[email protected] فى بعض الأحيان أجد نفسى حزينة أو غاضبة من بعض الظروف التي من الممكن أن تطرأ علي كأي شخص اخر يسكن هذه المعمورة حياتنا ليست دائما ملح و ليست دائما سكر ،تتقلب الحياة و تدور كالدولاب و تتلون ،تجدها بالوان زاهيه احيانا وتفاجئك بالسواد القاتم بلا مقدمات، والاغرب انه تمر عليك ايام لا طعم لها و لا لون يصعب عليك وصفها لانك لا تحسها، تعيشها بلا تفاعل لا سلب و لا ايجاب لا حزن و لا سرور ، وكأي من مخلوقات الله أجد نفسى احيانا حزينة أو غاضبة من بعض الظروف التي من الممكن أن تطرأ علي كتعطل مصالحى أو توقف بعض اعمالي أو خسارتى لبعض الأموال أوخيبة أمل ببعض ألأصدقاء أو المعارف ممن توسمت فيهم الخير ووقفت إلى جانبهم ولكنهم قابلوا الإحسان بالإساءة ،وفى أحيان أخرى أكتب قصة للأطفال وكلي يقين أنها ستفلح فى إيقاظ خيالهم الجامح وتداعب مشاعرهم الرقيقة وتدخل السرور والبهجه إلى قلوبهم الطيبة وتنعش أرواحهم البريئه ولكنى رغم كل هذا لا أجد وسيلة لايصال هذه القصة لهم ليقرأوها فأشعر بألم واحيانا اتمنى الذهاب الى مكان او رؤية شخص او تحقيق امنية ما و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!!! هذه امثله بسيطه ولوفتحت الباب لسرد كل مايمكن أن يزعج الإنسان أو يضايقه لن تسعني الصفحات، وذلك لأن كل إنسان لديه مايؤرقه ويشغل فكره وينغص عليه طيب عيشه وسعادته باختلاف اهتماماتنا حسب طموحاتنا و فئاتنا العمريه و خلفيتنا الثقافيه وغيرها من المؤثرات. وبالملاحظة البسيطة نجد أن المجتهدين و الناجحين فى الحياة هم المستهدفين أكثر من غيرهم بالحقد والغيرة والنميمة وتشويه صورهم بالكذب و الظلم و الافتراء و الاساطير لإرضاء غرورالفاشلين او لتحقيق مآرب ربما ماديه او سياسيه او اجتماعية وغيرها من الاسباب،وأجد الكثير من الإجحاف والظلم بحق تقييم الأمور ووضعها بوزنها وقدرها الصحيح وكما قيل فى الأثر الدارج ( لبيشوف بلاوى الناس بتهون عليه بلوته) ومن هذا المنطلق أتذكر فى أحد الأيام إلتقيت فيها بخالي الدكتور سينا بدرالدين لأشكو له عن إحدى المشكلات التى تواجهنى فإذا به يأخذني بوجهه السمح و ابتسامته الطفوليه ليخرجنى من دائرتى الخاصة ويدخلنى لدائرة أوسع وهي هموم الناس حيث قص علي حكاية خمسة رجال كل واحد منهم يعتبر نفسه من أصحاب الحظ التعيس ومن المنكوبين والمظلومين بهذه الدنيا و كل منهم لديه أسبابه ومبرراته المقنعه ليضع نفسه بهذا الخندق، فقرروا اللقاء فى جلسة حميمه مغلقه كى يبث كل واحد منهم شكواه للآخر بجديه و يتبادلون النصائح و يتشاورون على ان يجدوا حلولا لمشاكلهم و بالفعل تم اللقاء و اجتمع الاصحاب و بدأ كل واحد منهم يروي قصته و يفضفض و يلقي ما بداخله من هم و غم على كتف اصدقائه المخلصين ،وبعد ان انهى الخامس حديثه راودتهم فكرة رهيبه !!!بأن يتبادل كل واحد منهم مشكلة الاخر و بعد جدال طويل و حوار عميق و نقاش عقيم و بدأ كل واحد منهم يرمي مشكلته للاخر و الاخر يرميها و ذاك يلقفها و هذاك يلقاها الى ان شعروا بالارهاق النفسي و الجسدي والنتيجة أنهم لم يستطيعوا تنفيذ ذلك وأعادوا الكرة مرة أخرى من نقطة البداية ليتلقف كل واحد مشكلته الرئيسه وكأنك يابوزيد ماغزيت لأن مشكلته كانت بنظره الأهون والأسهل ..