الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تخطيط مستمر لانشاء دول على اشكال هندسية بوادي النيل: مربع ومثلث
نشر في حريات يوم 08 - 01 - 2011

الليبيون مولعون بالاشكال المتشابهة و التراميز الملفتة ؛ فالكلونيل الليبي جعل من يوم 9.9.1999 يوما للاعلان عن الاتحاد الافريقي و توجهه نحو امم الزنوج؛ وجعل الساعة التاسعة والدقيقة التاسعة والثانية التاسعة موعدا لذلك .ولا يعرف بالتحديد السر غير اعجابه بالمتشابهات . اختار نجله الاصغر الخميس القذافي يوم الخميس ترقيته الى رتبة كابتن وقائدا لخميس من الجيش ؛وقد شهد حفل التنصيب جنرال يدعى خميس من الجيوش العربية بينما جمع كل من يحمل اسم خميس في ليبيا لحضر الاحتفال.
المصريون كما لو انهم بدأو يقلدون اشقائهم وجيرانهم الليبيين ؛ مصر في عام 95 ف قامت بمد خط مستقيم على المسطرة في حدودها مع جارتها اصعد الصعيد على خط العرض 22 ش . وبذلك تمكنت من حزف مثلث حلايب في الزاوية لصالحها . ولاحقا عالجت مصر النتوأت التضاريسية في منطقة العيونات عند المثلث الحدودي مع ليبيا والسودان على الخط العرضي ذاته ؛ ايضا ليكون لصالحها ايضا على حساب السودان . و بذلك تحولت خريطة مصر الى شكل هندسي مربع الشكل جميل .
في قمته الشهيرة للقادة الزنج والعرب المستوطنون قارة والتي عقدها في مدينته المفضلة سرت واثناء كلمته المفتاحية الشهيرة ذكر الكلونيل الليبي معمر القذافي ان الاطفال في المدارس سيحزنون لان الخريطة التي يعرفونها عن السودان ستتغير . ولن يتمكنواستيعاب الخريطة الجديدة بعد انفصال الشمال عن الجنوب . شكل الخريطة مهم عند بعض القادة والزعماء العرب عن الاسباب التي قادت الى صياغتها .
فيما كانت المساعي جارية لاستقلال شعب جنوب السودان والسودانيون يتحدثون على طريقة القذافي في شكل الخريطة المتبقية ؛ وبلا شك سيكون للشعب الجنوبي دولته على الشكل الذي يريده وفق خريطة جديدة غير معرفة هندسيا . كانت الجلابة في الخرطوم و منذ سنوات قد قطعت شوطا في صياغة شكل مثلث لدولتها المستقبلي ؛ وخططت لها بعناية . واليوم في الحزب الحاكم يرسمون مساعي الانفصال شمالا من السودان بداوا يسوقون الافكار عن الاتحاد في المستقبل بين دولتهم المثلث و دولة المربع المجاور .
ان يكن الليبيون مرمزون ومولعون بالاشكال الملفتة . فليس ذلك حال المصريون في دولة المربع ؛ فمصر تعمل وفق خطة تحسبية جادة في المستقبل ؛ وبوعي. فهي قبل خمس عشر سنة و حسما لاي نقاش وقتها مع السودان تقدمت ووضعت وحدات من قواتها البرية في منطقة المثلث المتنازع عليها قرب البحر المالح ؛ واثناء مع كان السودانيون يتجادلون عن اعراقهم وثقافاتهم وجهاتهم في بلد كنز لم يتعرفوا على نعمه الفريدة بويوفوه حقه ؛ كانت وحدات اخرى من القوات المصرية تتقدم لتتمركز في الحدود الصحاروية الشمالية الغربية مع السودان وليبيا؛ و اقامت لاول مرة قاعدة عسكرية تضم وحدات من البر وسلاح الجو قرب جبل العوينات وضمت كيلومترات من الجبال التاريخية اليها على حساب السودان.
