خارطة الطريق ناصر بابكر الشهر الأهم في تاريخ المريخ (5) * اهتمام فوق العادة بملف الانتقالات وسؤال دائم عن آخر المستجدات سواء فيما يتعلق باللاعبين الأجانب أو الوطنيين المراد التعاقد معهم أو العناصر التي سيتم الاستغناء عنها.. اهتمام فوق العادة بملف الطاقم الفني وسؤال دائم عن آخر المستجدات فيما يتعلق باستمرار المدير الفني من عدمه، ثم ينتقل الاهتمام والسؤال لهوية القادم الجديد الذي يخلف المدرب الراحل.. وبعد أن يسدل الستار على ملف الانتقالات ينتقل الاهتمام والسؤال للمعسكر الإعدادي والتحضيرات والأندية التي سيواجهها المريخ قبل أن ينتقل الشغف بعد ذلك والمتابعة للمباريات التنافسية. * السيناريو أعلاه يتكرر سنويا وسبب الاهتمام الشديد من قبل القاعدة الحمراء بالملفات المختلفة من تعاقدات وطاقم فني وإعداد هو الرغبة في الظفر بلقب قاري جديد يضاف لإنجاز كأس مانديلا 89 الذي يعد حتى اللحظة اللقب القاري الوحيد في تاريخ الأندية السودانية. * واللافت والغريب أن الكل أو الغالبية العظمى تبدي ذلك الاهتمام أملاً في أن تقود حصيلة تلك الملفات المريخ للقب قاري.. رغم أن جل إن لم يكن كل التسجيلات تتم برؤية إدارية وعلى أحسن الفروض برؤية فنيين لا يتولون الإشراف على تدريب الفريق في الموسم الجديد، لأن المريخ عادة يستغنى عن مدربه مع نهاية كل موسم ويدخل الموسم التالي بمدرب جديد لم يكن له أي دور في اختيار لاعبي فريقه. * واللافت والغريب أن الكل أو الغالبية العظمى تبدي ذلك الاهتمام أملا في لقب قاري رغم أن اختيار المدرب دوما لا يقوم على أي معايير أو بحث عن مواصفات معينة تتناسب مع بيئة العمل في المريخ وتتناسب مع فلسفة لعب الفريق.. كما أن النادي عادة يتعاقد مع المدربين ويدخل كل موسم دون أن يكون هنالك أهداف واضحة ومعينة يتم على ضوءها تقييم مسيرة المدرب والحكم عليها بشكل منصف بالنجاح أو الفشل، ليتم الحكم لاحقا بالأمزجة والآراء الشخصية وهو ما ينتج أزمة استقرار فني مستديمة يعيش فيها الأحمر على مدى عقود. * والناس تتابع باهتمام وتنتظر الفوز بلقب قاري رغم أن الاستقرار المفقود لا يتعلق بالشق الفني فحسب، وإنما الإداري نفسه غير متوفر، فمن النادر أن يكمل مجلس إدارة منتخب مدة انتخابه كاملة.. ومن المستحيل أن يتوافر استقرار إداري في محيط فريق كرة القدم ولو لموسم واحد.. حيث جرت العادة أن يكون المريخ في حالة إحلال وإبدال بصورة مستمرة، فيما يتعلق بمن يتولى مسؤولية دائرة الكرة. * والناس تتابع باهتمام وتنتظر الفوز بلقب قاري رغم أن الكل يدرك أن إدارة الكرة في المريخ تعاني من مشاكل مزمنة غير مشكلة الاستقرار، فالفوضى وعدم المؤسسية تفرض نفسها في ظل تعامل مباشر بين اللاعبين ورئيس النادي وتعامل مباشر بين المدرب ورئيس النادي وبين مساعد المدرب ورئيس النادي.. والفوضى تفرض نفسها.. واللوائح إما غائبة أو مغيَّبة، وبالتالي فإن الانضباط معدوم تماما.. وعندما يسعى أي مدرب ويجتهد لفرضه على لاعبيه يتم اتهام المدرب بأنه يحارب ويعادي اللاعبين وتتم الإطاحة بالمدرب، ليزداد غرور وتعالي أولئك اللاعبين وتكثر حالات خروجهم عن النص. * والناس تتابع باهتمام وتنتظر الفوز بلقب قاري رغم أن الكل يعلم أن المريخ يعاني من مشاكل مالية كبيرة في ظل معدلات الصرف العالية والغياب الكامل للاستثمار وعدم وجود أي موارد. * والغريب الغالبية العظمى من أنصار الأحمر يدركون تلك الحقائق جيدا ويتحدثون عن تلك المشاكل والسلبيات باستمرار دون أن يتغير واقع الحال، وبالتالي فإن الحديث عن تلك المساوئ والسلبيات يتكرر عاما تلو الآخر دون أن يطرأ أي جديد على الطريقة التي تدار بها تلك الملفات. * المشكلة الحقيقية من وجهة نظري أننا نطارد في كل عام لقب قاري دون أن نفكر في (بناء نادي بطولات) ودون أن نسعى لتوفير مقومات البطولات والألقاب، وبالتالي فإننا كمن يطارد السراب وينتظر السماء أن تمطر ألقابا. * والمشكلة الأكبر أننا ننتظر أن يحدث التغيير في طريقة إدارة كل الملفات من الإدارات التي تأتي عن طريق العضوية المستجلبة أو إدارات التعيين الحكومي دون أن يبادر الجمهور بصناعة التغيير بنفسه ودون أن يقوم بتلك المهمة التي هي من صميم واجبات الأنصار باعتبارهم ملاك الأندية الحقيقيين وهم المعنيون بتحديد الكيفية التي يفترض أن تدار بها الأندية.. وقبل ذلك هم من ينتظرون عاما تلو الآخر الألقاب القارية وهم من يكتوون بنيران الفشل في إحرازها. * التغيير يبدأ بتغيير مفاهيم الجماهير.. ونجاح الجماهير في التغيير يبدأ باكتساب العضوية.