوا للسودان؟
الانقاذ رفعت وقتها شعار الاسلام وتطبيق الشريعة ونصرة المظلومين فجاء هؤلاء من افغانستان واستقروا بالخرطوم كذلك حاولت الخرطوم ايوائهم من أجل الضغط عليهم من دول الغرب الذي كان يناصب الحكومة العداء بتطبيقها للمشروع الحضاري فاستعانت بهم من أجل الاستقواء بهم لمواجهة دول الكفر لكن الشيخ محمد عبدالكريم جذبهم الي جانبه لان صوته في تلاوة القران الكريم كان جميلا ووجدت الاحترام من جميع هؤلاء المجاهدين وظهر في تلك الفترة رجل يسمي ( أبوأيوب البرقوي) جاء قادما من أفغانستان وحينما تسمع كلامه تظنه مجنونا بحيث كان يبشر بانه موفد الخليفة لافريقيا لكن تحس ان الرجل منظم ومرتب في افكاره وله حجة قوية في اقناع الشباب وحاول استقطاب الجهاديين واغرائهم للانسلاخ من تنظيماتهم للانضمام اليه ومبايعته وترك كياناتهم ولان كل اشواق الخلافة الاسلامية كانت داخل هؤلاء الشباب فسرعان ما توافدوا للانخراط معه ومبايعته فشكل هذا استفزازا لهذه المجموعات التي شعرت بخطورة الموقف فنظمت هذه التنظيمات مجتمعة مناظرة مع أبو أيوب البرقوي وكانت حدثا قويا ومشهودا ومحضورا فحاول قادة التنظيمات اثبات ان الرجل له علاقة بمخابرات الدول العربية لاظهار عمالته وأنه ليس سوي رجل كاذب فكان الجو مشحونا ومتوترا لكنه استطاع جر غالبية الشباب وأول من انضم اليه شباب كمبو 10 وعدد من الطلاب منهم مجموعات من الموردة والثورة والامتداد مثل ( أبو الفضل وابوعداس وأبورشاد وايهاب جعفر وأبوحسان ) وأغلبهم قتل في حادثة كمبو 10 طبعا كانت لهم أفكار مثل تكفير الحكام وان من تحاكم للطاغوت فهو كافر وان استخراج الاوراق الثبوتية كفر مثل الجواز والجنسية والبطاقة الشخصية وان العملة الورقية كذلك حرام لان فيها توقيع الطاغوت وكان من لوازم الكفر بالطاغوت تمزيق هذه الاوراق وبالفعل قام أغلب هؤلاء الشباب – وهم من صغار السن وآخرون كانوا أطفالا _ بتمزيق العملة الورقية والارواق الثبوتية وبدأت الافكار تولد أفكار أخري وكانوا يعتقدون ان النظام الحاكم كافر وان الترابي كافر وكذلك الرئيس البشير وهكذا …
حدثنا عن حادثة كمبو 10 كيف وقعت ؟
حاول هؤلاء الشباب بعد تكفير الذين كانوا معهم التوجه الي اي مكان يقيمون فيه وهجر الكفر والشرك طبعا تحركوا بارجلهم حتي وصلوا لولاية الجزيرة ( الولاية الوسطي وقتها ) طبعا هم جاءوا من تنظيمات مختلفة منهم من كان انصار سنة لكنه تخلي عنهم المهم وصلت المجموعة لكمبو 10 وكان واحد منهم يحمل بندقية لكن بعضهم كان يري ان حمل البندقية نفسها حرام لانه لا يجوز ضرب النار علي الاحياء لانه لا يعذب بالنار إلا رب النار لكن للحقيقة ( ناس القرية ) أستضافوا هؤلاء الاطفال والغريب انهم بداءوا في دعوة الاهالي للانضمام اليهم وقبول أفكارهم لكن ما حدث ان البعض بلغ السلطات بمدني وجاءت علي خلفية هذا البلاغ قوة من الشرطة وقامت بمحاصرة القرية وأمرت القوة هؤلاء الشباب بضرورة الاستماع والانصياع لهم والاستجابة لتعليماتهم .. لكن الشباب طبعا في اعتقادهم ان طاعة الشرطة كفر ولا يمكن الاستجابة لاوامر العسكر لانهم طاغوت فحدث اشتباك بينهم وقوات الشرطة التي تم زيادة عدد افرادها بقوة اضافية فقتل أغلب الشباب وجرح عدد من عناصر الشرطة وبعض اهالي المنطقة فتم اقتياد بعض الناجين الذين اعترفوا بوقوع الحادثة وأقروا بصلتهم بالشيخ محمد عبدالكريم وانهم كانوا تلاميذ له فقامت الاجهزة الامنية علي إثر ذلك باستدعاء الشيخ محمد عبدالكريم لودمدني لاستجوابه والاستماع لرده ودفوعاته لكن الغريب في الامر ان الشيخ محمد عبدالكريم أنكر صلته بهم تماما ونفي علمه بتحركهم لتنفيذ هذ الحادثة ..