فضحكنا كثير ا و تأكدت بأنه فعلا لا يوجد أحد مرتاح أبدا وان مهما كانت مصيبتك فلدى غيرك مصيبة اكبر منها فأحمد الله و اشكره بأن لطف بك وتعلمت ان الرضا و الراحه تأتى من القناعة والرضا بما قسمه الله، أماالطموح والسعي يجب ألايتعارضا مع ما أعطاناإياه رب العالمين من قدرة بما معناه على سبيل المثال لا الحصر الا نشتهي مالانستطيع شرائه حتى نجمع من الرزق الحلال ثمنه وبشكل لايكون هاجس فإن لم نستطيع تحقيقه نتعب ونمرض ونكتئب ونغضب . ورغم ذلك فإننى قد أجد أشخاصا يطلبون من الله شيئا ما و لايجيب الله مطلبهم فبذكائهم المحدود يغضبون إلى أن–معاذ الله-أجد بعضهم يصل لحد عتاب الله والتفوه بكلام غيرلائق ويخرجون عن قيم الأدب مع الخالق العظيم. .ولكن الله يعلم وهم لايعلمون–لأن ربما هم يطلبون شيئا ليس بمصلحتهم ولن يعود عليهم بالخير و تمر الايام و يحمدون الله لانه لم يستجب دعواهم وهناك ايضا من لا يستطيع تفسير الاحداث و استيعابها كقصة(النبى موسى مع سيدنا الخضر )الذى طلب من سيدنا الخضر عليه السلام بأن يصطحبه معه برحلته ويتعلم منه فقال له سيدنا الخضر لا ،﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ بمامعناه أنك لن تفهم أو تقدرماأناأفعله الا ان سيدنا موسى وعد سيدنا الخضر بانه لن يسال او يحتج الى ان يأتي الوقت المناسب الذي يشرح له به سيدنا الخضر الاحداث و خرجوا برحلتهم التي مروا بها بثلاث احداث عندما هد نبي الله سور في مدينه وتعجب موسى من هذا الفعل و عندما قتل سيدنا الخضر ولدا و اندهش موسى إلى أن مروا بسفينة وركباها فقام سيدنا الخضر بخرقها فقال له سيدنا موسى أخرقتها لتغرق أهلها ؟؟ فقال له الخضر عليه السلام الم اقل لك انك لن تستطع معي صبرا و فسر له أنه خرقها كى يظهر فيها عيوب فلا يطمع فيها الملك الذى كان معروفا فى ذلك العهد بأنه يأخذ كل سفينة غصبا . و انه قتل ذاك الصبي لانه ولد عاق و سيؤذي اهله الطيبين عندما يكبر و ان السور الذي هده كان تحته كنز ليتيم و اخاه الاصغر و ودعه معتذرا عن اكمال الرحله بصحبته و اكمل الرحلة وحده ﴿ ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً﴾ وكما لم يفهم النبي موسى النبي الخضر و هم انبياء بشر هناك بشر ليسوا انبياء تفسر و تحلل بظواهر الامور و تحكم من حيث افقها الضيق و محدودية علومها و درايتها بالامور كما ان عقلنا البشرى مهما أوتى من ذكاء وعلم ومعرفه فهو قاصر وعاجز عن بلوغ وفهم مقاصد الله سبحانه و تعالى وحكمته فما نراه شرا قد يكون فيه كل الخير لو إنتظرنا قليلا وصبرنا لنعرف حكمة الله ورحمته وهو ماعبر عنه الخالق العظيم فى كتابه المحكيم ((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))22 -23 الحديد .صدق الله العظيم العليم الحكيم وليرحم الله ضعفنا البشرى ومحدودية عقلنا الذى يجعلنا لانصبر على قضائه ولانفهم آيات حكمته وعدله ورحمته و يمن علينا بالرضا و القناعه و حمده بالسراء و الضراء سارة طالب السهيل كاتبه عراقية [email protected]