وفي غمرة الفوضى السوداني العارم ضاعفت مصر عدد قواتها المترابطة قديما ببلدة توشكي قرب بحيرة النوبة شمالا ؛ وعززت من القاعدة الجوية الكبيرة لسلاح الجو في اسوان. فيما تفيد معلومات اكيدة عن ان اسطول بحري لمصر يرابط بالقرب من القاعدة البرية في مثلث حلايب داخل البحر المالح .
لم ينصرم العقد الاول للقرن العشرين حتى بلغت التعزيزات العسكرية المصرية في حدودها مع جارتها (اللدودة) السودان ثلاث اضعاف تلك التي لها في شبه جزيرة سيناء قبالة حدودها مع عودتع (الودودة ) اسرائيل.
هل نحن مقبلون على حرب حقيقة مع مصر يا ترى ام هو نذر احتلال دون مساعد لها مرة اخرى في هذا القرن ؟ كانت اجابة ضابط التحقيق الامني -في احدى توقيفاتي الكثيرة واعتقالاتي بالقاهرة - حول سؤال كهذا هو :
” احنا ح نحتل السودان “.
طبعا احلام حليمة للعودة لقديمها في القرنيين الثامن و التاسع عشر مرة اخرى تترد دون مساعدة واضحة من تركيا او انكلترا .
قلت له : “اعتقد انك تقصد انكم ستدخلون حربا مع السودان ؛ وهذا ممكن حدوثه بالرغم من انني لا ارى داعي لحسم خلافنا المستقبلي بالحرب ؛ لكن ليس من المكهن به في هذه الحالة لمن سيكون النصر ”
في مؤتمر حزب المؤتمر الوطني (اليمين الجلابي) الحاكم في السودان في العام 2005 ف قدم الاقتصادي السوداني (من اصول مصرية ؟ تركية؟) الدكتور عبد الرحيم حمدي. ورقة صغيرة تحت عنوان (الاستثمارالاقتصادي في السودان ) ؛ أثارت هذه الورقة ردود افعالا واسعة و جدل واسع النطاق بين السودانيين لما حملتها من افكار انفصالية صريحة .
لا يعرف الكثير من هم ليسوا في الحزب وخارج المؤتمر تفاصيلها غير ان المشهور عنها انها وضعت برنامجا اقتصاديا استراتيجيا صريحا وصارما خلال الفترة الانتقالية التي تعقب توقيع اتفاق السلام مع المتمردين السابقين من الامم الزنجية في الشطر الجنوبي؛ قال حمدي فيها انه ينبغي تركيز التنمية والاستثمار الاقتصادي في منطقة مثلثة الشكل على مجرى نهر النيل وسماها (دنقلا – سنار + كردفان). واعلن حزب اليمين موافتقه عليها تكتيكيا انه سيعمل خلال فترة السنوات الاربعة المقبلة على تركيز الاموال في هذه المنطقة بغية كسب اصوات الناخبين خلال الانتخابات المرسوم اجرائها في 2010 ف ؛ لكن للورقة اغراض استراتيجية تخطت المرحلة كما هو ظاهر اليوم.
ومغزى التركيز في هذه المنطقة براي الاقتصادي المصري(التركي) المتسودن انها الاراضي التاريخية للسودان “العربي الاسلامي” او بتعبيره “السودان ذات الملامح العربية الاسلامية ” وحيث شهدت المنطقة الدولة العربية الاسلامية في سنار التاريخية (1505-1821ف).
ومسقطا من الذاكرة الجماعية تاريخ دولة دارفور الاسلامية (1646-1916ف ) ان سمح لنفسه بحزف البجا وزنوج الجنوب والانقسنا وجبال النوبة السودان . لكن حزب اليمين بورقته اعلنت ليست عن توقعات لكن سلوكا فعليا لفصل منطقة المثلث عن السودان بتعبير المحلل السياسي عبدو حماد ” فصل الضلعين عن والاحتفاظ بالثالث”
ويشار الى ان برنامج الورقة مثلت انقلابا على برنامج عمل الحزب المعلن قبل خمس عشر سنة في ” ثورة الانقاذ الوطني منذ 1989 ف” بدولة واحدة تحكم “بالشريعة الاسلامية وستحارب امريكيا وروسيا “ الى خطة بديلة لدولة بديلة .
