رأى حر صلاح الاحمدى عندما يشيخ الصوت ..هل تنقذه الكاريزما؟ للعمر ضريبة بالتأكيد وضريبته اشد على المطربين الذى يعتبر صوتهم هو رأس مالهم الحقيقى فى مسيرتهم الاحترافية .فالصوت هو الاساس مثلث يشكل الصوت والكلمة واللحن اساسه المتين فى ايصال اى عمل غنائي للمتلقى يحاور احساسه ويرتقي بذائقته وفى الغناء السودانى نماذج عديدة من المطربين الذين بقوا على اصالتهم الغنائية .ولكن اصواتهم لم تسعفهم فى بقاء حلقة التواصل مع الجمهور صوتيا واستعانوا بتباين فى ما بينهم بحلقة وصل مخفاة مع الجمهور (الكاريزما )لابقاء هذه الحالة كى تشفع لهم فى ما تبقى من مسيرتهم واشهر من تعاطى مع الجمهور بالكاريزما المطرب الكبير محمد ميرغنى الذى اعتلاه الكبر وبات ظهوره نادرا جدا الا فى خطوات مدروسة باتت يعتمد على الرصيد الكبير من تاريخه وحب الجماهير له فتعامل بذكاء يعرف متى يظهر ومتى يختفي ولا يقدم سوى الاغنيات التى لا تحتاج الى مساحات واسعة من صوته الذى شاخ فى حفلاته القليلة .ولكن بذكاء استطاع ان يواصل مسيرته وان كان اسلوب البلاى باك الى يتبعه فى معظم حفلاته فى الفترة الاخيرة هو الطاغي على مجمل الاغنيات الا ان صوته الذى غرد ماضيا سيبقى مستقبلا رقيق الحالمين باغنياته اما الفنان الكبير صلاح ابن البادية الذى شكل ظاهرة غنائية على مدى اكثر من 50عاما فقد بريق صوته فى السنوات العشر الاخيرة بسبب امراض عدة اصابته لكنه ما زال يلقى رواجا كبيرا فى حفلاته حيث يلاحظ حجم الاقبال الكبير عليه سواء فى الافراح او الفضائيات وان كان اعضاء فرقته يكملون باقى اغنياته عنه فى الحفلات الا انه لازال يحظى بمتابعة وحب كبير من جمهوره وفى حالتين شبيهتين غنائيا تتمثلان فى الفنان عبد القادر سالم وصلاح مصطفى وهما ما زالا موجودين على الساحة الغنائية بتاريخهما الكبير نافذة على الاتجاه المقابل ما زال هناك بعض المطربين الذين حافظوا على اصواتهم وعلى الرغم من تقدمهم فى السن مثل الاستاذ محمد الامين عبد الرحمن عبدالله وهؤلاء اتبعوا اسلوب البعد عن كل المنبهات التى من الممكن ان تؤثر فى اصواتهم فى مراحل متقدمة من حياتهم ومنهم الفنان الكبير عبد الكريم الكابلى وهو محافظ على قوة صوته وهناك فنان الاجيال الراحل عثمان حسين الذى عرف متى يتوقف عن الغناء ليرسخ فى ذهن الجمهور صوته النقى . نافذة اخيرة بالمقارنة بهؤلا العمالقة من اهل فن الغناء والاجيال القادمة لم يبرز فى الساحة حتى الآن من يسد مكانتهم والديلي كل الافراح عادت الى المطريبن الكبار ليشدون فيها او حتى يردد البعض من اغانيهم خاصة فى الفضائيات لابد المراجعة العامة للكلمة فى الاغنية السودانية وتنشيط الذاكرة بالقديم من اجمل الاغنيات والالحان .يلاحظ الكل ان كل جديد من الاغنيات اصبحت كفقيقعات الصابون تأخذ دورها فى الهوا ء وتذوب حتى الصوت النسائى ظل يسجل غيابا كاملا فى الساحة الغنائية فى ظل الكلمات التى لم تدخل اصلا الى وجدان واذن المستمعين خاتمة عندما يشيخ الصوت ..لن تنقذه الكاريزما لاسباب كثيرة فاتت لحظات الاستماع عند المتلقين للاغنية السودانية وحل مكانها التطريب بشتى طرق الرقص فى الافراح والمنتديات