كشفت دراسة أجراها باحثون بجامعة هارفارد الأميركية، ان غالبية الرؤساء في العمل أقل إرهاقا نفسيا من الموظفين. وقال الباحثون أن الأشخاص الذين يتقلدون مناصب قيادية في عملهم لم تبد عليهم خلال التجارب علامات كثيرة للإرهاق وأن تراجع مشاعر الإرهاق ازداد كلما ازداد شعور هؤلاء المسؤولين بأنهم يمتلكون رقابة أكثر على موظفيهم. وفحص الباحثون كمية هورمون الإرهاق “كورتيزول” في لعاب 148 شخصا يتقلدون وظائف قيادية في الحكومة الأمريكية والجيش الامريكي بالإضافة إلى 65 موظفا بسيطا من وظائف مختلفة حيث تبين للباحثين أن معدل هذا الهورمون لدى الشخصيات التي تتولى مناصب قيادية أقل بشكل واضح عنه لدى المجموعات الأخرى. كما ذكر الكثير من رؤساء العمل في إطار استطلاع موحد للرأي أنهم قلما عانوا من القلق أو التردد. وصنف الباحثون في تحليل آخر رؤساء العمل الذين شملتهم الدراسة في مجموعات تبعا لقدرة السيطرة والرقابة التي يتمتعون بها حسب تقديرهم الشخصي على مجال عملهم، فوجدوا أن كمية هورمون الإرهاق تضاءلت كلما ازداد حجم السيطرة التي يتمتعون بها. وقال الباحثون إنه من المعروف من خلال دراسات أخرى أن الشعور بالسيطرة على موقف ما يخفض من مقدار القلق والانفعال النفسيين. وأكد الباحثون أن دراستهم تتبنى هذه النتيجة أيضا فيما يتعلق بالتسلسل الوظيفي مما يعني أنه كلما ازداد صلاحيات منصب ما كلما ارتفع قدر السيطرة على مجال المسئولية الوظيفية وكلما انخفض معه مقدار الإرهاق النفسي الذي يعاني منه الذين يتقلدون مثل هذه المناصب. وكانت دراسة أجراها المعهد الفنلندي لطب العمل بالتعاون مع جامعة “يونيفرستي كولدج بلندن” أن الموظفين الذين يعملون 11 ساعة يوميا هم الاكثر عرضة بالاصابة باكتئاب حاد بمعدل الضعف مقارنة بزملائهم الذين يعملون لسبع ساعات فقط. وشملت الدراسة التي امتدت لمدة 8 سنوات ألفي موظف بريطاني من الجنسين يعملون في إدارات رسمية أعمارهم بين 35 و55 عاما، كانوا يتمتعون بصحة عقلية جيدة عند البدء بالدراسة. وتوصلت الدراسة الى أن الموظفين الذين يعملون 11 ساعة متواصلة على الأقل، معرضون للاصابة بالاكتئاب من 3.2 الى 5.2 مرات مقارنة مع هؤلاء الذين يعملون ما بين 7 و8 ساعات يوميا. وصرحت “ماريانا فيرتانن” بأن الدراسة أكدت عدم وجود اي علاقة بين الاكتئاب الذى يصيب موظفي الإدارات الرسمية واي عوامل اخرى مثل وضعهم العائلي او ضغوط العمل أوالتدخين أوشرب الكحول.