صحيح الامور تتغير والاحوال .
خلال الاعوام الخمس التي تلت ظهور الورقة الشهيرة لم يوفق جهود حركة تحرير شعوب السودان من الجنوب بافكارها التاريحة للسودان الجديد؛ ولا جهود الحركات السودانية في الاقاليم الغربية او الشرقية ولا الاصوات السودانية المتحررة وجهودها في الشمال والوسط من تغير اتجاه حزب اليمين الجلابي نحو تحقيق الانفصال بالمنطقة المثلث.
مثلث حمدي كمثلث برمودة شكل معضلة امام جهود شعوب وامم السودان لتحقيق وطن جديد كما في افكار ورؤى جيل القرن الحادي والعشرين المنشورة عن الدكتور جون قرنق دي مابيور .
في الحقيقة ؛ حزب اليمين يؤمن بفكرة العودة الى الماضي لتحقيق الهوية الوطنية والثقافية ؛ وهذا يجعلني انبههم الى احقيتنا بارضا اكثر منهم.
فالمنطقة مثلث الشكل (دنقلة – سنار +شمال كردفان) تضم في الاساس الاراضي التاريخية لحضارة كوش الزنجية الاولى واولى بها الامم والشعوب السوداء من العروبية الاسلامية المهاجرة . فمنطقة مروي عاصمة كوش ؛ وكرمة ؛ و علوة بعاصمتها سوبا بين النهرين ؛ وسلطنة الفونج كانت قديمة قبل اعلان اسلاميتها؛ مثل ما ان الشعوب في دارفور كانت موجودة قبل وصول العرب والاسلام واعلان الدولة والاقدم من هؤلاء وجود الامم الكوشية في الجنوب .
لكن الحزب الوطني في فكره اليميني يمعن في غض النظر عن حتى الاسماء الاعجمية في دنلقة ؛ و سنار ؛ كردفان ان رفضت علوة وسوبا . ويدفع عربته في اتجاه العقلية العروبية لوصفها بمنطقة الوجود “العربي الاسلامي” علما بان العرب والاسلام مهاجرين الى بلادنا .
كميت (مصر) التاريخية التي خلقتها كوش (السودان) ليست هي مصر (كميت) الحالية التي خلقت من اجلها السودان الحالي في القرن الثامن عشر(في ارض كوش) لتلبية حاجاتها الاستعمارية .
فمصر كدولة ونظام ظلت طوال تاريخها تجد في السودان كارض وشعب موارد مستباحة ؛ ودولة تحفظ لها امنها المائي والغذائي . وكنظام يدير لها معاركها وفق مصالحها بالمجان جنوبا في حوض النيل. وان مات شعبه بالعطش والحروب في سبيل ذلك لا يهم فهم (عبيد بقط) .
فيما يتصارع السودانيون ويقتتلون ويتفاصلون ؛ مصر تعد العدة في تتناسى شكلها المربع المتيم بها ؛ وتبدا تعمل في تغير جلدها بضم الرقعة المثلث اليها لخلق شكل جديد فيها تجانس هندسي غريب لكن اكثر لفت الانتبها سيسر بها صديقنا ملك الملوك الكلونيل الليبي.
خلال ثلاث ايام ابتدا من 14 ديسمبر المنصرم ؛ استضاف مركز الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة ما سمته ” مؤتمر العلاقات المصرية السودانية في ضؤ الظروف الراهنة في السودان ” وقد ركز المؤتمر في تلاوة اوراق مصرية وافكار مصرية تناقش البعد الاقتصادي والمائي في الاساس لعلاقة مصر مع كل السيناريوهات المتوقعة في مستقبل السودان .
