كلمة التهنئه والتقدير..للعنابي الخطير الروعه هي أقل ما يمكن أن توصف به مباراه نهائي كأس الخليج الثانيه والعشرون بين قطر والسعوديه ، حيث قدم الفريقان لوحه فنيه متكامله اشتملت علي كل فنون كره القدم الحديثه ، واستطاع العنابي الفوز علي السعوديه بهدفين في غايه الجمال والروعه بعد أن كان متأخرا بهدف ، وبعد أن قدم محاضره كرويه وفنيه متكامله عن فنون اللعبه قطر ، التي غابت عن منصات التتويج بهذه البطوله لاكثر من عشرين عاما كامله ، عادت بمنتخب قوي ومتكامل وضح عليه تماما انه كان نتيجه وحصادا لمجهود كبير وعمل ليس بالسهل ، ومن وراءه تخطيط سليم ورؤي علميه لم تخطئها الأعين في شكل وأداء الفريق خلال البطوله . قطر، والتي تعتمد في كثير من انجازاتها الرياضيه علي تجنيس العناصر المتميزه واستقطاب المواهب فازت بالبطوله رغم أنها شاركت فيها بغرض تجهيز واعداد الفريق لبطوله امم اسيا التي ستقام مطلع العام القادم كما صرح بذلك مدير الفريق ، ونعتقد ان منتخب قطر سيكون له كلمه قويه في تلك البطوله ، اذا ما سار علي نفس النهج ، ذلك قياسا علي ارتفاع المستوي في كل مرحله من مراحل البطوله . منذ مباراه الافتتاح التي لعبها القطريون مع السعوديه نفسها وانتهت بالتعادل بهدف لكل فريق ، والترشيحات اتجهت الي المنتخب القطري ،حيث ظهرت بصمات المدرب جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب القطري والذي استطاع ان يصنع فريقا قويا يقدم عروضا جميله وأداءا متميزا ، وقد كان له دورا كبيرا في هذا الفوز ، وقد أعجبني جدا تحليلا في احد المواقع القطريه ورد في جزء من نصه : ( أن منتخب قطر يطبق أساسيات كرة القدم بشكل صحيح ومثالي يظهر لمسة المدرب، وهذا يشمل طرق الدفاع والضغط والمراقبة والاستحواذ، الأساسيات تعد ناحية يهملها عادة المدربون الأجانب الذين يأتون للمنطقة العربية لأنهم يعتقدون أن اللاعبين يعرفونها، ثم يدفعون الثمن ) . ولعلنا نعاني بشكل أكبر في هذه الناحيه ، فحتي المدربون العرب عندما يأتون للعمل بالسودان يغفلون جوانب اقل أهميه من هذه التي يغفل عنها الاجانب عندهم باعتبار أنها أساسيات وبديهيات في كره القدم ، بينما يكون لاعبونا في أشد الحوجه الي تعلمها . وثمه ملاحظه اخري علي ذكر التجنيس والأجانب ، نقول ، كل تجاربنا السابقه في هذا المجال لم تتم الاستفاده منها لمصلحه المنتخب ، وذلك أن المواصفات والمعايير التي يتم التجنيس بموجبها ووفقا لها ،تكون مفصله علي الانديه فقط دون المنتخب حيث مشاركه اللاعب المجنس مع المنتخب تقتضي عدم مشاركته مع أي من منتخبات بلده الاصلي السنيه او الاولمبيه او الاساسيه . هذا خلاف أن بعض الذين يتم تجنيسهم يكونون اصلا دون المستوي الذي يؤهلهم للانضمام الي المنتخبات لا في بلده الاصلي ولا حتي في السودان . نعود للمنتخب القطري ، ونقول أن من أسباب تميزه ايضا أن الفريق به مجموعه من العناصر الشابه المتميزه مثل الحارس قاسم برهان والذي تم اختياره أفضل حارس في البطوله ، و اللاعب اسماعيل محمد المهاجم السريع الماهر ، واللاعب مهدي علي ، وغيرهم ، والملاحظ أن متوسط أعمار اللاعبين لم يتجاوز الخمسه وعشرين عاما ، فالفريق يبني للمستقبل و يعتمد بشكل كبير علي الشباب . وبالعوده الي المباراه ، نقول أنها قد اظهرت بوضوح مدي الفارق الكبير في التطور والتقدم بيننا وبين الاخوه العرب ، والسنوات الضوئيه التي باتت تفصلنا عنهم . ولا نبالغ اذا قلنا اننا من علمناهم الكره ، ولكنهم سبقونا بكل هذا القدر ، ومخطئ تماما من يظن أن المال وحده هو من أحدث كل هذا الفارق وهذه الطفره . المباراه ايضا شهدت تميزا من نوع اخر ، وفي مجالات اخري ، الاول هو الاداء التحكيمي الممتاز من قبل الحكم العراقي الذي أدار اللقاء ، والذي اجبر المعلق المصري علي التحدث عن شجاعه الشخصيه العراقيه ، وذلك لقراراته القويه وعدم التردد فيها خاصه وأن المباراه علي ارض السعوديه وبين جماهيرها . والثاني تعلق بالنقل التلفزيوني البديع والاخراج المتمكن الذي يجعلك وكأنك تتابع المباراه من داخل الملعب وليس من وراء الشاشه . عموما نبارك للمنتخب القطري البطوله والمنتخب والاداء ، ونتمني له التوفيق في منافسات امم اسيا وكل المناسبات القادمه . أعجبني جدا مدرب المريخ برهان تيه وهو يرفض العمل كمدرب عام تحت خبير اجنبي – اذا تم التعاقد معه – وقال بمنتهي المنطقيه أن أي انجاز سيتحقق سينسب الفضل فيه للخبير الاجنبي باعتباره المسئول الاول ، وأي اخفاق سيتهم المدرب العام ويوصف بضعف الشخصيه وعدم الاخذ برأيه لانه الاكثر معرفه باللاعب السوداني من الخبير الاجنبي . كاتب صحفي فرغ نفسه تماما للهجوم المستمر علي رئيس المريخ ،لا تعجبه التسجيلات الجديده ،ولا اللاعبين القدامي ، ولا الفريق ، ولا المجلس ولا طريقه اداره النادي ، ولا المدربين ، ولا زملائه الصحفين . كل ماسبق يجعلك تتردد ان تصفه بكاتب مريخي ، وفي نفس الوقت عدم اهتمامه بالهلال لا سلبا ولا ايجابا يجعل من الصعب تصنيفه مع كتاب الهلال . كما أنه ليس محايدا ولا قوميا ، فقد انتهي ذلك العهد الذي يكون فيه الصحفي محايدا . وللعلم فقط حتي المنتخب لا يعجبه . السؤال هو : لو كان مريخيا فعلي أي الأسس اختار المريخ وهو لا يعجبه فيه شئ ، ولو كان هلاليا ، لماذا لا يكتب عن الهلال . ؟