((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات مروّعة عن التعرية والاغتصاب الجماعى لمتظاهرين مصريين
نشر في حريات يوم 06 - 02 - 2013

عن أى دين تتحدث جماعة الإخوان المسلمين؟! المفترض وطبقا لاسمها الرسمى هو الإسلام، إلا أن ممارساتها منذ وصولها إلى الحكم «مجلسا وحكومة ورئاسة» يكشف أنها أبعد ما تكون عن الإسلام وتعاليمه، بل إنها لم تترك مخالفة شرعية واحدة لم ترتكبها، ووصلت إلى درجة بشعة، ربما لم يجرؤ النظام السابق بكل مساوئه على اتيانها، بعدما فقدت الجماعة صوابها، وأصبحت تستخدم وزارة الداخلية كذراع باطشة وهاتكة لأعراض معارضيها ومن يطالبون بحقوقهم المشروعة، وحولت الداخلية إلى ميليشيات وعصابات إجرامية ومرتزقة ترتكب أبشع الجرائم، فى سبيل التنكيل بكل من يعرقل محمد مرسى وجماعته من التمكين.
عائدون من جحيم معتقل الجبل الأحمر
شهادات مروعة، ووقائع يقشعر لها البدان، تنفرد «التحرير» بالكشف عنها بالصور، لضحايا جدد لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها الباطشة الداخلية، فبعد واقعة قيام الجنود الذين يحمون محمد مرسى فى قصره بتعرية مواطن وقف يتظاهر ضد سياسات الجماعة وخلع ملابسه أمام كاميرات العالم، وقعت «التحرير» على فضيحة جديدة للإخوان، ربما تكون الأسوأ فى تاريخها، وهى عمليات التعذيب المنظم والممنهج التى يتعرض لها المعتقلون فى معتقلات الجبل الأحمر والسلام ومبارك، والتى تعتبر جرائم ضد الإنسانية، وتخالف كل الشرائع السماوية والأعراف بل والطبيعة السوية لأى إنسان عادى، وهى جريمة الاغتصاب الجماعى للرجال المعتقلين من الثوار، على أيدى رجال داخلية مرسى فى معسكرات الاعتقال، وبالأخص معسكر الجبل الأحمر.
كاميرا «التحرير» التقطت صورًا وفيديوهات لشهادات المعتقلين بالجبل الأحمر، تخجل العين من رؤيتها، الشهادات كشفت عن تعرض 27 معتقلا ممن تم إلقاء القبض عليهم يوم الإثنين 28 يناير 2013 بالتزامن مع إحياء ذكرى الثانية لجمعة الغضب.
أحمد محمد أحمد، أحد المفقودين فى مظاهرات الإثنين 28 يناير، والذى تم العثور عليه فى أحد معتقلات مرسى، يقول ل«التحرير»: «شاركت مع المتظاهرين بالمسيرات لإحياء ذكرى الثورة الثانية لاستكمال أهداف الثورة إلى أن وقعت اشتباكات ما بين الأمن والمتظاهرين أعلى كوبرى قصر النيل وبعد إطلاق الأمن لوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص، تم الهجوم على المتظاهرين والقبض على مجموعة كبيرة منهم.. فحاولنا الهرب، ولكنهم مسكونا وجرجرونا وقلعونا هدومنا وضروبنا فى كل حتة فى الجسم ورمونى بعدها فى النيل».
أحمد أكمل شهادته «وقعت فى النيل وأنا عريان وحاولت العوم ولكن الأمن المركزى أطلقوا علينا الخرطوش فحاولت البقاء فى مكانى أسفل المياه والاختباء خلف مركب لمدة ساعة كاملة، وجدت خلالها متظاهرًا آخر مرميا فى النيل ولم أعلم مصيره»!
«ظهر لانش أنقذنا وأخجرنا من المياه قبل أن يسلمنا للشرطة، وبدء مسلسل التعذيب»، هكذا يكمل أحمد، مؤكدا أنه تعرض للإهانة والضرب بالبيادات والعصا من قبل عشرات الجنود الذين انهالوا عليه ضربا فى جميع أنحاء جسده حتى نزف دمًا من رأسه وسقط على الأرض، وأكمل «سحلونى على الأرض حتى سيارة الأمن المركزى، وعندما وصلنا إلى معسكر السلام، بدؤوا مرحلة جديدة من التعذيب، حيث تعرض 54 معتقلا للإهانة والسب والضرب، قبل إجبارنا على التعرى وخلع ملابسنا».