جرى المؤتمر على سيناريو مسلسل مصري ساذج لا يخلو من الضحك “ تعال اسمعني بس بؤلك ؛ ؛ انا عارف انتو عايزين ايه . انا اعرف اكتر منكم بمصالحكم . اسمعني بؤلك كيف نتحد انا وانت علشاني . انت تسمع بس ؛ لاني اعرف انت عاوز تؤول ايه ؛ ما السودان ومصر حاقة واحدة ”
بعد يومين من نهاية المؤتمر الاول نشر برنامج “حوض النيل ” بمركز الاهرام تقريرا عن مداولات ندوة قيلت انها عقدت مشتركة بين “باحثين واكاديمين “مصريين وسودانيين ” ناقشوا العلاقات المصرية السودانية في ظل استقلال جنوب السودان ؛ ونشر مقترح حول فكرة اتحاد كنفدرالي بين الدولتين مستقبلا او بالاصح بين مصر وما يتبقى من السودان ؛ عملا نحو اتحاد كامل .
لكن الفكرة هي في الاساس فكرة اتحاد بين الدولة المربع الشكل والمثلث السوداني المنفصل عن السودان في الشمال ؛ وهذا ملقص لتوسيع رقعة الاراضي الزنجية المنزوعة في الجزء الشمال الشرقي للقارة لتكون تحت ادراة العقلية الهكسوسية في افريقيا .
بدات الفكرة تظهر في العلن في افكار عربية جريئة طوال الاشهر الاولى من العام 2010 ف بالعاصمة القاهرة على ايقاع متسارع مع توقعات فصل الاقاليم الجنوبية للغالبية الزنجية من شعوب السودان والاقاليم الغربية ايضا .
وفي اللقائين الاخيرين في منتصف ديسمبر 2010 ف بمراكز الدراسات والابحاث الاستراتيجية المصرية كان المشاركون هم مصريون و جلابة المثلث السوداني ممن هم اعضاء الحزب الوطني الحاكم في السودان ؛ ولم يشارك فيهما مراكز دراسات وابحاث سودانية كما نشر كي يتسنى لدارسين مدركين بمصالح شعوب و اممهم في السودان حول الفكرة والافكار بل ؛ رفض مقترح من ممثليين مدعوون عن مركز السودان للمشاركة في الجلسة الاولى لتقديم ورقة تعبر عن رؤية السودانيين في مسالة مهمة تتعلق “بالعلاقات السودانية المصرية ومستقبلها ” وقاطع الممثلون الجلسات .
وفي حقيقة الامر مجمل افكار الاوراق هي رؤى مصرية مسبقة اخرجت لتطرح في زمن ليوافق عليها جلابة المثلث السوداني في مركز الدراسات الافريقية ليحضره بعض سودانيين في الجلسة الاولى . اما في مركز الاهرام فقط اختصر على جلابة المثلث والمصريين و؛ يقراه فقط السودانيون كاخبار مثل كل قارئ للعربية على مواقع الاخبار كما لو ان المسالة لا تعنيهم.
بالطبع لا يفوت على الحصيف ؛ ومن خلال نظرتها نحو الجنوب دائما ان ما يطرحه الخبراء والدارسون في مراكز الابحاث والدراسات الاستراتيجية والجامعات من افكار تكون تم طرحها ونقاشها و حسمها سلفا في مؤسسات ما وراء الظل في هذه الدولة التي طبيعة حكمها ليست عبر مراكز الابحاث والجامعات بل عبر المخابرات والمخابرات المضادة ورجال الجيش . و يوظف في خدمت اجهزة الظل الجامعيون واصحاب مراكز الدراسات من اجل ايجاد تبرير للممارساتها .
ولاحقا حين يتولى السياسيين والدبلماسيين ادراة تلك الرؤى والافكار وقيادتها بمفردات لغوية مختلفة تكون الافكار قد بلغت سياقات مقبولة. والاخيرون ايضا جزء من مؤسسات الظل او كانوا .