ماذا خلفت الحادثة بالنسبة لكم ؟
حقيقة كان الامر مأساويا ومؤسفا خاصة موقف الشيخ محمد عبدالكريم فالواقعة كانت محزنة وموقف الرجل منها كان مخزيا وفيه تخاذل ببراءته تلك لكن مع ذلك نحن فكرنا في رسم خارطة طريق جديدة بمعني ان يكون لنا عمل فقامت مجموعة منا مكونة من مدثر احمد اسماعيل وشخصي الضعيف ومحمد علي عبدالله وجمعة العريس وأسعد عبدالكريم شقيق محمد عبدالكريم بتكوين جماعة جهادية اطلقنا هليها اسم ( الجماعة الاسلامية المجاهدة ) وبايعنا الشيخ محمد عبدالكريم أميرا لها وفور تكوينها بدأنا في الانخراط في دورات تدريبية تلقيناها من الاسلاميين الليبيين في مجال العمل الامني لتطوير قدراتنا لكن في الحقيقة صاحبت هذه المرحلة بعض العراقيل والاخطاء أهمها ان الشيخ محمد عبدالكريم كان يحاول استغلال منبره في الهجوم علي الدكتور الترابي بصورة مكثفة وقوية .. انا كنت اري ان استهداف الدكتور الترابي ليست له قيمة والافضل التركيز في الهجوم علي سياسات النظام الحاكم بدلا من الدكتور الترابي ووجود معارضة اسلامية لنظام اسلامي دليل عافية اجتماعية لصالح الاسلام ولصالح النظام نفسه ِ لكن محمد عبدالكريم كان يري ان سقوط الترابي يعني تلقائيا سقوط النظام الحاكم نحن رؤيتنا ان الصيغة الافضل تكوين معارضة اسلامية في مقابل المعارضة العلمانية التي كان يقوم بها التجمع الوطني الديمقراطي لتقديم نموذج جديد في العمل المعارض وحتي نكون بديلا للانقاذ في حالة سقوطها .. المهم ان خط الشيخ محمد عبدالكريم هو الذي ساد علي حساب نظريتنا نحن ..
طيب ما هو شعوركم حيال ذلك ؟
واضح ان الهجوم علي الدكتور الترابي كان مرتبا ومنظما وله أبعاد كبيرة حيث وضح ان المخطط تتبناه بعض أجنحة الحركة الاسلامية التي تريد إقصاء الدكتور الترابي من مواقع التأثير فقد كان الامر صراع قوي ومراكز نفوذ داخل أجنحة الحركة الاسلامية خاصة بعد ظهور أحمد مالك وأبوالخير المصري ووقوفهم الي جانب الشيخ محمد عبدالكريم وتحريضه للاستمرار في توجيه النقد وتكفير الدكتور الترابي فاحمد مالك كان يمتلك إرشيفا كاملا عن كل الافكار والاجتهادات المنسوبة للترابي بشكل محير ومدهش فكانت القضية ان محمد عبدالكريم قد تم توظّيفه في تلك الفترة لاضعاف موقف الدكتور الترابي لصالح جهة أخري وخلق جو تحضيري لاقصاء الرجل بعد عملية الاستهداف عبر شن حرب عليه من علي المنبر وفي المحاضرات وعبر اصدار شريط ( إعدام زنديق ) فكانت هناك جهة وفرت هذا الملف وأنا كنت أري ان كتاب الصارم المسلول وشريط اعدام زنديق هما محاولة مرتبة تستهدف الدكتور الترابي واسقاطه في مرحلة لاحقة وهو ما حدث بالفعل حيث تلى ذلك مذكرة العشرة وتداعياتها ثم الاختلاف الكبير الذي اصاب الحركة الاسلامية الذي توج بقرارات ما عرف بالرابع من رمضان. علي العموم فقد أقدمت السلطات الامنية علي اعتقال الشيخ محمد عبدالكريم لكن الغريب ان احمد مالك الذي كان يعتبر الدينمو المحرك لهذه العملية لم يعتقل رغم انه كان وراء ذلك العمل من خلال توفير كل المستندات اللازمة لنجاح الحملة ضد الترابي ..