الضرب عرايا، هو ما تعرض له 58 معتقلا «اتفرموا ضرب» كما يقول أحمد، فور وصولهم إلى المعتقل، مضيفا «أنا أقل إصابة فهناك إصابات بالوجه.. حتى إن البيادة تركت آثار كثيرة على وجوه المعتقلين».
نقطة مفزعة جديدة يضيفها أحمد إلى شهادته، وهى وجود طبيب داخل المعتقل للإشراف على المعتقلين فى أثناء التعذيب والحرص على عدم مفارقتهم الحياة، حيث يقول «جاءنا طبيب نظر إلى حالة المعتقلين دون كشف ودون أن يبدى اهتماما بأى حالة رغم حالات القىء المستمر والصداع التى انتابت المعتقلين جراء التعذيب ورغم إصابة بعضنا بارتجاج فى المخل».
وعن طبيعة الحياة داخل المعتقل، يقول أحمد «قضيت داخل معسكر السلام ثلاث ليالى بغرفة ضيقة بها (بطانية) وحيدة يستخدمها 54 معتقلا، قبل أن يتم ترحيلنا إلى النيابة ثم إلى كابوس آخر وهو معتقل الجبل الأحمر».
عندما بدأت الذكريات تتدافع فى رأس أحمد عما شاهده داخل الجبل الأحمر، توقف عن الكلام، وظهرت على عينيه علامات التأثر والألم لما تعرض له، وبعد فترة صمت، قال «فى حاجات صعب أحكيها»، وعندما تذكر الانتهاكات التى تعرض لها المتظاهرون فى أثناء فترة حكم المجلس العسكرى من تحرش وكشوف للعذرية، استجمع أحمد قواه وأكمل «تعرضنا للاغتصاب والتحرش من قبل جنود الأمن المركزى بأوامر من الضباط».
هل يمكن أن تصل بشاعة وعدوانية الشرطة إلى هذا الحد؟ حتى فى ظل جماعة تدعى تدينها وسعيها لتطبيق الشريعة؟! هل يعلم محمد مرسى ما يتعرض له المصريون فى معتقلاته؟ هل يعلم مرشد جماعة الإخوان المسلمين الذى يبكى حزنا على النباتات أن أعراض الرجال تنتهك حفاظا على بقاء رجاله فى مناصبهم؟
شهادة أحمد الصآدمة لا تتوقف عن هذا الحد، بل ما زالت تمتلئ بالجرائم والفظائع، حيث أكمل «كل مجند كان بيعدى يلاقى زميله بيغتصب معتقل.. فيقوم يجامله ويشاركه فى الاغتصاب الجماعى!».
أحمد يستمر فى شهادته «قضينا خمس ليالى تحت التعذيب المستمر، ثم قاموا بترحيلنا إلى نيابة زينهم، حيث تعرضنا إلى حلقة جديدة من الإهانات لا تقل بشاعة عما سبقها سواء من ضباط المعسكر المصاحبين لنا أو الضباط الموجودين بالنيابات»، مضيفا «كل لحظة قضيناها بنيابة زينهم كانت عبارة عن إهانة وشتيمة وأسئلة تتكرر دون مبرر (مين اللى بينزلكوا التحرير؟) (ليه بتنزلوا تتظاهروا؟) (أنت اللى حرقت المدرعة؟) (كانت فى حيازتك أسلحة؟) ولفقولنا بعديها تهم وقالولنا (خدت الدرس صح؟ يلا إفراج)».
أحمد لم يصدق نفسه وهو يخرج من نيابة زينهم أنه سيعود إلى الحياة مجددا وسوف يرى النور، «شعرنا أننا لن نخرج مرة أخرى»، هذا ما اعتقده أحمد وزملاؤه داخل معتقل الجبل الأحمر، مؤكدا أن الداخلية كانت حريصة على كسر الشباب لإرهابهم ومنعهم من النزول إلى التحرير مجددا.
