ختمت الحركة الإسلامية مؤتمرها الثامن وسط انتقادات من أعضاء الحركة والقوى السياسية التي اعتبرت أن المؤتمر صاحبته كثير من التجاوزات، وأكد عدد من قيادات الحركة الإسلامية أن المنصة لم تتح الفرصة كاملة للنقاش حيث ركزت على إعطاء الفرصة للقيادات التاريخية والنافذة بينما تجاوزت بعض الأصوات الشابة، فيما انتقد الناطق الرسمي باسم حزب البعث محمد ضياء الدين الإجراءات الأمنية الرسمية التي قامت بها الأجهزة الأمنية بحراسة المؤتمر وأعضائه وقال كيف سمح للحركة الإسلامية غير المسجلة باستضافة ودعوة ضيوف من الخارج في حين أن النظام يمنع القوى السياسية المسجلة من القيام بأي فعالية سياسية، وأضاف هل الحركة تنظيم سياسي مسجل حتى يسمح له بالقيام بعقد مؤتمر وانتشار سياسي، مبيناً أن المؤتمر الوطني أكد بشكل واضح وجلي أنه هو الواجهة السياسية للحركة الإسلامية وقال إن المؤتمر أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أزمة الحزب الحاكم ساهمت في تعميق الخلافات الأيدلوجية والسياسية والتنظيمية داخل جسم ما يسمى بالحركة الإسلامية رغم محاولاتها تقديم نفسها إعلامياً وسياسياً من خلال مؤتمر يحضره «4.000» عضو وتابع، علماً بأن مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المنعقد في نفس التوقيت تقريباً كانت عضويته لا تتجاوز الألف عضو، وأوضح أنهم لا ينتظرون من الحركة وحزبها الحاكم أن تقدم أي معالجة للازمة الوطنية، مشيراً إلى أن الوطني ساهم في تعميقها بسياساته الإقصائية وممارساته الدكتاتورية. من ناحيته قال دكتور إسماعيل حسين القيادي بالمؤتمر الشعبي إن المؤتمر ليست له أي قيمة ويعبر عن رأي المؤتمر الوطني وهو عمل زائف ولا تعرف فيه أي شخصية اعتبارية ولا توجد به مرجعية للحركة، وأضاف ظلت الحركة تكتب في التوصيات كل ما اجتمعت، ومضى أساءوا التمثيل معتبراً أنها تجربة سيئة وبها أشخاص يجيدون لعبة الأقنعة، وأضاف أوصلوا البلاد إلى مرحلة الفساد ولم يفعلوا للسودان شيئاً، وأشار إلى أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر لا يوجد فيها جديد غير الزخم الإعلامي والمهرجانات التي صرفت فيها الأموال، ونوه إلى أن الحركة ما زالت ملهية بالسلطة وأضعفت الدعوة. من جانبه أوضح دكتور جمال رستم المحلل السياسي أن هنالك آراء كثيرة حول المؤتمر، مشيراً إلى أن البعض يرى أنه ليس فيه جديد وحتى المخرجات لن يكون لديها تأثير على الساحة السياسية السودانية وقد يجر السودان إلى أزمات مع الغرب باعتبار أن أطيافاً من قيادات الحركات في العالم اجتمعت في الخرطوم وقال إن الشعارات التي أطلقتها الحركة تجر السودان إلى مشاكل، وتساءل ما يخرج به المؤتمر هل سيواكبه تصحيح على أرض الواقع من ناحية النشاط الدعوي وفصل الحركة من الواجهة السياسية، وأضاف هل القيادات التي سيتم انتخابها سيكون لها دور بحيث يكونون رجال المرحلة القادمة في ظل الضغوط التي تحيط بالسودان، وهل لها المقدرة في جمع الصف السوداني؟ وأكد أن العبرة ليست في المؤتمر ولكن في تطبيق التوصيات، وأوضح أن المؤتمر ناقش مواضيع بجرأة، ونوه إذا لم يتم حسم المواضيع التي نوقشت فإنها ستتفاقم وتحدث مشاكل حتى في مؤسسات الدولة، ودعا القيادات أن تقوم بقراءة حقيقية وتسعى بأن تكون لها قاعدة في الأرض، مشيراً إلى أن الحركة خرجت من المنبر الدعوي وركزت على المنبر السياسي مما أضعفها وجعل فجوة بينها وبين القواعد، وفي ذات السياق انتقد المراقبون انتشار عربات الإسلاميين الفارهة التي أغلقت شارع النيل من كوبري توتي وحتى كوبري أم درمان، معتبرين ذلك تناقضاً لشعارات الحركة الإسلامية التي ظلت ترددها «هي لله هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه»، بينما انتقد عدد من الصحفيين والإعلاميين السلوك الذي انتهجته الجهات الأمنية التي لم تسمح لهم بالدخول، حيث أكد أحد رجال الأمن للصحفيين أن توجيهات جاءت إليهم بعدم السماح لدخول الإعلام إلا إذا كان تابعاً إلى وكالة الأنباء السودانية أو التلفزيون القومي أو مؤسسة ساحات الفداء أو أن يكون صحفياً منتمٍ إلى الحركة الإسلامية مما جعل عدداً من الصحفيين يعودون إلى مؤسساتهم.