كلمة عماد الدين عمر الحسن استقالة مرفوضة يا كابتن مازدا
خسر السودان مباراته في الجولة الثانية من تصفيات بطولة امم افريقيا أمام فريق الجابون بأربعة اهداف كاملة غير منقوصة ، وبغض النظر عن أن نتيجة المباراة لا تؤثر في ترتيب فرق المجموعة علي اعتبار أن كل نتائج منتخب الجابون ستحذف باعتباره البلد المضيف والمنظم للبطولة ، الا أن المبارة تبقي علي كل حال مباراة رسمية دولية كان من المفترض منحها الاهتمام الكافي من قبل الجهات المسؤلة ، ومن الاتحاد العام لكرة القدم . المنتخب ، وكما يعلم الجميع لا يجد أدني اهتمام من الدولة بشؤنه ولا تتاح له فرص التجمع الكافيه بغرض الاعداد ، ويكفي أن المنتخب سافر لاداء هذه المباراة دون أن يؤدي تمرين واحد قبل السفر ، وقد كانت الخسارة هي النتيجة الطبيعية المنتظره في ظل مثل هذه الظروف ، وفي ظل المحاباة التي يمارسها الاتحاد والانحياز للأندية علي حساب المنتخب عكس ما يحدث في كل دول العالم . نقول ، طالما أنه لم تكن هناك فرصة ووقت كاف لتجميع المنتخب من وقت مبكر بسبب انشغال فريقي المقدمة المريخ والهلال في بطولة الأندية الافريقيه فقد كان من الطبيعي والمنطقي أن يؤدي المنتخب مباراة الجابون بتشكيلة تتكون فقط من لاعبي الفريقين بسبب أنهم الاكثر جاهزية واستعدادا والأوفر خبرة من غيرهم ، ولا زلت اذكر كلاما للاستاذ الراحل الكوتش هاشم ضيف الله في مناسبة مشابهة تماما لهذه الحالة حيث كان المنتخب مواجه بمباراة افريقية والمريخ والهلال مشغولين بمباريات ايضا في المنافسات الافريقية للأندية – فاقترح أن يلعب المباراة بتشكيل من الفريقي علي أن يشرك دفاع الهلال كاملا وهجوم المريخ كاملا وذلك ليضمن علي الأقل التجانس والانسجام بين اللاعبين لأنهم اعتادوا علي اللعب مع بعضهم ، وهو ماكان يجب أن ينتبه اليه مازدا جيدا عند اختيار قائمته التي سافر بها ليتلقي مثل هذه الهزيمة القاسية . ولن نلقي اللوم علي مازدا كاملا في هذا الخصوص إذ أنه ربما تفاجأ باعتزار من اختارهم من لاعبي الهلال والذين سمح لهم الاتحاد بالتخلف خاضعا لضغوط ناديهم وضاربا بمصلحة الوطن والمنتخب عرض اقرب حائط بسور الاتحاد الضعيف . لم نستطيع أن نفهم ولا ان نجد سببا يجعل كاريكا والشغيل ونزار حامد يشاركون مع ناديهم في مباراة في منافسة محلية في الوقت الذي يخوض فيه منتخب بلادهم مباراة في منافسة دولية ، فإما أنهم اقل مستوي من الذين تم اختيارهم للمنتخب من لاعبي المريخ وخلافهم ، أو أنهم أقل وطنية رغم شعار ناديهم الذي يجعل الوطن قبل النادي في عبارة نعتقد أنها تحتاج لأعادة صياغة بعد هذا الموقف . لا أعتقد أن الدفع بعدم أهمية المباراة وعدم احتساب نقاطها سيكون مفيدا لنفي تهمة بهذا الحجم ، وأغلب الظن وحسب تجارب سابقة مشابهة فلم يكن الحال سيختلف كثيرا حتي لو كانت مباراة المنتخب الدولية مهمة ومحسوبة النقاط ، ولكنه اختلاف المعايير والمحاباة البغيضة وتفضيل المصالح الخاصة علي العامة . نعود للمباراة والتي فاجأتني جدا نتيجتها حين تلقيتها ، اذ منعتني ظروف معينة من اكمال متابعتها بعد أن شاهدت منها حوالي نصف الشوط الاول ولم يكن شكل المنتخب – علي الرغم من الظروف التي قدمناها – يوحي بأن النتيجة يمكن أن تذهب الي الرقم الذي ذهبت اليه ، ولا ندري حقيقة سبب الانهيار المفاجئ الذي حدث للمنتخب ، غير أن الاهداف بعد مشاهدتها كانت تشير الي سوء في التنظيم الدفاعي واخطاء في تطبيق مصيدة التسلل ، كما كانت تشير بوضوح الي عدم التفاهم وغياب الانسجام بين عناصر الدفاع مما ذكرنا مقولة هاشم ضيف الله التي أشرنا اليها أعلاه ، حيث شارك في الدفاع الطاهر سادومبا علي اليمين ، وفارس عبدالله علي الشمال ، ومالك وضفر متوسطي دفاع ومن خلفهم المعز محجوب في المرمي ، وهي توليفة لم تشارك ربما في حياتها من قبل جنبا الي جنب الا في مباراة الأمس . وفي مفارقة غريبة عن المعز محجوب الحارس الأول للمنتخب ، أنه الحارس الاحتياط في ناديه المريخ بعد الحارس الاول جمال سالم ، رغم أن هذا الاخير هو الحارس الاحتياط وليس الاساسي في منتخب بلاده ، والمعز لا يشارك مع فريقه الا في مرات قليله ومباريات متفرقه لذا كان من الطبيعي أن يظهر بهذا الشكل المهزوز خلال المباراة رغم أنه يتحمل مسؤلية هدف وحيد من مجموع الاهداف التي ولجت شباكه . أما المدير الفني للمنتخب فقد بادر بتقديم استقالته وأعلن عن عزمه الترجل عن دفة القيادة ، وهو قرار نعتقد أنه في الوقت غير المناسب ، فمازدا كان يجب أن يتقدم باستقالته هذه عندما لم يجد الاهتمام المطلوب من الدوله ولم يجد الدعم من الاتحاد ، كان يجب أن يستقيل عندما سمحوا للاعبي الهلال بالتخلف لأداء مباراة محلية عوضا عن مباراة منتخب بلادهم ودفع ضريبة الوطن ، فاستقالته في ذلك التوقيت كانت ستمثل ضغطا علي الاتحاد ، وربما تدفعه للاحساس ببعض مسؤلياته والقيام بها . مازدا سيجد نفسه الان الضحية والشماعة الوحيدة التي ستعلق عليها كل اخفاقات المنتخب ، وسيجد نفسه السبب الرئيسي للهزيمة الكبيرة التي لحقت به بالأمس رغم أنه صاحب الانجاز الكبير الذي أوصل المنتخب من قبل الي نهائيات البطولة التي هزم في تصفياتها هذه ومرتين ، بل وصعد بالفريق الي المرحلة الثانية في اخر مشاركة وخرج علي يد بطل الدورة حينها المنتخب الزامبي .لذلك نقول لمازدا أنك قد ضيعت الوقت المناسب للاستقالة ، فلا تفعل ذلك في الوقت غير المناسب .