أحمد أشار إلى أن الداخلية حاولت طوال الوقت منعهم من التواصل مع أهلهم أو الاتصال بهم لإخبارهم بأماكن احتجازهم، مؤكدا أن هناك عددًا كبيرًا من المعتقلين لم يتم الإفراج عنهم ولا يعرف أحد مصيرهم، كاشفا أن أغلب المعتقلين الذين رافقوه فى الجبل الأحمر كانوا طلبة بالجامعة، وخصوصا من كلية الحقوق، من بينهم طفلان أحدهما 9 سنين والآخر 13 سنة، حيث أكد له الأطفال أن جنود الأمن المركزى ألقوا القبض عليهم عند مدخل مترو الأنفاق الذى يبعد عن الاشتباكات تماما، مؤكدا أن الطفلين لم تكن ملامحهما تشى أنهما من أطفال الشوارع.
أحمد محمد أحمد، أحد ضحايا التعذيب والاغتصاب والقهر فى زمن الإخوان المسلمين، قال إنه بعد رؤيته حمادة صابر وهو يسحل أمام الاتحادية، وبعد ما تعرض له هو شخصيا فى المعتقل، شعر بالخزى والعار، وبضرورة عودته إلى التحرير لكى يطالب بحقوق كل هؤلاء الضحايا الذين تعرضوا للإهانة والانكسار والتعذيب، موجها رسالة إلى مرسى «محدش هايجيب حقى وحقهم غير ربنا.. واتقى ربنا فى شعبك».
«عملوا مننا مجرمين»، بهذه الكلمات يبدأ محمود بسيونى شمس، البالغ من العمر 25 عاما شهادته عن ليالى التعذيب فى معتقلات مرسى، مشيرا إلى أن جميع المعتقلين تم اعتبارهم من مرتكبى «الجنايات» بعد اتهامهم بحيازة أسلحة وإحراق مدرعات، متعجبا «أنا آخرى أمسك طوبة».
شمس استكمل شهادته وآثار التعذيب لا تزال باقية حول عينيه فى تجمع دموى بالعين وكسر بالأنف قائلا «أنا ماليش فى المظاهرات.. وجيت القاهرة من الغربية عشان اشتغل.. وفى الاثنين وجدت الأمن بيضرب رصاص وغاز على المتظاهرين فوقفت اتفرج وأتابع ما يحدث.. ثم حاولت الابتعاد عن الاشتباكات والسير أسفل الكوبرى ففوجئت بقوات الأمن المركزى تستعد لضربى بالخرطوش فلم أجد أمامى سوى النيل فقفزت فيه والضابط يقول لى (هالف لك يا ابن...........)».
شمس أضاف «بالفعل مسكونى من النيل واستقبلنى ضابط فقال لى «تعالى متخافش».. قلت له «مش عاوز اضرب».. قال لى «متخافش» ولكنه أول واحد ضربنى بالقلم ورمانى لجنود الأمن المركزى يتسلوا على ويضربونى أكثر من ساعتين وقلعونى الجاكيت وخذوا منى الموبايل وكل ما هو معى من أوراق وبطاقة شخصية وأموال واستكملوا ضربى حتى سقطت مغشيا على، ولكننى كنت مدركا وفور سقوطى ضربنى عسكرى بالبيادة فى أنفى وبدأت أنزف ووجهى يمتلئ بالدم ولم أستطع الوقوف وشعرت أننى فى غيبوبة فجرجرونى إلى سيارة الأمن المركزى الذى كان بداخلها ما لا يقل عن 57 معتقلا جميعهم ضربوا على الرأس والمخ والوجه ومنه إلى معسكر مبارك.. وهناك قلعونا هدومنا وضربونا بالحزام وتركوا 57 معتقلًا عاريا بالشورت فقط».
شمس فجر مفاجأة عندما قال إنه بعد ترحيله إلى النيابة قال له أحد الضباط «كلنا هنا إخوان» ثم سأله «أيه رأيك فى مرسى؟»، ما يكشف أن كل ما تعرضوا له كان بعلم الجماعة وتحت بصرها وبأوامر منها، فرد عليه شمس قائلا «ظالم ما دام راضى باللى بيتعمل فينا».
الضباط رفضوا عرض شمس على الطب الشرعى، بعدما سأله أحد الضباط «لو اتعرضت وسألوك مين اللى ضربك هاتقول إيه؟» فرد شمس مباشرة «الأمن المركزى»، فقال له الضابط بكل برود «مش هاعرضك على الطب الشرعى»، كاشفا أن الضباط عرضوا بعض المعتقلين على الطب الشرعى ممن كانت إصاباتهم طفيفة، متابعا «بعد خروجى من النيابة ذهبت إلى قصر العينى لعمل تقرير طبى ولكنهم رفضوا إعطائى تقريرًا بحالتى».
