خارطة الطريق ناصر بابكر سيكافا.. بين العقل والعاطفة (2-2) * تستحق مشاركة المريخ في النسخة القادمة من بطولة سيكافا قدرا كبيرا من الدعم والتأييد لأنها تحمل في طياتها حدثا مهما وفريدا من نوعه وترسخ لنهج جديد كثيرا ما نادينا به يتعلق بترك الخبز للخباز واعطاء الاجهزة الفنية الصلاحية كاملة في كل ما يتعلق بالشأن الفني لان هذا الامر يمثل في حد ذاته خطوة اولى ومهمة ومطلوبة بشدة في طريق النجاح. * فالشاهد ان غالبية مشاركات المريخ في المسابقات الاقليمية والبطولات الودية في العقد الاخير ان لم يكن جميعها تمت بناءا على قرارات ادارية خالصة كانت تتغول على صلاحيات الاجهزة الفنية وتضعها امام فقه الامر الواقع وقبول حتمية المشاركة بعيدا عن اي رؤية وحسابات فنية تتعلق بالايجابيات والسلبيات والفوائد والخسائر التى يمكن ان تعود من المشاركة. * تلك الرؤية الحقت ضررا بليغا بالفرقة الحمراء وظلت سببا رئيسيا كان يقود الى هدم كل ما يتم بناءه عبر المال والمشكلة انها ظللت تتكرر بانتظام على مدي سنوات مثلما حدث في المشاركة البطولة العربية عام 2007 رغم رفض اوتوفيستر وقتها وهو ذات الخطأ الذي تم اعادة انتاجه في البطولة العربية نفسها في العام 2008 ووقتها كان المدير الفني هو كروجر قبل ان ينتقل خطأ المشاركات الادارية لبطولة سيكافا 2009 تحت رعاية المريخ رغم الرفض القاطع للكرواتي رادان وهو نهج ظل سائدا حتي بطولة سيكافا حوض النيل الاخيرة رغم اثاره السالبة الكبيرة والخطيرة على الاحمر. * الغريب والغريب جدا ان كل تلك المشاركات وعلى الرغم من ادراك الجميع لحقيقة رفض الاجهزة الفنية لها ولحقيقة انها تمت بقرارات ادارية لم تكن تضع اي اعتبار للرأي الفني، الا انها ومع ذلك كانت تجد تأييدا واسعا ودعما مطلقا من غالبية الاقلام عوضا عن مناهضتها لانها قائمة على اساس ومنهج خاطئ كان يستحق محاربته والوقوف ضده سعيا لتغيير النهج الاداري غير السليم الذي يؤسس للتغول على الشأن الفني وهو ما يمثل واحدة من اكبر مشاكل كرة القدم السودانية على مر تأريخها. * المشكلة الثانية والكبيرة التى تعاني منها كرتنا منذ اليوم الاول الذي وجدت فيه اللعبة الشعبية الاولى طريقها الى السودان يتمثل في التعامل مع المشاركات المختلفة بعشوائية شديدة تتبلور في عدم تحديد اي اهداف وعدم وضع اي خطط قصيرة كانت او بعيدة المدي للاندية وهي مشكلة بدأ المريخ يضع قدما في طريق حلها عندما بدأ التفكير مبكرا في المشاركة القارية العام المقبل بتغييره لخارطة تسجيلاته وتعامله مع تعاقدات التكميلية باعتبارها الرئيسية ومن ثم تأتي المشاركة في سيكافا القادمة كخطوة ثانية في خطوات التفكير المبكر في المشوار القاري القادم وفي طريق الابتعاد عن منهج (رزق اليوم باليوم) الذي كان سائدا. * اما المشكلة الثالثة التى تحتاج الى تكاتف اداري واعلامي وجماهيري لحلها وتجاوزها فتتعلق بالنظرة العاطفية للامور والتي تقود الى تقييم انفعالى واراء غير منطقية قبل واثناء