يتاح فرصة هنا للتفكير في اعجوبة مراكز الابحاث والدراسات والجامعات تحت قيادة جيوش متدكترون ومؤستذات مصابون بالعمى عن دور مراكزهم ومؤسساتهم في الاساس الاسهام بافكار الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والترشد نحو تحقيق حكم مدني داخلي ببلدهم ؛ وذلك اولى واجدى من التطوع في تقديم خدماتهم المجانية الى الدول المجاورة ؛ وكيل تهم ضدها بالشمولية وغياب الديمقراطية وخصام حقوق الانسان ؛ وشعوبها بالشرزمة . الاعجوبة قصة فلاحي الدراسات والابحاث من اصدقاءنا المصريين المتدكترون العاملون في الحقل السوداني .
للمتأمل المسالة تثير الدهشة في هذا النوع من (ضعف القلب وحمريته ) ؛ وقلة المرؤة الانسانية لدى العقل الرسمي وشبه الرسمي في مصر الجارة . ينشغل تفكير الجار في كيفية توزيع تركة رجل لم يمت بعد ؛ والجدل على عمولة فعل تحريض احد ابناء احدى الزوجات على اشقائهم الاخريين .
وبالنسبة لمصر وبمفردات اهل السياسية والدبلماسية فيها لا يزال الامر لم يفت بعد ؛ و امكانية احياء الرجل ممكنة ؛ ولملمة اطرافه ممكنة . وعلى الاقل تفكيرها بهذه الروح الغريبة يعد احدى مظاهر مرض الجوع لقوم يتجادلون في لحم ثور لما يذبح بعد.
انطلقت اجتمعات جيراننا اولاد فوزية (دقاقين الني) واصدقاءهم ؛ واخواننا اولاد الام جلبة(حبل قيطان) منذ نهاية مؤتمر ورقة حمدي في توزيع التراب السوداني بمنطقة المثلث استثمارا للتنمية الزراعة من اجل الطعام لمصر وتوظيفا للايدى العاطلة المصرية.
اخواننا الامجليب بعنصريتهم وحماقتهم يبحثون عن حماية في سرقتهم مثلث ارض من تركة متوقعة . وجيراننا يسعون في التوسيع خارج مربعهم العجيب في بلد يواجه مجاعة وعطش وضائقة . هذا يبحث عن امان وحماية من اصحاب الاض وذلك يبحث عن طعام وارض.
في 10 سبتمبر 2010 ف في وقت سابق لطرح مراكز الدراسات المصرية لافكارها عن الاتحاد نشرت وسائل الاعلام في البلدين خبرا جد محزن للسودانيين ؛ تتعلق بشراء مصر لرقعة زراعية مساحتها مليون فدان من اصل مليوني ومئتي الف فدان هي مساحة مشروع الجزيرة في اقليم علوة بوسط السودان. واستقدام عمال من مصر لفلاحتها .
وسبق ذلك في عام 2008ف ان اشترت مصر 30 الف فدان بمنطقة نوبة الادنى ؛ منها 5 الف فدان في مقاطعة النهر الابيض من اقليم علوة ؛ والاخرى في القضارف ؛ وقال مستثمر مصري يدعى مصطفى الجندي ويعمل نائبا برلمانيا ايضا ان السودانيين قدموا للمستثمريين المصرين فوق 60 الف فدان وباسعار تبلغ 150 دولار فقط للفدان الواحد ؛ مليون من اصل خمس مليون شاب سوداني عاطل يتمكنون من متابعة تصريحات مستفزة هكذا عن ارضهم ومواردهم ؛ نصف من يسمعون هذه التصريحات هاربون الى مصر من اضطهاد دولتهم لهم بعوامل العرق والثقافة .
لبنود عقود الاستثمار الزراعي المصري في السودان قوة المعاهدات الدولية ؛ مثل اتفاقبات تقاسم حصص مياه النيل ؛ ذلك بقول المتدكرتون من المختصين المصريين تعليقا على اتفاق (المتعافي+اباظة ) وزيري الزراعة في البلدين .
ويضيفون انه من حق مصر ان تتدخل بقوة عسكرية لحماية استثماراتها في السودان في حالة حدوث اي تغير في سيناريو محتمل لا يعترف بذلك ؛ ؛ وجيوشها جاهزة على ابوب المستعمرة .