شمس أشار إلى أن رحلة العذاب التى تعرض لها بدأت بمعسكر السلام قائلا «ضابط سألنى: مين وداك التحرير؟ قلت له: كنت بتابع اللى بيجرى، فقال: تستاهل اللى يجرى لك عشان تحرم تعدى من مظاهرة تانى، وبدأ الأمن المركزى الضرب بالخشب ضرب افترا.. وعندما صرخت وقلت لهم «حرام عليكوا بموت» قاموا بإهانتى وسبى بألفاظ بذيئة»، كاشفا أنه لم يعد يتمكن من الرؤية بعينه بعدما تعرض له من إصابات.
شمس قال إن المعتقلين تجمعوا وهم غارقين فى دمائهم، وعقدوا العزم على الثأر وعدم ترك حقوقهم، مختتما شهادته بقوله «مش هاسيب حقى من الأمن المركزى ومن اللى وراه».
«التحرير» رصدت لحظة خروج المعتقلين من نيابة زينهم وباب الخلق، حيث أكد حازم إبراهيم منسق 6 أبريل بطنطا، أن المعتقلين بلغوا قرابة 70 شابا أعمارهم تتراوح ما بين 13 و27 سنة، جميعهم أصيبوا بجروح وكدمات وآثار التعذيب فى جميع أجسامهم، مؤكدا أن جميع المفرج عنهم كانوا فى حالة هستيريا من البكاء لأنهم لم يصدقوا التخلص من كابوس المعتقل وسجدوا لله شكرا، حتى إن والدة أحد المعتقلين صرخت فى الشباب قائلة «ارجعوا الميدان.. هيحصل فيكم إيه تانى».
312 معتقلا فى 3 أشهر تحت حكم الإخوان
تحولت الذكرى الثانية لثورة 25 يناير على يد الإخوان ووزارة داخليتهم إلى مهرجان لسجن الثوار والمواطنين، بعد أن فرض الرئيس محمد مرسى حالة الطوارئ على مدن القناة، بالتوازى مع حملة اعتقالات واسعة فى صفوف المتظاهرين بلا رحمة، فضلا عن خطف وتعذيب عدد كبير منهم.
توفير الرئيس محمد مرسى غطاء سياسيا لاستخدام الداخلية العنف، خلال خطابه الأخير، يؤكد أن هناك حملة اعتقالات سياسية كبيرة قآدمة، بدأت بخطف 11 ناشطا سياسيا بمدن القناة وميدان التحرير وهم (الصحفى أحمد خير والناشط السياسى محمد أكرم شريف وحسين مجدى أديب وأيمن عبد الهادى غالى وفتحى أحمد عيد وجمال رضا إبراهيم ومحمد نصر ومحمد السيد وكارم عصام الشافعى ومحمد جلال أحمد ومصطفى عمارة وفؤاد ممدوح الدسوقى وعمر موسى ومحمد فهمى الذى يعد أحد جنود الثوار بميدان التحرير)، لتبدأ قائمة اغتيالات ضد معارضى الرئيس والإخوان فى صفوف النشطاء السياسيين الشباب.
مرسى وجماعته، وعلى طريقة الرئيس الراحل أنور السادات حين قام باعتقال كل معارضيه فى سبتمبر 1981، يستغلان إقرار الدستور الجديد لحق الرئيس، «إذا قام خطر يهدد ثورة 25 يناير أو حياة الأمة أو الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن، أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها، أن يتخذ الإجراءات والتدابير الواجبة لمواجهة هذا الخطر، على النحو الذى ينظمه القانون».
وتحت حكم الإخوان لم يكن إعلان الرئيس عن حاله الطوارئ مفاجأة خصوصا أنه سمح بحملة من الاعتقالات بالذكرى الثانية لمحمد محمود والتى شهدت احتجاز 46 ثائرا، ومرورا بالقبض على المواطن شريف الحصرى وترحيله إلى سجن طرة ثم إلى قسم أول مدينة نصر ثم إلى سجن أبو زعبل شديد الحراسة لمدة عشرة أيام فى قسم الأمانات، حيث تم إيداعه فى غرفة صغيرة بها 30 شخصا ولم يجد مكانا للجلوس.
