اصل الحكاية حسن فاروق مقاطعة الصحف اعلان مجلس ادارة نادي المريخ مقاطعة مااسماها بالصحف الهلالية ، ومنعها من اخباره بصفة عامة وتغطية اخبار معسكره المقام مطلع الشهر القادم بالعاصمة التونسية تونس علي وجه الخصوص ، تكرار لقرارات سابقة من ذات المجلس ومن مجالس سابقة في الناديين الكبيرين ، ضد صحف ووسائل اعلام اخري محسوبة علي النادي الخصم ، ولم تسلم من مثل هذه القرارات حتي الصحف المحسوبة علي ذات الاندية ، ولكن بتصنيفات اخري (مع هذا الاداري او ذاك الاداري) ، فقد تابعنا قبل فترة الاعلان عن منع صحف محسوبة علي الهلال من تغطية معسكر الفريق الاعدادي ، وتابعنا الازمة التي حدثت بين صحيفة (قوون) ومجلس ادارة نادي الهلال بسبب هذا القرار ، وكيف تحول الامر الي مطاردات وهروب وعربة تاكسي وتصوير بدون اذن او تصريح . وتابعنا قبلها الحال الذي انتهت الي صحيفة الهدف المحسوبة علي نادي المريخ ، والذي صدر قرار من مجلس ادارة نادي المريخ بمقاطعتها وحرمانها من اخباره الرسمية ، وتابعنا كيف تعرض اثنين من الصحفيين العاملين في الصحيفة للضرب من عضو مجلس ادارة النادي حاتم محمد احمد ، بسبب تصنيف المجلس بانها صحيفة معارضة ، وتابعنا التحولات الدراماتيكية وما اطلق عليه وقتها جلسة الصلح بين ادارة الصحيفة ورئيس مجلس ادارة النادي ، وفي النهاية توقفت الصحيفة لاسباب مختلفة . وبالتالي عندما نتناول مثل هذه القرارات سنجدها لاتتوقف علي الاندية المنافسة (الهلال والمريخ) ، بل تتعرض لها صحف محسوبة علي النادي الواحد ، ويتم تقييم القرارات في الحالة الاخيرة علي القرب من الاداري ممثلا في رئيس النادي او البعد عنه (معارضة)، او صحف تقود توجها مستقلا ، او صحفا محسوبة علي اداريين لهم خلاف مع رئيس مجلس ادارة النادي وهكذا نجد ان مثل هذه القرارات اساسها المزاج الاداري .ولاتخضع لاي معايير مؤسسية وقانونية ، وهي عقلية ادارية (قديمة ،جديدة) تتعامل مع الاندية علي انها امبراطوريات، لها فيها الحكم المطلق ، تحدد مع من تتعامل ، ومع من لاتتعامل ، وكأننا في زمن غير الزمن ، وربما لاتعلم هذه العقليات الكهفية اننا في زمن الحصول فيه علي المعلومة والخبر حق قانوني ، وليس شيء يتم التصدق به ، فمن حق كل الصحف ووسائل الاعلام المختلفة الحصول علي المعلومات والاخبار دون تمييز لهذا المنبر الاعلامي او ذاك ، خروج مثل هذه القرارات امر مخجل وكان علي من اصدروه التستر عليه واضعف الايمان عدم اعلانه ، المؤسف في الامر الاحتفاء الذي نشهده واين ؟ في بعض الصحف التي يفترض انها جزء من المهنة ، وجزء من هموم هذه المهنة وحقوقها ، اما المضحك في الامر ان الصحف المستهدفة بالمقاطعة ، خاصة في قرار مجلس ادارة نادي المريخ ، لاتتعاطي في الاصل مع الشأن المريخي الا بما هو سالب ، وبالتالي لايمسها هذا القرار من قريب او بعيد . ورغم انه في كل الاحوال لايساوي شيئا ، الا انه في هذه الحالة لايساوي الحبر الذي كتب به . مالم يكن القصد معاقبة كل الصحف .