وكفى اسماعيل حسن أكاد لا أصدق * بعد قرار انسحابه من الدوري الممتاز ، أصدر مجلس إدارة نادي الهلال قراراً باقامة مهرجان يشتمل على مباراة ودية تجمع بينه وبين (فردته) الأمل على كأس أطلق عليه كأس العدالة!! * إي والله كأس العدالة.. * يومها توقعنا أن تسارع الجهات الأمنية في ولاية الخرطوم إلى إصدار قرار يمنع قيام هذا المهرجان بسبب حالة الاحتقان التي كانت تسود الوسط الرياضي.. إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث!! * اقيم المهرجان ووجّه من خلاله رئيس الهلال الكار ، العديد من الإساءات والشتائم والسخريات والاستفزازات لزعيم البلد كبير البلد سيد البلد المريخ.. وللاتحاد العام ورئيسه وسكرتيره وبقية قادته.. * وحتى السيد الرئيس لم يسلم من لسانه.. فقد ألمح في حديثه عنه أنه هلالابي منّهم.. * وكان واضحاً من هذا التلميح أنه يقصد بطريقة غير مباشرة أن السيد الرئيس سيكون معهم في مساعيهم الرامية إلى نسف الموسم الكروي وحل الاتحاد ولجنة الاستئنافات وإلغاء قراراتها.. * يومها توقعنا أن تعتقل السلطات الأمنية رئيس نادي الهلال.. أو تستدعيه الرئاسة لمساءلته عن سبب زجه برمز الدولة في هذه الأزمة.. وتصويره وكأن هلاليته أكبر من صفته الدستورية.. وأن ميوله يمكن أن تغلب على كونه رئيساً للجمهورية فيتدخل بقرارات فوقية تخدم فريقه على حساب المريخ وأهله الذين هم في النهاية من رعاياه وسيسأله الله عنهم يوم الموقف العظيم .. * ولكن للأسف لم يحدث ذلك.. لتتوالى الأحداث عاصفة ويضاعف الهلال من تمرده وعنترياته.. ويتحدى الاتحاد والوزارة والقانون ويرفض جميع المحاولات التي بُذلت من أجل اثنائه عن قرار الانسحاب … * إلى هنا والأمر عادي جداً بالنسبة لنا.. خاصة وأن رئاسة الجمهورية حسب ما جاء في الأخبار أمّنت تماماً على رفضها للفوضى وضرورة سيادة القانون .. وكذلك وزارة الرياضة والمفوضية ولجنة الجودية.. * في اتجاه آخر.. وإكراماً للدولة والبرلمان.. قدّم الاتحاد العام تنازلاً كريماً ، وأجّل مباراة الأمل ونيل شندي الأولى في سنترليق البقاء أو الهبوط . ووجّه الدعوة لجمعية عمومية طارئة.. وأعلن عن قيام مباراة القمة في موعدها يوم الجمعة الماضي.. * وزاد على ذلك بأن أكد على استعداده لتبني مشروع مقترح يُقدّم للجمعية العمومية بأن يُستثنى فريق الأمل من الهبوط إذا لم يحالفه التوفيق في مباراتيه أمام نيل شندي.. * ولكن إذا بنا نتفاجأ مساء الخميس بقرار من اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم يقضي بعدم قيام مباراتي الأمل والنيل .. والمريخ والهلال يوم الجمعة لدواعٍ وصفتها بأنها أمنية !! * وطبعاً من حقها أن تصفها بذلك.. ولكن كمان من حقنا نحن ألا نصدق هذا السبب لقناعتنا الكاملة بأن المنظومة الأمنية في بلادنا عموماً، وفي ولاية الخرطوم على وجه الخصوص ، من أفضل المنظومات الأمنية في العالم… وأنها لا يمكن أن تعجز عن توفير الحماية لمباراة هي في الأصل مباراة شكلية الغرض منها تتويج المريخ وتسليمه الكأس وقفل الموسم.. * عموماً لم تقم المباراة وأكد الاتحاد على قيامها اليوم الأحد .. وبالتأكيد إذا تدخلت اللجنة الأمنية من جديد ورفضت قيامها اليوم أيضاً ، فستكون كمن تريد أن تجر البلاد إلى فتنة الله أعلم كيف يكون حجمها ، لأنها في هذه الحالة ستنشيء في النفوس الحمراء إحساسا مؤكداً بأنها منحازة لفريق الهلال وتريد أن تخدم أجندته.. * وبالتأكيد لن يرضى الصفوة بذلك.. * انا شخصياً لا أشك في نزاهة اللجنة الأمنية وحيدتها ، وعلى قناعة كاملة بأنها لا يمكن أن تفكر في محاباة الهلال على حساب المريخ لأن بعض قادتها ومعظم عناصرها من قبيلة المريخ .. ولكني أخشى أن تكون هنالك معلومات مغلوطة وصلتها من جهة مغرضة.. ولو أن الاتحاد العام ومجلس المريخ تكفلا بتمليكها المعلومات الحقيقية لهذه الأزمة فبالتأكيد سيصب أي قرار منها في مجرى المصلحة العليا لكرة القدم في دولة السودان العظمى.. آخر السطور * جماهير المريخ التي تكفلت بحماية ناديها ووقفت ألف ألفين في مواجهة كل المحاولات التي رمت إلى سلب حقوقها القانونية وحرمانها من كأس الدوري، مطالبة بأن تتكفل بحمايته ايضاً من لصوص العضوية والوقوف بنفس القوة في مواجهة كل من تسول له نفسه التلاعب بالانتخابات القادمة … * لأن الهلال لم يسلم الاتحاد كأس الدوري لن يكون هنالك تتويج للمريخ اليوم.. * سيحضر الزعيم في الموعد المحدد .. ويطلق الحكم صافرة البداية .. ويمنح الهلال ربع ساعة .. وإذا لم يحضر يطلق صافرة النهاية معلنا فوز المريخ .. وانتهاء الموسم الكروي.. * وعقب صلاة العشاء ينتظم الصفوة الأخيار في فقرات احتفالية منوعة بالقلعة الحمراء ودار النادي.. وتطوف سياراتهم شوارع العاصمة في كرنفالات فرح رائعة .. * والله تستاهلوا الفرح يا صفوة يا ناس يا طيبين… * طول عمركم واعين ومتواضعين ومتحضرين.. * لذا ليس غريباً أن يكون فريقكم هو الفريق الوحيد الذي حقق معجزات وأرقاماً قياسية وشرّف السودان بكؤوسٍ جوية.. * وآه آه … * آه لو ما كنت منّكم … كان اسفاي وا ذلي.. * ختاماً… الله يكفينا شر الحقد والحسد والكراهية.. * وكفى.