استهدف انفجار كنيسة في حي سيدي بشر بالاسكندرية أول ايام العام الجديد مما أدى الى مقتل 21 شخصا وإصابة 97 آخرين حسب مصادر وزارة الصحة المصرية . واعتقد في البداية انه ناجم عن تفجير سيارة امام الكنيسة لكن الشرطة رجحت بعد ذلك ان انتحاريا فجر قنبلة محلية الصنع. وقال مصدر امني: “أكد فحص المعمل الجنائى أن العبوة الإنفجارية التى تسببت فى الحادث محلية الصنع تحتوى على صواميل ورولمان بلى لإحداث أكبر عدد من الإصابات”. كما ذكر أن ملابسات الحادث فى ظل الأساليب السائدة حالياً للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ. وأنهى المصدر الأمنى تصريحاته بأن الإجراءات الأمنية المكثفة جارية على أوسع نطاق لسرعة كشف كافة أبعاد الحادث. وقال بيان للكنيسة السبت ان حوالي 25 شخصا قتلوا في الانفجار، مضيفا انه “أسقط 20 شهيدا غير الاشلاء التي لم يتم التعرف عليها بعد والتي قد تكون لحوالي أربعة أو خمسة اشخاص اخرين”. وذكر البيان الذي نقلته وكالة رويترز للانباء ان هناك 80 مصابا يخضعون للعلاج “بخلاف الذين تم علاجهم وغادروا المستشفى”. وتابع قائلا: “تناثرت الاشلاء البشرية الى ارتفاع حوالي ثلاثة طوابق على واجهة الكنيسة من شدة الانفجار”. وكان عدد كبير من المسيحيين يغادرون الكنيسة وقت وقوع الانفجار بعد احتفال داخلها برأس السنة الميلادية. وقال البيان ان الانفجار تسبب في تلفيات في سيارات في الشارع وداخل الكنيسة وحطم زجاج الكنيسة وزجاج مبان مجاورة وتناثر في دائرة قطرها نحو 100 متر. وأضاف قائلا: “اذ نستنكر هذا الحادث الذي يهدد وطننا وأمن وامان مواطنينا نرى ان ما حدث يشكل تصعيدا خطيرا للاحداث الطائفية الموجهة ضد الاقباط”. وفيما يبدو مغايرا للموقف الرسمي الذي يلقي بتبعة الحادث على قوى خارجية، قال البيان ان الحادث وقع “نتيجة للشحن الطائفي والافتراءات الكاذبة التي كثرت ضد الكنيسة ورموزها في الفترة الماضية”. وقال الأب مينا عادل لوكالة أنباء أسوشييتد برس إن ما يربو على ألف شخص كانوا داخل الكنيسة لحضور قداس، وإن الانفجار وقع بعد نهاية القداس. وأضاف الأب عادل “كنت داخل الكنيسة وسمعت دوي انفجار كبير” وقال إن النار اشتعلت ببعض الجثث. وكان الرئيس حسني مبارك قال في كلمته التي وجهها الى الشعب المصري ان الهجوم “عملية ارهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية”. وقال إن “قوى الإرهاب لن تنال من مصر”، مضيفا “لقد كسبنا معركتنا ضد الإرهاب في سنوات التسعينات”. وكانت كنيسة القديسين في الاسكندرية التي استهدفها اعتداء دام ليلة رأس السنة مدرجة ضمن قائمة طويلة لاماكن عبادة قبطية حددها موقع الكتروني تابع لتنظيم القاعدة منذ مطلع ديسمبر كانون الاول، حسب ما اكدت وكالة فرانس برس. ونشرت القائمة في الثاني من ديسمبر على موقع “شموخ الاسلام” الذي ينشر معظم بيانات القاعدة والمنتديات التي يقيمها انصارها، حسب نفس المصدر. ودعا الموقع “الى تفجير دور الكنائس اثناء الاحتفال بعيد الكريسماس اي في الوقت الذي تكون فيه الكنائس مكتظة”. وتشمل القائمة نحو 50 كنيسة قبطية في القاهرةوالاسكندرية ومدن مصرية اخرى اضافة الى كنائس قبطية في العديد من الدول الاوروبية ومن بينها فرنسا والمانيا وبريطانيا. وكان تنظيم القاعدة الذي تبنى الاعتداء ضد كنيسة سيدة النجاة في بغداد في 31 اكتوبر الماضي وجه آنذك تهديدات للكنيسة المصرية. فقد طالب تنظيم “دولة العراق الاسلامية” التابع للقاعدة في تسجيل “باطلاق سراح” امرأتين قبطيتين قال انهما اعتنقتا الاسلام واعيدتا بالقوة الى الكنيسة. وقال انه في حال لم يفرج عنهما، فان “القتل سوف يعمكم جميعا وسيجلب البابا شنودة الدمار لجميع نصارى المنطقة”. والسيدتان القبطيتان هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، وهما زوجتا كاهنين قبطيين اثار الحديث عن اعتناقهما الاسلام جدلا في مصر .