ضد التيار هيثم كابو على نفسها جنت "دواعش" * قلنا من قبل أنه لو (لم يكسب) الحزب الاتحادي الديمقراطي شيئاً في سنوات (الخسران الأخيرة) سوى جُرأة نائب رئيس لجنة تسييره العليا محمد الحسن الميرغني فهو بلا شك (رابح) ! * كان الحسن في تصريحاته التي أعقبت (غضبة المفصولين) قبل خمسة أشهر صريحاً (أكثر مما يتوقع الرأي العام)، وصادماً (فوق تخيل المفصولين عن الحزب أنفسهم)، ومباشراً (على عكس ما تعود الناس من حزبه)..! * اختزل الحسن (ثورة المفصولين الكلامية) في خمس كلمات ذات جرأة ودلالة قال فيها: (لقد تخلصنا من دواعش الحزب).. ! * تشبيه المفصولين ب(الدواعش) يعني دمغهم بالتطرف الأعمى الذي لا يحترم اللوائح ويخرق القوانين، كما أن (بريق الكلمة الآني) منح التشبيه حق التداول لأطول فترة من الزمن، فاختيار التشبيه تم بذكاء كبير من الحسن..! * لم يقل (فصلنا) وقال (تخلصنا)، ومفردة (تخلصنا) قاسية لغوياً ومعبرة سياسياً، فهي تمنحك إحساس أن المفصولين كانوا (فائض أعضاء زائد عن الحاجة)، والتخلص كمصطلح فيه دلالات (الخروج من أزمة) وتباشير (بزوغ عهد جديد)..! * كان واضحاً أن الحزب الاتحادي في عهد تكليف الحسن سيخرج من (عباءة الصمت) الذي يخلق حالة بيات أشبه بالغياب والموات، فتلك القرارات قدمت (مولانا الصغير) في (نسخة ميرغنية مختلفة)، والحسن (طلع "زول حارة" ما بناقش وبتخلص من "الدواعش") * (الدواعش) الذين جاءوا الآن للعويل ولطم الخدود والصراخ بعد انفضاض المعزين ورفع سرادق العزاء، لم يجدوا من يقول لهم إن العزاء انتهى بانتهاء مراسم المشاركة في الحكم واختيار ممثلي الحزب..! * حركة الدواعش الإعلامية جاءت أكثر من متأخرة.. السعي الآن للضغط على مولانا محمد عثمان الميرغني ليجد لهم مخرجاً ويبحث لهم عن تسوية مع ابنه الحسن أمر لم يعد في صدر قائمة الأولويات..! * إن كان الدواعش يؤمنون منذ الوهلة الأولى بأن (الحل والربط) في يد (الميرغني الكبير) فلماذا لم يبادروا بتكوين وفد رفيع والذهاب لمقابلته في مقر إقامته وعرض مشكلتهم بدلاً عن التراشق في الصحف؟ ألم يفضلوا (الهيجان والحردان) على طرق أبواب مولانا فما الذي تغير الآن ودفعهم لهذه الصحوة المفاجئة و(الجقلبة والفوران)؟ * الوقائع في الأرض الآن تقول إن مقاليد الحزب بيد الحسن.. قوائم المشاركة في السلطة التنفيذية تم رفعها واعتمادها ومعظم الأسماء باشرت أعمالها.. نواب الإتحادي بالبرلمان والمجالس التشريعية بدأت دورة عملهم ولم يعد يعنيهم عودة الدواعش من عدمها فقد تقدموا الصفوف ونالوا الثقة، و(بارك مولانا الأسماء) ومن الاستحالة العودة للوراء..! * كل من يقول إن مولانا الميرغني لم يكن ملماً بتفاصيل ما يحدث هو في قرارة نفسه غير مقتنع بذلك ولكنه يريد أن يجد لرئيس الحزب مبرراً و(يحاول تجميل صورة نفسه أمام الناس حتى لا ينظروا له بعين "غير المرغوب فيه") أملاً في العودة وإيجاد مقعد في صفوف الحزب الأولى، والاتحادي الذي فقد أسماء من الوزن الثقيل في مراحل مختلفة بعضها أسس أحزاباً تحمل اسم الاتحادي بينما انضم آخرون للمؤتمر الوطني لن تزعج رئيسه (فرفرة المفصولين) الذين لم يبق لهم غير "تجميل الصورة ومغازلة مولانا" واللهث من أجل العودة للحزب، وكأن (العودة من جديد) تعد بالنسبة لهم فتحاً ونصراً مع أنهم رفعوا راية العصيان لاختلافهم مع الحسن في آراء وقضايا إن عادوا اليوم لا يمكن العودة لنقاشها فقد تعدت مرحلة الحوار ودخلت حيز التنفيذ وتجاوزها الزمن..! * ليس أمام الدواعش سوى قبول الأمر الواقع ومحاولة الوصول مع الحسن لتسوية لعلهم يفوزون بشيء تبقى من (كيكة المشاركة) أو تكوين حزب و(العاقل من اتعظ بمن انشق قبله)..! نفس أخير * شيء لله يا حسن ! هيثم كابو