[email protected] مرفوض مرفوض مرفوض هذا التطرف. أهكذا نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. هذا لن يخدم إلا كل مغمور يريد أن يشتهر بإعتلاء أمواج عواطفنا الهوجاء ويركب سروج عقولنا الساذجة. هكذا نروج لكل فعل قبيح بدون ان نشعر. أيعقل هذا؟؟ أي دين هذا؟ يا نااااااس. الإسلام برئ من مثل هذه الأفعال؟. حرقت من قبل كنيسة وهدمت أضرحة والآن تحرق السفارة. ماحدث ليس من الفطرة ولا الأخلاق ولا الدين في شي ولا يرضي رسولنا الكريم الذي تحمل صنوفا من الأذي الجسيم ولم يقل إلا: اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. وعندما جاءه جبريل عليه السلام بعد ضربه وسبه وشتمه في الطائف بأن يأمره إذا أراد أن يطبق عليهم الأخشبين “جبلين”، قال برحمته صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا فإني أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يؤمن بلا إله إلا الله محمد رسول الله. فهذا هو رسولنا الكريم، رسول كل الناس والرحمة المهداة ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))، وهو “رؤوف رحيم” صلى الله عليه وآله وسلم. وفى الحديث القدسى : ” ما من يوم تطلع شمسه إلا و تقول السماء: يا رب دعني أسقط كسفا على ابن آدم إنه طعم خيرك و منع شكرك .. والأرض والسماء تقول مثل ذلك.. فيقول المولى عزّ و جل: ” دعوهم دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم إنهم عبادي إن تابوا فأنا حبيبهم و إن لم يتوبوا فأنا طبيبهم “. فهذا هو الإسلام وهذه رحمته. وكل من يفعل عكس هذه الرحمة لا ينصر النبي ولا يساهم في هدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ورحمته للعالمين. ولا تزر وازرة وزر أخري. ماهو ذنب الآخرين. الحكومات تدين ولكنها لا تملك سلطة على أحد ولا يوجد قانون لديهم يقمع حرية الإعتقاد. فهل تعلم ان رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمسي اتصل بالقس المهووس تيري جونز الذي حرق القرآن الكريم من قبل كي لا يروج لهذا الفيلم. من يعرف الشابة “راشيل كوري” التي سحقت جسمها الغض جرافات العدو الإسرائيلي وهي تقف مدافعة عن مستضعفين مسلمين في غزة يريد العدو هدم بيتهم. من يعرف “ماري رينيه” ذات السبعين ربيعا التي دافعت عن حصار غزة وما تت بعيدة عن بلادها دفاعا عن إخوانها في الإنسانية. هل عندنا دائما الشينة مذكورة والحسنة منكورة، والغالي النفيس متروك، والرخيص المبتذل السفيه مرغوب. في إحدي الأعوام أسلم أحد الأمريكيين علي أيدي جماعة دعوية تنشر الإسلام. وبعد إشهار إسلامه طُلِب منه إلقاء كلمة بهذه المناسبة. فوقف يخاطبهم مرتجلا يسب ويهاجم الجماعة بشدة قائلا: أين كنتم من سنين؟ ولماذا تاخرتم ومات كل من أحبهم وهم لا يعرفوا الإسلام، أبي وأمي وجدتي!. تخيل الآن من لا يعرف عن الإسلام شيئا يري ردة فعل هؤلاء وينسبها للإسلام و المسلمين. هل هذا سيخدم الدين والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. هل كان سيتصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفس هذا التصرف. فكر أنت فيها. فإذا لا، لماذا هذا؟. يقول المثل: الذي لا يرى من غربال الواقع مستشفا المستقبل القادم يكون أعمى. فهذه البيئة التي يزداد فيها مثل هذا الهوس والأفعال الجنونية غير العقلانية هي مناخ خصب لنمو أي طفيليات فكرية فاسدة والتي يمكن أن تتسبب في الفتنة الكبرى لاحقا بإسم الدين. فكر الإسلاميين الإقصائي الإستعلائي والتكبر والإزدراء هو المغذي والمنمي لها. عكسوا الآية: ((أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)). لتصبح أذلة علي الكافرين أعزة على المؤمنين. هم من المسؤولين في المقام الاول عن كبت المسلمين وعدم تحررهم ليبدعوا ويصير عندهم وزن بين الأمم. وثالثا ورابعا وتساءليون مرة نتساءل أين دور العلماء من هذه الفتنة؟. أين هو التأصيل الذي قلل أصل المسلمين وجعلهم خيار وفقوس مسلمون وإسلاميون. مسلمون لا يشترون ولكن يتفرجون على تفرعن الإسلاميين وطغيانهم عليهم وتغولهم على دينهم الإسلام وبقية خلق الله الآخرين. رحل الأقباط؛ إنفصل الجنوب؛ تضييق على باقي الأديان الأخرى، لغة عنصرية طائفية قبلية عرقية ما أنزل الله بها من سلطان. أطنان من الكلام والشعارات الجوفاء. جاءوا إلينا بالإنقاذ المشئوم وفكرهم الفاشل وأطروا له بأكذوبة التمكين. استبدوا وتسلطوا وافتروا على الناس فتقهرهم. إذا أردتم نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعليكم بنصرة المستضعفين والمظلومين أولا. عليكم بفضح المنافقين والعمل الجاد لجعل المسلمين كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد. عليكم بعدم تمييز انفسكم كإسلاميين وبين المسلمين العاديين. لماذا التفرقة أساسا؟ لهذا الغرض السياسي والدنيوي. لا أريد أن أكثر الكلام، فهذه الأفعال ذات الأفق الشاذ لم تجد مرتعا إلا بسبب إستبداد حكامنا بإسم الدين وانطباعيتنا وسلبيتنا. الانطباعية التي تستطيع ان تتقبل ويضحك عليها اى شخص بسهولة فقط بلوى اللسان وكيلو كلام لتحسبه من الدين. والعقليات السلبية التي ترى مثل هذه الأفعال القبيحة وتعلم إنها خطا ولا تحاول ولا تساهم في دحر مثل هذه الأفكار وقتلها. أخشى أن تكون هذه هي الفتنة قادمة، وأخشى أن تسبب هذه الأفكار بجعل بلادنا لاحقا مثل العراق او افغانستان او الصومال وتتفشى التفجيرات. فالفتنة أشد من القتل والفتنة أكبر من القتل. نحن مطالبون جميعا بالتصدي لكل فكر فاسد لا يدعوا إلي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ويتصرف بردة الفعل غير العقلانية. كل فكر لا يتقبل الآخر ولا يعترف إلا بلغة العنف والدم والموت والإرهاب والتخويف والتفزيع. كل فكر فظ غليظ القلب ينفر ويعسر ولا ييسر، ينفض الناس، أصحاب الفطرة السليمة، من حوله. إذا أردنا السلام والأمن والرخاء والإزدهار ورفعة الإسلام وعزة المسلمين لا مفر إلا بمواجهة وقمع وإجتثاث جماعة كيلو كلام كلو حرام. ونعرف أن نتعامل بمبدأ القصاص: “العين بالعين”، فهي إذا “الفن بالفن”. هناك الكثير لنعرف العالم أجمع عن مكانة ورحمة وإنسانية رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين. ولكن كيف لنا ونحن لا نملك الحرية، ونحن مجنحين لا نستطيع التحليق في سماء الإبداع. نحن نعتذر لك يا سيدي يا رسول الله بتقصيرنا. نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل للدعوة بالحق وبالمودة والرحمة والحكمة والموعظة الحسنة.