كما أن مرسى سمح من قبل لأجهزة الشرطة باعتقال الثوار بموقعة الاتحادية الدامية، فى 5 ديسمبر الماضى، التى أُطلقت فيها ميليشيات الإخوان على الثوار المعارضين للإعلان الدستورى بالسنج والخرطوش كما كانت لها سلطة القبض على المواطنين المعارضين، واعتقالهم وبل وتعذيبهم، وانتزاع الاعترافات منهم، وأكثر من ذلك تقديم نحو 91 متظاهرا إلى جهات التحقيق، بعد تلفيق التهم لهم.
كما ارتفعت أعداد المعتقلين تحت حكم الإخوان، بعد تحويل الذكرى الثانية لثورة 25 يناير لحملة اعتقالات واسعة والقبض على الثوار، حيث تم اعتقال 66 متظاهرا فى الأربعة أيام التالية للذكرى، بدأت يوم 26 يناير الماضى بالقبض على ستة من المتظاهرين، بميدان التحرير وجهت لهم تهم الاعتداء على الأمن إتلاف ممتلكات عامة وخاصة، ثم القبض على 18متظاهرا من المناطق المحيطة بميدان التحرير وشارع قصر العينى وتلفيق تهم لهم تتعلق بارتكاب أعمال العنف وشغب.
وفى ذكرى جمعة الغضب 28 يناير، وبعد خطاب الرئيس محمد مرسى وفرض حالة الطوارئ بمدن القناة تم اعتقال 16 ثم 27 من المتظاهرين الذين تم ملاحقتهم أعلى كوبرى قصر النيل واحتجازهم بسيارات الترحيلات الموجودة بمحيط السفارة الأمريكية وهم (محمد محمد عبد الغنى، ووحيد عمرو محمد، ومحمد عبد المجيد سعيد، وأحمد خميس أبو الفتوح وأحمد فريد على «متهمين بإحراق أحد أكشاك الشرطة»، وإبراهيم محمد إبراهيم، وأحمد على محمد، وإسلام أحمد شعراوى ومحمد حسن الحسينى، وأحمد رمضان محمد «بتهمة إلقاء حجارة على سيارة إسعاف وإصابة مسعف»، ومحمد أحمد عبد المنعم، وهند رزق عطية، وأشرف ماجد حسن ومحمد عبد المقصود «بتهمة حيازة مولوتوف» وإبراهيم إسماعيل محمد وأشراف حامد «بتهمة حيازة مخدرات، فضلا عن أعتقال سيدة من منزلها بشارع قصر العينى).
بينما كان النصيب الأكبر من حملة الاعتقالات بمدن القناة حيث تم اعتقال 77 متظاهرا بمحافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس خلال أربعة أيام بعد الذكرى الثانية للثورة، وهو ما دفع أهالى مدن القناة والثوار بميدان التحرير للخروج فى مظاهرات حاشدة ومسيرات للاعتراض على فرض الطوارئ. وكان أحد هتافات الثوار عقب خطاب الرئيس «الشعب يريد إسقاط الصباع» فى إشارة إلى الصباع الذى لوح به مرسى لشعب المصرى عندما اعترف على نفسه ضمنيا أنه الذى أصدر تعليماته بقتل الثوار حينما قال «أصدرت تعليماتى لرجال الداخلية للتعامل بمنتهى الحزم والقوة على من يعتدى على أرواح المواطنين ومن يروّعون الناس ويستخدمون السلاح ويقطعون الطرق ويقذفون على الآمنين الحجارة، لا بد من التعامل معهم بكل حزم وقوة لا مجال للتردد فى ذلك»، ولوّح مرسى بأصبعه مهددا الشعب المصرى بقوله «أكدت أننى ضد أى إجراءات استثنائية، ولكننى أكدت أننى لو اضطررت سأفعل حقنا للدماء وحماية للمواطنين، وها أنا أفعل»، مضيفا «إذا رأيت أن أبناء الوطن أو مؤسساته أو الممتلكات العامة والخاصة تتعرض لخطر فسأضطر إلى أكثر من ذلك».
فى حين شهدت أحداث الاتحادية فى جمعة الخلاص، اعتقال 15 متظاهرا فقط تم الوصول إلى أماكن احتجازهم بينما لم يتم العثور على باقى المفقودين لينضموا إلى 297 معتقلًا خلال أحداث محمد محمود والاتحادية الدامية بديسمبر 2012 وأول أربعة أيام بعد الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.
http://tahrirnews.com/news/view.aspx?cdate=05022013&id=d9651937-f171-4860-87bb-709c4b54a003


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.