قال السكرتير الصحفي لعمر البشير انه أجرى عملية جراحية (صغيرة) ناجحة بالعاصمة السعودية الرياض أمس الثلاثاء ، مؤكداً تماثله للشفاء. وأضاف السكرتير الصحفي عماد سيد أحمد لوكالة السودان للأنباء (سونا) ان عمر البشير سيغادر المستشفى خلال الساعات القليلة القادمة. وفي ذات السياق أبلغ محمد حسن احمد البشير ( شقيق المشير) صحيفة (السوداني) ان الأسرة على إتصال به وان وضعه الصحى مستقر . وأضاف (المشفقون ومحبو الرئيس كتر خيرهم والمغرضون ربنا يديهم قدر نواياهم) ، ولكنه لم يتأمل في سؤال لماذا يشمت (المغرضون) في مرض شقيقه ؟! خصوصاً وان ذلك ليس من الأعراف السودانية المعهودة . الأمر الذي يحيل إلى طبيعة نظام الإنقاذ الذي يرأسه عمر البشير وقد إنتهك كل الأعراف والقيم السودانية – قتلاً وتعذيباً للمدنيين وإغتصاباً للنساء وحرقاً للأطفال والقرى . هذا وسبق وأجرى عمر البشير عملية جراحية في الدوحة أغسطس الماضي . وإجراء عملية ثانية بالسعودية خلال ثلاثة أشهر يرجح ما ذهبت إليه تقارير صحفية بإصابته بسرطان في الحنجرة . وأبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) بتفاقم الصراع داخل صفوف الإنقاذ بعد تأكد مرض عمر البشير المزمن . وأضاف المصدر المطلع والموثوق ان مطبخ السلطة إقتصر في الاونة الأخيرة على عبد الله حسن أحمد البشير (شقيق المشير) وأسامة عبد الله وطه عثمان (ضابط أمن ومدير مكتب المشير) وبكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين . ومن ذات المجموعة يجاهد الطيب مصطفى لوراثة ابن اخته مستعيناً بعناصر من داخل المطبخ المشار اليه وبمجموعات السلفية الحربية ومستغلاً حاجة عمر البشير إلى ضمانات بعدم تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية . وأضاف المصدر ان أسهم نافع علي نافع تراجعت في سباق الوراثة مؤخراً بعد إزاحته عن المطبخ والذي فهم بانه خطوة من عمر البشير لتأمين وراثته من داخل الأسرة أوالمؤسسة العسكرية. وفي الجانب الاخر تفكر المجموعة الرئيسية الأخرى في علي عثمان ، كما صرح أمين حسن عمر في اخر حوار صحفي مع (الشرق الأوسط) ، ولكن يثور إعتراض أساسي عليه داخل هذه المجموعة وخارجها ، بسبب مرضه ، وتجربته التنفيذية لأكثر من (20) عاماً والتي لا تشكل إلهاماً لاحد ، إضافة لطبيعته المحافظة وعدم قدرته على المبادرة ، والتي أفضت إلى ما يلاحظ من الإضطراب والفوضى وتفشي الفساد وتدهور الفاعلية والكفاءة . ومن هذه المجموعة الرئيسية وخارجها تفكر دوائر في غازي صلاح الدين ، ولأنه مثقف أكثر من كونه تنفيذياً مطلعاً على أجهزة السلطة ، خصوصاً أجهزة (الشوكة) ، فتفكر هذه الدوائر في تمتين تحالفه مع صلاح قوش مدير جهاز الأمن السابق وتشكيل (دويتو) للحكم . ويشير مصدرنا في هذا الصدد إلى الكتاب الصادر مؤخراً بعنوان ( الإسلاميون أزمة الرؤية والقيادة) بإسم عبد الغني إدريس – زوج إبنة غازي صلاح الدين - والذي يعتقد بانه من تأليف غازي نفسه ، ويشكل مانفستو هذه الدوائر ، ويرى بان حل أزمة البلاد في التغيير من داخل أجهزة الإنقاذ . وختم المصدر قائلاً ان صراعات المجموعات والشخصيات المختلفة ، وغض النظر عن أجندتها المطروحة ، تتم في الخفاء ، بعيداً عن الشعب السوداني وقواه الحية ، وإذا إستمرت كذلك ، فانها ولهذا السبب بالذات ستؤدي إلى سيطرة الأجهزة العسكرية الأمنية وإلى نسخة أسوأ من الإنقاذ القائمة حالياً ، إلا انه في المقابل ستعمق من أزمات النظام وتقود إلى إنهياره عاجلاً .