فى عصر حقوق الانسان ، وعصر حرية الضمير والاعتقاد ، اصدرت ما يسمى بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة – الغطاء العلنى للسلفية الحربية فى السودان – بياناً افتى بقتل كل من ينصر مسلماً ، وبتحريم الدراسة فى المدارس الاجنبية . (نص البيان ادناه) : بيان الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وكفى بالله شهيدا؛ والصلاة والسلام على من بعثه الله هاديا وبشيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. ثم أما بعد… فإن حفظ الدين أعظم كليات الإسلام على الإطلاق؛ ودونه تبذل المهج والنفوس؛ ويسترخص في سبيله الغالي والنفيس؛ فالدين رأس المال للعبد كما قال الحسن البصري حمه الله: رأس مال المؤمن دينه؛ لا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال. وحفظ الدين واجب مشترك بين الراعي والرعية؛ بل حفظ الدين شرط شرعية السلطان؛ وبه يستحق السمع والطاعة؛ قال القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه الأحكام السلطانية: (ويلزم الإمام من أمور الأمة عشرة أشياء: أحدها: حفظ الدين على الأصول التي أجمع عليها سلف الأمة. فإن زاغ ذو شبهة عنه بُيّن له الحجة وأوضح له الصواب، وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود، ليكون الدين محروساً من خلل والأمة ممنوعة من الزلل. وفتنة المسلم عن دينه من الأمور العظام؛ لأنه إخراج للمسلم من ملة الإسلام للردة والعياذ بالله؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه) رواه البخاري. وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة). وفتنة المسلم عن دينه أشد من قتله وأكبر من قتله كما قال الله تعالى (والفتنة أشد من القتل) وقال تعالى (والفتنة أكبر من القتل) وقال الطبري إمام المفسرين (كانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه وذلك أكبر عند الله من القتل). نقدم بهذه التقدمة بين يدي الحديث عن أمر جلل يقع في البلاد من أمد بعيد؛ ألا وهو تنصير المسلمين في السودان؛ فبعد أن كان التنصير متركزا على القرى النائية والمدن البعيدة؛ صار في العاصمة الخرطوم والمدن الكبيرة في السودان. وصار في المدارس والجامعات وبأساليب وطرق خبيثة وماكرة؛ حتى وصل الأمر إلى استخدام السحر في بعض الحالات. فتنصّر بعض طلاب الجامعات من الذكور والإناث وعثر على بعضهم خارج السودان وقد سافروا بدون علم ذويهم؛ وآخر ذلك ما نشرته الصحف الأسبوع الماضي؛ عن ذلك المنصر البريطاني الذي يتكلم العربية بطلاقة ويدرس في مدرسة حيث حاول تنصير بعض الطلاب حتى أخبر أحد الطلاب أهله. وأبلغت السلطات بذلك فكان الإجراء مغادرة البلاد! ولا شك أن هذا الإجراء هزيل والعقوبة غير متناسبة مع عظم الجريمة (إخراج المسلم عن دينه) فإنّ من ثبت عليه أنه يفتن مسلما عن دينه بتنصيره أو محاولة ذلك فإنه ينتقض بذلك عهده وأمانه وذمته؛ ويحل بذلك دمه؛ ويجب على السلطان أن يقتله وليس للسلطان أن يعفو عنه بحال من الأحوال وإلا كان السلطان مضيعاً لدين رعيته فاقدا بذلك شرعيته. وبناء على ما سبق فإن الرابطة الشرعية تؤكد على جملة من الأمور: أولا: حرمة الدراسة في المدارس الاجنبية التي ثبت ضررها وفشا بين الانام خطرها. ومن ثمّ فيجب على الأباء سحب أبناءهم من تلك المدارس ومقاطعتها وأن لا ينخدعوا بالثقافة الغربية واللغة الإنجليزية فيتركوا أبناءهم بين يدي المنصرين تحت غطاء تعلم اللغة الإنجليزية. فذلك من تضييع الأمانة. ثانياً: على العلماء والدعاة وطلاب العلم التنبيه على خطورة المدارس الأجنبية والتحذير منها. ثالثاً: واجب الدولة تجاه رعيتها القيام على حفظ الدين؛ والنفس والعقل والمال والعرض والنسل وسن التشريعات المفضية إلى ذلك وتجريم كل من يثبت دعوته للتنصير في بلاد المسلمين وفتنة المسلمين عن دينهم. رابعاً: على الحكومة إعادة قانون منع التنصير (التبشير) الذي ألغته في بدايات قيامها؛ بعد أن كان قانوناً ملزماً طيلة الحكومات السابقة. خامساً: لازلنا ننتظر من الحكومة أن تحسم أمر تحكيم شرع الله تعالى في كل المجالات؛ وأن تطبق الشريعة واقعاً وليس تنظيراً فقط. وبذلك يجعل الله سبحانه لها هيبة بين الدول؛ ويجعل لها محبة في قلوب الرعية؛ بدلاً من هذا الهوان الذي صار إليه أمر السودان. قال سبحانه (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) الحج (41). ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبرم لأمة الإسلام أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين الامانة العامة.