وبعد اعتقال الشيخ محمد عبدالكريم كيف كانت الاوضاع داخل الجماعة الاسلامية المجاهدة ؟
في الحقيقة ( راسنا انقطع ) لان اعتقال محمد عبدالكريم استمر فترة طويلة كان وقتها الدكتور مجذوب الخليفة واليا علي الخرطوم الذي حلف بالطلاق وقال بالحرف الواحد : ( علي الطلاق الزول الشتم شيخنا دا والله إلا نعتقلوا لمدة سنتين ) لكن انعكاسات الاعتقال كانت سيئة علينا حادثة السجن صدمتنا وحدثت انقطاعة تامة بيننا والرجل وبالتالي ( بقينا تايهين ) الامر الذي قسمنا الي مجوعات ليس لها شغل الا الجدل والنقاش والمناظرات وجاء ( ناس الامن ) الي مسجد ومنزل الشيخ محمد عبدالكريم للتفتيش في الاوراق والمستندات الوثائق التي كانت موجودة لديه وتزامن ذلك مع شائعات كان يطلقها انصار السنة بان محمد عبدالكريم ( طلع تكفير وهجرة ) وقاموا بتحذير الشباب منه لكي يبتعدوا عنه ….هذه الفترة شهدت تحول غالبية الشباب الذين كانوا معنا من الشيخ محمد عبدالكريم ( رهين الحبس ) إلي شيخ جديد بدأ يشق طريقه باسلوب جديد وهو الدكتور عبدالحي يوسف في مسجده بحي الدوحة بجبرة ..
بعدها هل ارتبطتم باي ادبيات أو دروس أخري ؟
كنا نقرأ باستمرار لعدد من شيوخ ورموز الفكر السلفي الجهادي مثل كتابات الشيخ الدكتور فضل مؤلف كتاب الهادي الي سبيل الرشاد وأمير الجماعة الاسلامية بمصر عبدالقادر عبدالعزيز ومرجعيات أمير الاردن الشيخ محمد المقدسي وكتاب العمدة في اعداد العدة لكتائب المجاهدين وغيرها من الادبيات التي تشكل وجدان الشاب الجهادي…. وبعد خروج الشيخ محمد عبدالكريم من السجن بدا الرجل زاهدا في مواصلة العمل الجهادي او استمرار الجماعة الاسلامية المجاهدة فانتهت تلقائيا دون ان يتم حلها أو في الحقيقة شعرنا ان طريقها شاق خاصة بعد حدوث تحول كبير وانتقال المجموعة واتجاهها للعمل الخيري والطوعي فهو طبعا غير العمل الجهادي لان العمل الطوعي يتطلب أشياء أخري مثل توفير الحماية …كما ان المحسنين والممولين لابد ان يقتنعوا بأهدافك فلو عرفوا ان هناك إشاكالات فلن يقدموا الدعم لك …
هل حدثت أي مراجعات او عمل تقييم لهذه التجربة ؟
حدث تقييم وكانت الخطة هو الاتجاه نحو العمل الطلابي واختراق مؤسسات التعليم العالي والعمل من خلال الجامعات في الساحات الطلابية لكني قبل ذلك تحدثت مع الشيخ محمد عبدالكريم بضرورة ان نقوم بشغل الشباب بمشروع سياسي متكامل فلا يكفي ان نشحنهم بالمواعظ والخطب الحماسية وتلقينهم قضايا الولاء والبراء ثم نتركهم بلا مشروع سياسي يتفرغ فيه الحماس والطاقة الايمانية فهذا سيؤدي الي نتائج كارثية وهو ما حدث بالفعل في احداث السلمة لان الشباب ان لم تشغلهم ب( حاجة عملية ) سيتجهون لتفرغ طاقاتهم في عمل آخر يعرض الامة كلها للخطر وحينما كونا اتحاد قوي المسلمين – اقم – كمشروع سياسي جديد وتحول في المدرسة السلفية السرورية لأن بعضهم كان يرى ان العمل السياسي ينافي التقوى فبعض الطلاب والشباب لديهم قابلية لاعتناق الافكار الجهادية التي سيطرت علي وجدانهم في تلك المرحلة فكنا نتحدث لتكوين مشروع سياسي يستوعب هذه الطاقات ويشغلهم بقضايا الامة لكن كانت هناك ظروف أخري ساهمت بشكل سلبي في تشكيل الشباب خاصة سقوط العراق الذي ألقي بظلاله علينا جميعا وعلي كل شباب الامة الاسلامية طبعا تأثرنا وتضررنا من ذلك بطريقة مباشرة باعتبار ان السلفية الجهادية قد ارتفع صوتها لمساندة المقاومة العراقية لطرد المحتل الاجنبي الذي غزا ديار المسملين فجماعة الشيخ محمد عبدالكريم كانت تؤيد وتدعم ( الجيش الاسلامي ) ببغداد نحن رؤيتنا دعم كل مكونات المقاومة العراقية بمختلف تنظيماتها السنية والشيعية والوطنية ونساند كل من يعمل ضد الاستعمار وان يكون العراك بين المحتل والقوي العراقية التي تقف ضده وبعد التحرير يمكن ان نلتفت لانفسنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.