ان عقود وافكار وتكتيكات اقلية الجلابة في نظام حزب الوطني والمصريين ؛ ومستقل الاراضي السودانية المنزوعة في المثلث بالنسبة لنا يعادل بالضبط ( وعد بلفور الخاص بمنح البريطانيين لارض فلسطين لليهود ) بمفهوم الخطاب العربي الاسلامي . فالارض ارض ؛ ولا يجوز عطية من لا يملك لمن لا يستحق . وان يكون من مساحة للنقاش مستقبلا عن افكار تحقيق المصالح بين الشعوب فنحن نثق ان كل منا يدري بحدود مصالح شعبه فليبدا الحوار وقتها .
بعيدة انتهاء قمته الزنجية العربية بسرت ستمبر عام 2010 ف. وبعد ان اثلج صدورنا باعتذاراته التاريخية العلنية لقادة الامم الزنجية على لقرون من تجارة الرقيق العربي في افريقيا . نقل ايضا عن الكلونيل الليبي قوله موجها الى قادة اقلية الجلابة و مشيرا الى المصريين ” انه بعد انفصال الجنوب السودان عليكم العمل على التوحيد مع اشقائكم “. المصريون هم اشقاء الجلابة الشماليين .
لم يحضر اللقاء بالطبع السودانيين من الغرب او الشرق او الجنوب لان لا احد منهم اشقاء المصريين .
ان التفكير غير المنطقي وغير المدروس في وضع اراضي سودانية كمحافظة مصرية لن يجعل من الشماليين مصريين من الدرجة الاولى كما يتوقعون ويتوهم الجلابة الساعين للامر؛ ولكن سيجعل منهم بوابين وصفرجية في مصر كما هو اشباههم شعب الصعيد المصري ؛ وان استمرت الحالة في مصر لعقود دون تغير هذا الوضع المجحف فاي عقل انساني ذلك الذي يدفع صاحبه للهروب من وطنه وحريته وكرامته الى ظل عبودية محققة ؟
في عام 2003 ف واقليم دارفور يلعن ثورته ؛ نقل عن على طه نائب الدكتاتور السوداني و الرجل الذي يكتنز كراهية كبيرة لسكان الاقاليم الغربية قول يطابق راي شقيق والدة الجنرال الطيب مصطفى الذي يتميز كرها لسكان الشطر الجنوبي :” نفضل عودة المصريين لحكم السودان بدل عودة الغرابة او تعايشي جديد ” .
ان كان الرعب من التعايشي لا يزال يشكل هاجسا في نفوس الشماليين فقد قلنا ونقولها مرة اخرى ؛ سوف لن يعود الخليفة ود تور شين التعايشي ؛ ولن يعود جوانب من حكمه في حق شعبنا في السودان ولا سيما الشمالي .
ولكن ايضا سوف لن تحكم مصر شبرا من تراب بلدنا مرة اخرى ونحن احياء . و لن يضم شبرا من ارضنا لمصر تحت اي ذريعة اتحاد او تكامل .
اما نحن شعب السودان فلا نزال لدينا ثقة في امكانياتنا؛ ولدينا استعداداتنا الفطرية لمساعي الحوار الجاد من اجل سودان جديد بمعنى الكرامة والعزة .
و ان رضيت النخب الشمالية بعد حكمها 55 سنة ؛ وبضيق ذرع وكراهية العيش كسودانيين معززين متساويين مع اخوتهم في سودان جديد ؛ واختاروا بكامل ارادتهم العيش في مكانة البوابين والصفرجية وسكان الدرجة الثالثة في مصر فسيضطرونا لتحريرهم بلا شك باكمال تحرير ارضنا .و سلنحقهم في مصر ان جاؤوا اليها . في القرن الحادي والعشرين سوف لن يعيش افريقي اسود مضطهد وهو داخل القارة .
منعم سليمان
8.جانوير 2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.