شهدت بيروت الأحد عرضا مسرحيا جديدا بعنوان “صياح ولا من مستمع”، يسلط الضوء على معاناة العمال الأجانب في لبنان. وألفت المسرحية وأنتجتها وشاركت في إخراجها الإثيوبية رحال زيجي، التي تعمل خادمة بأحد المنازل في العاصمة اللبنانية. وتتضمن المسرحية خلال مدة عرضها التي لا تزيد على 40 دقيقة مجموعة من المواقف التي يتعرض لها العمال الأجانب في لبنان والانتهاكات التي يلاقونها من مخدوميهم أو مرؤوسيهم في العمل بل ومن سفارات بلادهم في أحيان كثيرة. وتؤدي رحال في المسرحية شخصية خادمة تدعى ليلى تعمل بمنزل عائلة لبنانية. وتساند ربة المنزل خادمتها ليلي وتحسن معاملتها دون أن تدري أن رب الأسرة يعتدي على الخادمة جنسيا. وتصور القصة محاولات ليلي للتخلص من مشاكلها ومساعدة خادمة أخرى تعمل لدى جيران مخدوميها تدعى منى. لكن ليلي تفشل في كل محاولاتها حتى عندما لجأت إلى مكتب العمل للشكوى. وتهرب الخادمة أخيرا من المنزل عندما تكتشف أنها حبلى وتختفي مع زميلتها منى. تعيش رجال زيجي (32 سنة) في لبنان منذ 13 عاما. وعانت كل صنوف الانتهاك في الأعوام الأولى لإقامتها هناك. وباتت رحال في الوقت الحالي من أقوى المدافعات عن حقوق العمال المهاجرين في لبنان. وقالت “أريد إيصال رسالة واضحة المعالم مفادها أنه إذا كان هذا مايحدث لنا فكيف يمكننا أن نتحمل؟”. وقالت رحال ردا على سؤال عن مخدومها الحالي بيار كوتجيان إنه أصبح بمثابة والد ثان لها عندما التحقت بالعمل في منزله قبل ستة أعوام. كان كوتجيان على النقيض مما لاقته رحال في السنوات الأولى لإقامتها في لبنان حيث عاضدها وساعدها في تصحيح نص المسرحية وساندها خلال مرحلة الإعداد لتقديم العرض. وقال كوتجيان “تواجه مثل هؤلاء البنات مشاكل عديدة لذلك حاولت زيجي أن تساعدهم بهذه المسرحية قدر ما تسطيع. هذه كانت طريقتها. أنا قلت لها برافو عندما أخبرتني بخطوتها.. هي تؤدي عملها في بيتي بشكل جيد دون ادنى تقصير.. تركتها تفعل كل ما تريد في إطار ماهو معقول.. قلت لها قولي ما شئت في المسرحية لكن دون مبالغة”. انضمت رحال إلى منظمة غير حكومية تسمى قوة عمل العمال المهاجرين في لبنان التي تقدم مساعدات اجتماعية ونفسية للعمال الأجانب. وقال عمر حرفوش منسق لأقسام الكمبيوتر في مركز تكوين تابع للمنظمة “تعرفنا على رحال منذ حوالي سنتين.. رحال استطاعت ان تكتب نص المسرحية.. ابراهيم هو واحد من معلميها الذين تعاملوا معها ووجهوها إلى أن صار نصها مسرحية.. جميع الممثلين في المسرحية هم من تلاميذ مجموعة العمل.. استمرت التدريبات على المسرحية حوالي السبعة أشهر”. وشارك بعض أعضاء قوة عمل العمال المهاجرين بالتمثيل في مسرحية “صياح ولا من مستمع” مع بعض الممثلين اللبنانيين الهواة الذين يساندون قضية العمال الأجانب. ولاقت المسرحية إعجاب الجمهور الذي حضر عرضها الأول. وقال شاب من الجمهور يدعى جاد خوري “المسرحية بقدر ما اعجبتني بقدر ما صدمتني.. لم اكن اعرف أن ظروف العمال الأجانب صعبة إلى هذه الدرجة.. لم اكن اعرف انه حتى في سفارات بلدانهم لم يكونوا يساعدونهم أو يهتمون بشؤونهم”. وخصص عائد بيع تذاكر العرض المسرحي للمساهمة في الرعاية الصحية للعمال الأجانب في لبنان.