وبعد المشاركات بما يهزم اي ايجابيات وفوائد يمكن ان تعود منها دون ان نغفل ان تلك النظرة تعكس ابتعادنا الشديد عن الفهم السليم لكرة القدم وللرياضة بصفة عامة والذي يتطلب اولا وقبل كل شيء تقبل فكرة النصر والهزيمة ووضع الاخيرة في الحسبان مع التأمين على ان اي رياضي او اي فريق كرة قدم يبحث عن الفوز والتتويج لكن ذلك لا يعني استبعاد امكانية الخسارة. * ذاك المفهوم يجعلنا بعيدين كل البعد عن الوسطية في التناول فتجدنا نبالغ في المدح والاطراء والتفاؤل والطموحات عندما نحقق الفوز ونبالغ بصورة اكبر عند الخسارة (التى لا نضعها في الحسبان) ونفرط في الانتقاد والتشاؤم والاحباط وكلا الحالتين يقودان الى نتائج سالبة ويترتب عليهما اثار غير جيدة تؤدي الى التراجع وعدم التقدم وعدم الاستفادة لا من الانتصار ولا من الهزيمة وهو ما يفسر بقاء الكرة السودانية محلك سر منذ بدايتها وحتي يومنا هذا. * انجازات الاندية السودانية القارية تقتصر على بطولة وحيدة حققها المريخ في العام (1989) ممثلة في كأس الكؤوس الافريقية فيما تقتصر الاقليمية على لقبين للزعيم في سيكافا عامي (1986 و 1994) وهو سجل يمنح المريخ افضلية مطلقة على المستوي المحلى ويميزه عن بقية اندية السودان لكنه بطبيعة الحال لا يمنحه اي افضلية او تمييز على الصعيد الخارجي حيث تتفوق عليه عشرات الاندية الافريقية في الالقاب. * تضخيم الذات والتهويل المبالغ فيه لانجازاتنا القليلة جدا والتى لم يحققها غير المريخ يجعلنا نظن وبعض الظن اثم اننا يفترض ان نكون الطرف المرشح لاي لقب واي بطولة خارجية نشارك فيها واننا لو لم نتوج فان العديد من المقاصل للاجهزة الفنية واللاعبين يجب ان تنصب والمشكلة الاكبر اننا ننشد الالقاب الاقليمية والقارية دون ان نسلك طريقها ودون ان نمر بالمراحل المطلوبة للوصول اليها من صناعة اللاعب المؤهل وصناعة الاستقرار طويل المدي على مستوي الاجهزة الفنية واللاعبين وقبل هذه وتلك ان نمر بالمرحلة الاهم المتعلقة بتغيير المفاهيم البالية والنهج الخاطئ سواء المتعلق بالادارة او الاعلام او الجمهور. * الاستماع والاستجابة للرأي الفني خطوة موفقة للغاية وفي الطريق الصحيح وتستحق قدرا كبيرا من الدعم حتي تستمر مستقبلا والتفكير المبكر في المستقبل عبر تغيير خارطة التسجيلات من جانب الادارة والاصرار على المشاركة في سيكافا من جانب الجهاز الفني خطوة اخري مهمة وتستحق الدعم حتي يستمر التخطيط المبكر مستقبلا والخطوة الاهم والاكبر تتعلق بتحديد الهدف من المشاركة القادمة وتحديده بناءا على اسس منطقية وعقلانية جدا وليست عاطفية من قبل الطاقم الفني الذي حدد هدفه من المشاركة في سيكافا بالاعداد وصقل المجموعة الحالية واتاحة الفرصة لها للتقدم بدنيا ولزيادة درجات الانسجام والتجانس ومعرفة السلبيات وهي المرة الاولى التى نشارك فيها في مسابقة ولا نقول ان الهدف هو اللقب واللقب فقط لا غير مثلما كان يحدث في كل المشاركات السابقة ويؤدي الى نتائج عكسية.