تذمَّرت قطاعات واسعة من مواطني ولاية الخرطوم بسبب إستمرار أزمة المواصلات الداخلية، وأشتكى أصحاب الحافلات الذين سددوا أقساطاً مالية لتمليكهم بصات من مماطلة الولاية في تسليم لشهور الأمر الذي كبدهم خسائر مالية فادحة جراء توقفهم عن العمل بعد بيع حافلاتهم لسداد قيمة الأقساط. وعزا مصدر بنقابة الحافلات (فضَّل عدم ذكر إسمه) أزمة المواصلات لإرتفاع أسعار الإسبيرات بسبب تدني قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، وأضاف بأن جميع العمليات المرتبطة بالاسبيرات تضاعفت قيمتها، لافتاً إلى أن غيار الزيت إرتفعت أسعاره بنسب (250%) إلى (350%) بالنسبة للحافلات الصغيرة والكبيرة. مضيفاً بأن الأزمة الإقتصادية أدت لخروج مركبات كثيرة عن الخدمة في غالبية الخطوط، وقال بأن الحكومة فتحت باب إستيراد المركبات دون روية، الأمر الذي أدى لتكدس المركبات العامة والخاصة بولاية الخرطوم، وبالتالي إنعكس الأمر على صعوبة حركة المرور في شوارع الخرطوم، مشيراً إلى الدور الذي كان تقوم به مصلحة النقل الميكانيكي في السابق، حيث كانت تفتح المجال أمام إستيراد العربات إنطلاقاً من معادلة تحفظ نسبة المركبات المستوردة إلى عدد المركبات الموجودة، وقال: (النقل الميكانيكي لو داير يدخَّل 100 عربية جديدة “بلجِّن" 100 عربية قديمة)، واشار التخطيط السيئ للمواقف الرئيسية ل(الاستاد) و(كركر) فضلاً عن الجبايات التي تفرضها إدارات هذه المواقف على الحافلات الأمر الذي أدى لعزوف السائقين عن دخول المواقف للعمل خارج المواقف فيما يعرف ب(جر الخط)، وأكَّد أن السياسات الحكومية سبب رئيسي للتخبط والعشوائية السائدة في حركة المرور والنقل. وفي الأثناء، لوَّح السائقين الذين سددوا أقساطاً للولاية بغية تملك باصات، بالتصعيد في الأيام المقبلة بعد مماطلة الولاية في تسليمهم البصات التي وعدت بها، وقالوا بأن المماطلة أثرت سلباً على حياتهم الأسرية حيث أصبح السائق يتسول من زملائه لشراء قوت أطفاله، بحسب إفادة سائقين التقتهم (الميدان) ب"شجرة السواقين" قبالة جامعة السودان، وقالوا بأن السائقين العاملين بالخدمة تكفلوا بإعالة زملائهم الذين خدعتهم الولاية، بحسب قولهم، لحين التوافق على موقف تصعيدي كبير يتأهبون للدخول فيه. أزمة حادة في النقل بين الأقاليم مدني- تفاقمت أزمة النقل بين الأقاليم بصورة حادة ، وشكا مسافرون من مدني للخرطوم أمس ل(لميدان) من قلة البصات وانتشار السوق الأسود لتذاكر السفر حيث تباع التذكرة بضعف قيمتها في غياب أي دور حكومي لحل المشكلة التي أصبحت مزمنة . في سياق آخر تحدث بعض أصحاب المركبات عن الصعوبات التي يواجهونها ، ومن ضمنها غلاء الاسبيرات وتكلفة الوقود والصيانة مما ادي الي توقف عدد كبير من البصات السفرية، بالاضافة إلي كثرة الجبايات و الرسوم المفروض علي البصات السفرية، في طرق المرور السريع.