أقرت وحدة التمويل الأصغر ببنك السودان المركزي أن ثمة تحديات ماثلة ما زالت تعترض تجربة التمويل الأصغر بالبلاد على رأسها ضعف تنسيق الجهود الأمر الذي يحتم مراجعة أداء الوزارات المركزية والولائية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والاستراتيجية رغم الدعم الحكومي الذي توليه الدولة للتجربة علاوة على تقلب السياسات الاقتصادية الحكومية وغياب قياس الفجوة التمويلية ومعرفة الطلب على التمويل الأصغر . وقال مدير وحدة التمويل الأصغر بالبنك المركزي البروفيسور بدر الدين عبد الرحيم ابراهيم في الورقة التي قدمها في المنتدى الذي نظمه معهد الدراسات والبحوث الإنمائية بجامعة الخرطوم أمس إن نسبة التمويل الأصغر المصرفي من إجمالي المحفظة المخصصة له لم يتجاوز 3.6% من جملة المستهدف 12% وزاد إن التمويل إذا ما استنفد سقفه وبلغ 12% من سقف التمويل المصرفي بحسب المخطط له في العام 2014م لا يتصور أن يكون بالمقدور زيادته وأبان أن غياب قياس الأداء المؤسسي والمالي والاجتماعي لمؤسسات التمويل الأصغر المصرفية وغير المصرفية يعتبر من التحديات التي تستدعي الالتفات لها وأشار إلى أن وحدته تعمل على وضع معايير أداء للمساعدة في اختيار المؤسسات وزاد أن غياب آليات حماية الزبائن مثل الشفافية وحماية الزبائن والتمويل بالجملة ولفت إلى أن ضعف التوعية في فهم ماهية التمويل الأصغر ومتطلباته تشكل عائقا في سبيل انطلاق تجربته وبلوغ مراميها علاوة على ضعف الانتشار وضعف قاعدة المصارف المالية بجانب ضعف الشمول المالي، الأمر الذي يستدعي ضرورة استكمال متطلباته بحيث يكون الادخار ضمانا جزئيا ومؤشر التزام ومحسنا للسلوك الادخاري وتمويلا مكملا للتمويل المؤسسي وزاد بدر الدين أن عدم الاستفادة الكاملة من مزايا التمويل الأصغر الإسلامي يشكل تحديا يتطلب التنوع في الصيغ الإسلامية والاستفادة من صيغة الشراكة وتفعيل خدمات الدفعيات الصغيرة والتحويلات وتقوية خدمات الادخار والتأمين الأصغر علاوة على تحسين مستوى دراسات الجدوى حتى تبارح دائرة الضعف حتى تنال رضا المصارف وتحوز على قناعتها بجانب التنوع في المشاريع لا أن تكون المشاريع المقترحة التي يطلب لها التمويل مكررة ومستهلكة جراء غياب الخرط الاستثمارية والمعارض الدائمة والمؤقتة بالإضافة غياب استغلال التقانة الحديثة في التمويل الأصغر كالبطاقات الذكية ومنح القروض إلكترونيا أو عبر الهواتف المتنقلة وإدراج البرامج الحاسوبية كنظام متابعة للقروض والإسراع في إدخال المصارف بدون فرع وخدمات الهاتف النقال في التمويل الأصغر وانتشار ثقافة الدعم بتغيير الفهم وما يمكن أن يقدمه التمويل الأصغر لتخفيف حدة الفقر .