أصدر المشير عمر البشير قراراً بإعفاء الطيب مصطفى أبوقناية رئيس (آلية مكافحة الفساد) من منصبه أمس الأول دون أن يذكر القرار سبب الإعفاء كما لم يصدر من ابوقناية تصريح يوضح السبب بعد عام واحد من انشاء (آلية لمكافحة الفساد ) بلا قوانين تمكنها من انجاز مهامها . ويعد السودان من بين أكثر ثلاث دول فساداً في العالم ، وكانت منظمة الشفافية العالمية، أصدرت تقريرا نهاية العام الماضي حيث قبع السودان في المركز رقم 173 من 176 دولة. وجاء انشاء آلية مكافحة الفساد بعد محاصرة مواطنيين للبشير خلال صلاة الجمعة بمسجده بكافوري، وكعادة البشير وعد بإنشاء آلية، ومع أن الآلية رسم لها دور محدود وهو التحقيق فيما تنشره الصحف من فساد، وليس المضي أكثر من ذلك، كما أن أبو قناية نفسه تثار حوله الشبهات ( حاميها حراميها ) وهناك علاقة ين شقيق عمر البشير ومصطفى أبو قناية ، واشتراكها في الفساد ، وبالتالي تكشف سبب تعيين (أبو قناية) كرئيس لآلية مكافحة الفساد ! أي للتغطية على فساد أسرة عمر البشير ! وسبق نشرت (حريات) وثائق عن فساد أبوقناية ، الوثيقة الأولى قرار إداري رقم (84) لسنة 2010م يمنح فيه رئيس الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي علي الشرهان الفاسد أبو قناية مبلغ (60) ألف دولار . والوثيقة الثانية قرار إداري رقم (88) لسنة 2009 يمنح فيه الشرهان كل من شقيق المشير عمر البشير اللواء عبد الله حسن أحمد البشير ومصطفى أبو قناية (مكأفاة (15) ألف دولار ) كما نشرت (حريات) كذلك وثائق عن تغطية أبو قناية على فساد وتجاوزات رئيس الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي علي الشرهان ، كما يدافع عن سياسته في تحويل مقر الهيئة من السودان وفصل الخبراء السودانيين . وقال خبير سوداني بالهيئة ل (حريات) أن الأستاذ فيصل محيسي – مدير إدارة متابعة الشركات بالهيئة ذهب إلى (أبو قناية) في مكتبه عندما كان وكيلاً لوزارة المالية وممثلاً للسودان في مجلس إدارة الهيئة وسلمه تقريراً عن تجاوزات الشرهان ، وفي اليوم التالي إستدعى الشرهان الأستاذ فيصل محيسي ووضع التقرير أمامه وفصله عن العمل . وكرر أبو قناية ذات السيناريو مع الدكتور جعفر الأحيمر ، الذي أعطاه تقريراً مماثلاً عن التجاوزات فاذا ب (أبو قناية) يسلم تقريره للشرهان الذي قال له بالحرف ( انت اعطيت وكيل وزارتكم هذا التقرير من خلف ظهري وها هو أمامي ، فما قولك ؟) ، ثم فصله عن العمل ! وأرسل الخبير السوداني وثائق ل (حريات) تكشف عن أسباب تواطؤ (أبو قناية) مع الشرهان ، الا وهو تلقي الرشاوي . ولم يؤثر تعيين أبو قناية في مكافحة الفساد ، وهو أمر طبيعي ، ولم تتكشف ل(حريات ) أسباب إقالته من المنصب الشكلي . إلا أن اعقاء المسؤول يعني حل الآلية تلقائيا لعدم وجود قوانين تنظم عملها منذ بداية إعلان إنشائها قبل عام .