زووم ابو عاقلة اماسا رئاسة (مفخخة) .. وونسي ضحية…! ظللننا ننبه لغياب المنهج الإداري الذي يقوم على تحديد المشاكل والمعوقات والمخاطر بدقة ويضع لها الحلول بإحترافية عالية عن مجلس المريخ، وخطورة الإنسياق وراء صحافة تختلف أهدافها ودوافعها، وتختفي منها الكثير من القيم المهنية والصدقية في التعامل مع مسألة المصالح العليا لهذه الأندية، وكذلك خطورة أن تدار الملفات الخطيرة بالعقلية (الديماجوج) التي تعتمد على الإنفعالات، ولكن يبدو أنهم لا يستبينوا النصح إلا ضحى الغد.. ففترة الثلاثة عشرة عاماً التي قضاها جمال الوالي رئيساً لنادي المريخ لم تكن هنالك ملفات منظمة تعكس مدى حرص المجلس على تنظيم دولاب العمل بالشكل الذي يحفظ هيبة نادي المريخ، كانت الأخطاء الفادحة والكبيرة التي ترتقي لمستويات الجريمة العظمى تمر بدون أدنى مساءلات.. وأخطر الملفات تتخذ طريقها إلى أفراد يصنعون لأنفسهم جزراً معزولة كل يمرح فيها كما شاء دون رقيب أو حسيب… والمجتمع المريخي نفسه تفانى بشكل غريب في إيجاد المبررات للأشياء.. حتى في القضايا المتعلقة بمصير الكيان، فارتفع شأن الفرد في النادي على مفاهيم المصلحة العامة حتى وصلنا مرحلة من الخطورة بحيث أننا أختزلنا كل قضايا المريخ في شخص واحد هو جمال الوالي. قبل أيام كنت في زيارة إلى نادي المريخ، ذلك المكان الذي كان في وقت من الأوقات مكاناً نلتقي فيه مع رصفاءنا وأصدقاءنا لندير حوارات نيرة في الشأن الرياضي، وما عاد بنفس النشاط والمكانة الآن.. والفرق دائماً أن مجالس الإدارات التي رأسها الوالي لم تعط المكان هيبته، ولم تتخذ من النادي منطلقاً لكل ما هو مرتبط بالإسم والتأريخ.. فتشتت الجهود على مكتب تنفيذي لا أحد فيه يشعر بالمريخ كما كان في السابق فانطلقت شؤون المريخ إلى فضاء واسع تسيطر عليه الفوضى. المهم أنني زرت دار النادي واستمعت إلى كثير من الآراء، من جماهير تحتشد هناك بشكل شبه يومي لعلها تسمع خبراً يسعدها عن حبيب غائب حاضر، ولكن المساحات للإجتهادات والشائعات أوسع، والسبب أن مصدر الأخبار الصحيحة وهي مجلس الإدارة ولجانه المساعدة بعيدين كل البعد، بينما تتعمد صحافة النادي عزل الجماهير عن الحقائق، فضلاً عن الأسلوب الغريب الذي سيطر على البيئة المريخية وكان يهدف إلى عزل وتغييب القاعدة عن المعلومات الأساسية المهمة، وكان من الطبيعي أن يهدر الناس وقتهم في النقاش والجدال حول معلومات كان يفترض أن يجدوها على الصحف المريخية.. وعلى رأس تلك المعلومات المهمة ما يحدث بشأن المدرب غارزيتو.. والوضع المالي الحقيقي للنادي.. وما تم إنجازه في ملف الإستثمار على أساس من الشفافية.. الشفافية نفسها ليست كلمة تشترى من الأسواق لتعلق على جدران هذه الأندية كنوع من الزينة، بل هي عقيدة وأسلوب عمل يضيق المساحات على الإجتهاد.. وأسلوب يقطع الشك باليقين ويجبر الجمهور على الحخروج من الجدال الفارغ إلى ما يفيد كيانهم.. ولكن في يغابها سمعت بعضاً من المتواجدين بالنادي يتحدثون وقد انتفخت أوداجهم وكادت شرايينهم تنفجر.. يتهمون جمال الوالي بأنه قد نصب فخاً لخليفته، ووضع أمامه مسببات الفشل الذريع.. في حين أن السياسات التي ساندها نفس الإنفعاليين هي التي جعلت رئاسة نادي المريخ عبارة عن فخ كبير ينتظر من يسقط فيه، فالمهندس أسامه ونسي لم يرث من سابقيه ملفات منظمة يستند عليها في تقييم الأمور.. أو رؤية واضحة تجاه أية من القضايا حتى يعمل عليها.. حتى الديون قالوا له أنها لا تتجاوز المليارين.. قبل أن يكتشف الحقيقة أنها لا تقل عن عشر مليارات.. باختصار.. الوضع في المريخ بحاجة ماسة لجهود خبراء يحددوا أولاً ما المشكلة .. ليضعوا خارطة طريق للحلول.. أما بالطريقة التي نراها الآن فإن مجلس الإدارة سيتحول إلى محرقة للكوادر.. وبعد فترة لن نجد من يتصدى للعمل والتطوع.