(حريات) أعلن القصر الجمهوري ان عمر البشير توجه إلى السعودية أمس الإثنين في زيارة خاصة سيجري خلالها مراجعة طبية (عادية) تتعلق بما أصابه من (إلتهابات) في الحبال الصوتية. وحسب نشرة صحفية أصدرتها رئاسة الجمهورية أمس قالت انها (تطمئن) السودانيين بأن صحة عمر البشير (جيدة) . وكانت تقاير صحفية أشارت إلى مرض عمر البشير بسرطان في الحنجرة . وسبق وأجرى عملية جراحية في الدوحة أغسطس الماضي . وفي السياق أبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) بتفاقم الصراع داخل صفوف الإنقاذ بعد تأكد مرض عمر البشير المزمن . وأضاف المصدر المطلع والموثوق ان مطبخ السلطة إقتصر في الاونة الأخيرة على عبد الله حسن أحمد البشير (شقيق المشير) وأسامة عبد الله وطه عثمان (ضابط أمن ومدير مكتب المشير) وبكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين . ومن ذات المجموعة يجاهد الطيب مصطفى لوراثة ابن اخته مستعيناً بعناصر من داخل المطبخ المشار اليه وبمجموعات السلفية الحربية ومستغلاً حاجة عمر البشير إلى ضمانات بعدم تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية . وأضاف المصدر ان أسهم نافع علي نافع تراجعت في سباق الوراثة مؤخراً بعد إزاحته عن المطبخ والذي فهم بانه خطوة من عمر البشير لتأمين وراثته من داخل الأسرة أوالمؤسسة العسكرية. وفي الجانب الاخر تفكر المجموعة الرئيسية الأخرى في علي عثمان ، كما صرح أمين حسن عمر في اخر حوار صحفي مع (الشرق الأوسط) ، ولكن يثور إعتراض أساسي عليه داخل هذه المجموعة وخارجها ، بسبب مرضه ، وتجربته التنفيذية لأكثر من (20) عاماً والتي لا تشكل إلهاماً لاحد ، إضافة لطبيعته المحافظة وعدم قدرته على المبادرة ، والتي أفضت إلى ما يلاحظ من الإضطراب والفوضى وتفشي الفساد وتدهور الفاعلية والكفاءة . ومن هذه المجموعة الرئيسية وخارجها تفكر دوائر في غازي صلاح الدين ، ولأنه مثقف أكثر من كونه تنفيذياً مطلعاً على أجهزة السلطة ، خصوصاً أجهزة (الشوكة) ، فتفكر هذه الدوائر في تمتين تحالفه مع صلاح قوش مدير جهاز الأمن السابق وتشكيل (دويتو) للحكم . ويشير مصدرنا في هذا الصدد إلى الكتاب الصادر مؤخراً بعنوان ( الإسلاميون أزمة الرؤية والقيادة) بإسم عبد الغني إدريس – زوج إبنة غازي صلاح الدين - والذي يعتقد بانه من تأليف غازي نفسه ، ويشكل مانفستو هذه الدوائر ، ويرى بان حل أزمة البلاد في التغيير من داخل أجهزة الإنقاذ . وختم المصدر قائلاً ان صراعات المجموعات والشخصيات المختلفة ، وغض النظر عن أجندتها المطروحة ، تتم في الخفاء ، بعيداً عن الشعب السوداني وقواه الحية ، وإذا إستمرت كذلك ، فانها ولهذا السبب بالذات ستؤدي الصراعات إلى سيطرة الأجهزة العسكرية الأمنية وإلى نسخة أسوأ من الإنقاذ القائمة حالياً ، إلا انه في المقابل ستعمق من أزمات النظام وتقود إلى إنهياره عاجلاً .